
عادل فهد المشعل
يجب أن تكون الثقافة - بمفهومها العام - عنصراً مهماً في المجتمع لذا لا بد أن تقوم كل الجهات بدورها الرئيس في تحقيق ذلك، بدءاً بالأسرة مروراً بالمدرسة وانتهاء بوسائل الإعلام المختلفة.
نعم يجب أن تكون الثقافة حاضرة في حياتنا، لتصبح كرغيف الخبز، الذي نتناوله كل يوم، فمع كل لقمة غذائية لا بد أن توازيها لقمة ثقافية مهما كانت بسيطة، خصوصاً أن وسائلها متعددة عبر الصحف والمجلات أو عبر التلفزيون والإذاعة أو عبر الهواتف الذكية، ناهيك عن المعارض التشكيلية والأمسيات الشعرية والموسيقية، وكذلك الندوات الفكرية والمسارح و غيرها من الأنشطة المختلفة.
نعم يجب أن تكون الثقافة حاضرة ليعرف الجمهور الفنانين التشكيليين، امثال أيوب حسين وبدر القطامي وعبدالله القصار، اضافة إلى الفنانين التشكيليين المعاصرين الذين قدموا إبداعات في الرسم والنحت والخزف والتصوير.
نعم يجب أن تكون الثقافة حاضرة، كي يعرف أبناء الجيل الجديد رموز الثقافة الكويتية، فليس من المعقول أن يعرف البعض منهم الشاعر أحمد العدواني، الذي كتب النشيد الوطني، لكنهم لا يعرفون عنه أي معلومة أخرى، وليس من المعقول أن منهم من لا يعرف عن الشاعر محمد الفايز إلا مذكرات بحار التي قام بتلحينها غنام الديكان وقام بغنائها الفنان شادي الخليج ومعه سناء الخراز، بل إنني أستغرب من أن بعض المثقفين العرب لا يعرف صورته أو أي معلومات أخرى عنه.
وهناك شعراء كثر منهم الدكتور خليفة الوقيان وعبدالله العتيبي وأحمد السقاف ويعقوب السبيعي، فهم يستحقون عمل برامج ثقافية خاصة تبث باستمرار في القنوات كافة، بل يجب أن يتم إهداء تلك البرامج إلى بقية القنوات داخل وخارج الكويت.
ولأن المجتمع لا يقرأ كثيراً فلا بأس من اختيار روايات كويتية متميزة، لتصبح مسلسلاً درامياً، وهذا أمر شائع في الكثير من الأعمال السينمائية والدرامية المأخوذة من الروايات، وهذا ليس عيباً فهو حاضر في السينما الأميركية والمصرية ، وبالتالي نحن أمام فرصة ذهبية لاختيار نصوص قوية، في الوقت الذي يشكو فيه أهل الفن من ندرة النصوص الجيدة.
وفي الكويت هناك من يكتب الرواية بشكل متميز، وفي مقدمهم الراحل إسماعيل فهد إسماعيل والكتاب سليمان الشطي وسليمان الخليفي ووليد الرجيب وسعود السنعوسي، الذي حصل الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2013م وتحولت الى مسلسل تلفزيوني ناجح، وبالطبع هناك أسماء اخرى.
وهناك مؤسسات ثقافية حكومية مثل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الذي لا يمكن تجاهل دوره، رغم بعض القصور، وهناك مؤسسات ثقافية وفنية لجمعيات النفع العام، التي لها أداء متباين مثل الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية ورابطة الادباء، وكل جهة لها أصدقاء يحرصون على حضور أنشطتهم المختلفة.
وكم تمنيت عمل نشاط ثقافي يجمع بين الفن التشكيلي والامسية الشعرية والموسيقية في مكان واحد، فتكون فرصة لأبناء الأسرة الواحدة كي تحظى بأكثر من نشاط ثقافي، وهذا أفضل من تنظيم أنشطة ثقافية عدة في أماكن مختلفة وفي التوقيت نفسه، فيتشتت الجمهور الثقافي ومعه وسائل التغطية الإعلامية.
ولا ننسى دور وسائل الإعلام المختلفة في تغطية مختلف الفعاليات الثقافية، فهي حلقة الوصل بين تلك الأنشطة وبقية أفراد المجتمع الذين لا يستطيعون حضور تلك الفعاليات لأسباب مختلفة، وإن كانت تفتقد إلى النقد الهادف وتلك قضية بحاجة إلى مقالة منفرد سنتناولها في المستقبل القريب.
بالطبع هناك أنشطة ثقافية كثيرة لم أتطرق لها مثل المسرح، وبعض أنشطة جمعيات النفع العام الأخرى المهمة مثل رابطة الاجتماعيين وجمعية الخريجين، ولهم بصمة فكرية مميزة لا يمكن تجاهلها، وهناك الأندية الرياضية وبعض الإدارات في الدولة، خصوصاً وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية وغيرها من الجهات، وكلها تقوم بأنشطة أرجو أن تتطور نحو الأفضل.