حمزة فيصل المردان   مع جمع من العاطلين والمتبضعين دخلت السوق كان في بالي فكرة لو طرحتها… ربما لا تعجب السائق الذي اقلني وربما لا تعجب بائع الملابس الذي يصرخ منبها الناس على بضاعته المستوردة الجديدة… بائع الملابس القديمة يجلس عند الشاطئ حاسر الراس ، ينتظر الفرج وربما لا تعجب صاحب محل المرطبات الذي لا يعجب الحال الذي آلت اليه البلاد كان يتذمّر بشدّة وربما لا تعجب المراة التي تمشي بمفردها .. وتنظر في ساعتها ، وهي تحمل هاتفا نقالا باهض الثمن ، ومدالية مفاتيح لسيارة فارهة… ، ربما تترقب شخصا ما يمنحها السعادة المؤقتة والصبي الذي تشبّه بالنساء ضحك كثيرا… ، قبل ان يهضمها.. وهو يضرب صديقه على الية الكبيرة رغم انّني نوهت بها له فقط برؤوس اقلام مقطوعة… وربما لا تعجب بائع العطور الرخيصة ومحلات الكماليات ليست كماليات كما اراها ، انّها فخاخ للنساء ،… وبائع الكتب ، . .حزن كثيرا ، لأنه رآني عازفا عن البوح بها ، فالناس ليست بحاجة لها الان ، غبطني على صبري وقراءتي للوجوه… كنت اميل اليه ، ويراقب شرودي عابسا فكرتي اخذت تسيل من فمي الفكرة التي ينتظرها الشرطي الواقف على الجسر لحمايتي ماعدا بائعة البخور ، في سوق الحطابات تندب حطها بفقد ولدها الوحيد وزوجها في الحرب الاخيرة ، طمعا بتغيير الحال لكنه كما ظلّ كما هو… الفكرة تدور في راسي تبحث عن منفذ للخروج كفوف العقل تحتجزها وصلت في تجوالي الى جبل الحلة الذي اشار لي بالابتعاد لانه يريد ان يتنفس خطى اخرى اشرت الى سائق التكسي اردت ان يقل فكرتي يوصل الى بائع الثلج في الصوب الصغير لتنام هناك حتى صباح جديد… الفكرة غيّرت جلدها ورمت قبعتها ، امام بائع المواد الغذائية العربات اختفت السوق ، بلّ ريقه بالظلام الظلام كسر الضوء الرحلة انتهت والفكرة ماتت بعد ان مزجها بائع الفلافل مع التوابل الهندية…