رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
العقل العراقي المطلوب


المشاهدات 1018
تاريخ الإضافة 2019/12/30 - 7:10 PM
آخر تحديث 2025/06/27 - 12:59 AM

[caption id="attachment_103308" align="alignnone" width="300"]أحمد الجنديل أحمد الجنديل[/caption] الأحداث بدأت تدور على صفيح ساخن، والسعي إلى الخروج من الأزمات المتلاحقة يأخذ طرقا متباينة، ونحن أمام مسيرة، إن لم تكن فاشلة طيلة السنوات العجاف التي مرت على العراق، فهي مسيرة متعثرة اكتنفتها الكثير من حالات الفساد. أخطر ما واجهه العراق عبر مسيرته السياسية هو غياب هويته وتغليب الهويات الفرعية عليها، ومنذ الوهلة الأولى التي دخلت فيها المسيرة إلى أنفاق الطائفية الضيقة، واعتماد أساليب التهميش والتسقيط والتخوين، وانتهاج لغة الثأر والحقد، ونحن على يقين بأن المسيرة قد دخلت إلى الطريق المغلق المظلم المسدود. الأحداث بدأت تلقي بثقلها على أرض الواقع، والسياسة فن التعامل مع الأزمات، وفن تصريف الأزمة وتحويلها لمشروع يؤدي الى النجاح، وفن إقناع الشعب بسلامة الطريق التي تسير عليه العملية السياسية، ولا نجد مخرجا لكل الأزمات المنتشرة على امتداد الجسد العراقي غير اعتماد الهوية الوطنية، وجعلها مصدر التشريع، ونقطة التغيير، وطريق الخلاص، فهي وحدها القادرة على ترسيخ قيم العدالة والمواطنة عند الشعب الذي عانى من ظلم الطائفة الواحدة، والحزب الواحد، والقومية الواحدة، والفرد الواحد. الأحداث تفرّخ أحداثاً، والحراك الشعبي يتصاعد باتجاه التغيير، والتغيير يتطلب غلق الأبواب التي تهب منها رياح الفتنة، وتدخل من خلالها عواصف الشر، والتغيير يعني الأخذ بيد الشعب إلى الإصلاحات الحقيقية المبنية على التعاون المشترك، والفهم المشترك، والرؤية الواضحة التي تمثل الأساس في التغيير، ولا أظن أن مواطناً عراقياً لا يرغب في رؤية وطنه يعيش الأمن والأمان والاستقرار، ومن أجل أن يبتعد التغيير عن كل محاولات الغش والالتفاف عليه، فلا بد من اعتماد الهوية الوطنية كمنطلق لكل تغيير، فلقد أثبتت الأحداث التي مرت على العراق بأن تهميش الهوية الوطنية، وإهمال روح المواطنة يعني المزيد من التعثر، والمزيد من دفع العملية السياسية برمتها إلى الفشل الذريع. لقد أصبح التغيير مطلبا وطنيا وشعبيا ملحا، وأصبحت المسيرة تعاني من العجز والشيخوخة بعد كل الذي أصابها من أمراض، ولابد من تحرك جاد يضع مصلحة الشعب والحفاظ على أرواحهم وكرامتهم في أولياته، وفارق كبير بين تغيير يهدف إلى حفظ دماء العراقيين، ويصون كرامتهم، ويضمن وحدتهم، ويزيد في تلاحمهم، وبين تغيير سلبي قائم على الفتنة. إلى اللقاء...

تابعنا على
تصميم وتطوير