رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
وداعا أيها الرياضي النبيل


المشاهدات 1014
تاريخ الإضافة 2019/12/30 - 6:29 PM
آخر تحديث 2025/06/25 - 10:16 AM

[caption id="attachment_141068" align="alignnone" width="300"]د.هادي عبد الله د.هادي عبد الله[/caption] بهدوء النفس المطمئنة غادر هذه الدنيا الى جوار رب غفور الرياضي الكبير بشار مصطفى النائب الاول السابق لرئيس اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية ..لقد كان مصطفى استثناء في الكثير من المعالم او زوايا الشخصية، فهو لم يكن نجما في لعبة ما حتى لعبة الملاكمة التي ترأس اتحادها بتميز رائده النزاهة والعمل الدؤوب ..ولم يكن محبا لخوض المعارك الاعلامية، وهو الذي يعرف الكثير الكثير عن خفايا الرياضة العراقية بعد الاحتلال الامريكي البغيض الذي اعقبته احتلالات لا تقل عنه بغضا... كما انه لم يكن من الذين اقتادهم خاطفو رئيس اللجنة الاولمبية احمد الحجية عام 2006 وكل من كان من اعضاء المكتب التنفيذي على الرغم من انه كان نائبا للرئيس، وقد احتجزه الخاطفون دقائق معدودات ممن احتجزوا في قاعة المعهد الثقافي النفطي في ذلك النهار التموزي من ذلك العام... ولعل الزاوية الاكثر استثناء في مسيرة هذا الرياضي النبيل انه بين تدافع الاحداث وجد نفسه وقد تبوأ منصب رئيس اللجنة الاولمبية وكالة ليغدو المسؤول الاول عن رياضة الانجاز في العراق في زمن مضطرب بل رديء الى اقصى درجات الرداءة، ولم تكن المفارقة في توليه هذا المنصب بل في سموه على كل صغائر هذا المنصب، وتمسكه بلآلئ وجواهر الخلق الرياضي القويم، لم يبع مبادئه في سوق النخاسة الرياضي، وانما نشر في هذا السوق اخلاق الفرسان، اخلاق الناس الطيبين الذين يتعاملون مع الجميع بقلب ابيض صافٍ من اية ضغينة او حكم مسبق . بشار مصطفى حاول ان يبحر بقلبه النظيف في عباب رياضة تحت الاحتلال، وقد استقل مركبها الكثير ممن رضعوا من اثداء اراض اخرى، فتغير عليهم طعم حليب ارضهم العراق حتى كبروا على حليبهم الجديد، فصاروا اجسادا بروائح نتنة، وباتوا قلوبا بنبضات خسيسة وبرمجوا عقولا متآمرة، كما هم في غير ميدان الرياضة، فأنى للنبيل بشار مصطفى ان يوازن سفينته؟ وكيف له ان يحافظ على أمانته ؟ بذل جهدا جبارا للإبقاء على السفينة متوازنة في بحر مضطرب، ونجح زمنا، ولكن الموج تصاعد، وكان موجا حكوميا قاسيا دمر الرياضة العراقية عام 2008، كما عاد ذات الموج ليدمرها عام 2019 بقرار 140 سيئ الصيت وغيره من خطوات الجهلة الذين أفئدتهم وعقولهم هواء، هواء ليس من بين ذراته ذرة واحدة من هواء خلق بشار مصطفى الخلق العراقي العربي الذي يتنفسه كل العراقيين الا هؤلاء الذين لا يضعون العراق ومستقبل العراق اولا؛ لانهم باعوا أنفسهم للشيطان. تغيرت الاحوال وتراجع مصطفى عن درجة الرئيس الى درجة النائب الاول للرئيس، ولم يغير فيه ذلك شيئا، ظل مخلصا لمبادئه مستوعبا للحاقدين عليه شخصا ومنهجا بقلبه الابيض الكبير، لعلهم يرعوون، ويحفظون للرجل المسالم الطيب كرامة العاملين باخلاص، ولكنهم سعوا سعيا مسعورا الى تشويه سمعته، كما هي دائما عادة الاقزام؛ ولأنه لا يملك السلاح الذي يملكون، سلاح الكذب المعبأ بذخيرة الغاية تبرر الوسيلة، فقد انزوى في أيامه الاخيرة في بلدته التي يعشقها دهوك الحبيبة يتواصل هادئا مع من أحبهم وأحبوه في الله تعالى، نائيا بنفسه عن صغائر ابناء الشاشات ومرتدي “فساتين “ الاضواء، مصارعا بايمان وصبر أوجاعه حتى ودع هذه الدنيا بريئا من كل دنس رموه به، ليبقى كبيرا في قلوب وعيون كل شرفاء العراق... على أمل ان يزفوا لروحه الطاهرة بشرى الانتصار من ساحات الاعتصام المباركة؛ لتلتقي روحه بأرواح شهداء ثورة تشرين في عليين فرحين بما تحقق لعراقهم الذي احبوه حتى الشهادة من اجل عينيه اللتين ليس في الكوكب ما يشبههما، عيناك غابتا نخيل ساعة السحر .. اللهم يا عظيم ..ارحم بشار مصطفى فقد كان عبدا من عبادك الذين نحبهم فأحببه يا أرحم الراحمين...

تابعنا على
تصميم وتطوير