رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
وزراء بغداد أيام الخليفة العباسي محمد المهدي


المشاهدات 1018
تاريخ الإضافة 2019/12/29 - 6:45 PM
آخر تحديث 2025/06/29 - 1:08 PM

[caption id="attachment_169673" align="alignnone" width="300"]طارق حرب طارق حرب[/caption] هو أبو عبدالله محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور، باني بغداد، الخليفة العباسي وأول من حكمها، وهو والد الخليفتين الهادي والرشيد، تولى حكم بغداد عام 158 هـ الى عام 169 هـ، وفي عهده استقر نظام الوزارة الذي استحدثه أول خليفة عباسي، وهو أبو العباس السفاح، واول وزير استوزره هو أبو سلمة الخلال قبل أكثر من ثلاثين سنة من عهد الخليفة المهدي، حيث استوزر أبا عبد الله يعقوب ابن دارد والوزير الثاني القيض بن أبي صالح والثالث أبي عبد الله معاوية بن يسار، اذ ظهرت في أيام الخليفة المهدي أبهة الوزارة بسبب كفاءة وزيره أبي عبيد الله معاوية ابن يسار، ذلك انه جمع له حاصل المملكة ورتب الديوان وقرر القواعد، وكان كاتب الدنيا وأوحد الناس حذقاً وعلماً وخبرة نحو مي يصفه ابن الطقا طقا في كتابه الفخري. وهو من موالي الأشعريين، كان كاتب المهدي قبل الخلافة، ضمه الخليفة المنصور اليه، وعزم على استيزاره، لكنه آثر به ابنه المهدي، فكان غالباً على امور المهدي، لا يعصي له شيئا، وكان المنصور ما زال يوصيه بابنه فلما مات المنصور وجلس المهدي على سرير الخلافة، فوض اليه تدبير الدولة وسلم اليه الدواوين، وكان مقدما في ايجاد الجديد، كما انه نقل الخراج التي هي الضرائب الى المقاسمة، حيث كانت الدولة تأخذ عن الغلات مقرراً ولا تقاسم، وجعل الخراج على المخل والشجر، وصنف كتاباً في الخراج وكان شديد التجبر والتكبر، وحصلت عداوة بينه وبين الربيع الذي كان مع الخليفة المنصور في مكة عند وفاته ورجع الى بغداد، وبدأ بالوزير عبيد الله وتكلم، فوصف له كيف انه أخذ البيعة للمهدي في مكة بعد وفاة ابيه، وهنا وخز الوزير عبيد الله الربيع الوزير السابق عندما أراد أن يقص له كيف أخذ البيعة، جيث قال له لا حاجة الى اعادته، فاغتاظ الربيع وشرع في إفساد حال ابي عبيد الله، وبدأ الربيع بتشويه سمعة ابن الوزير، مرة انه تعرض لحرم الخليفة، واخرى انه من أهل الالحاد والزندقة، وتمكن من ذلك، حيث أحضر الخليفة الابن وسأله قراءة شيء من القرآن فلم يتمكن، وهنا أمر الخليفة والده الوزير بقتل ابنه فلم يستطع، وتدخل قريباً للخليفة بأن يقتله شخص آخر، وفعلا تم قتل ابن الوزير أمامه، مما أثر عليه وعلى مكانته، وازالته من الوزارة. والوزير الثاني من وزراء حاكم بغداد الثاني الخليفة العباسي المهدي هو أبو أبو عبدالله يعقوب بن داود، وكان أبو داود وأبوه واخوته كتّاباً لنصر بن سيار أمير خراسان، وعندما ظهر هناك عبد الله بن الحسن الذي ينتهي نسبه الى علي بن أبي طالب (ع) خاف الخليفة المهدي منه، فجعل يعقوب بن داود لديه في بغداد بوصية من الوزير الربيع، وكان أكمل الناس عقلاً وأفضلهم سيرة فشغف به الخليفة المهدي، فصار يعقوب ابن داود يعرض على الخليفة من المصالح والمهمات والنصائح الجليلة ما لم يكن يعرض عليه من قبل، فاستخصه الخليفة حتى انه كتب كتاباً بأن الوزير يعقوب أخوه في الله وسلم اليه الدواوين وقدمه على جميع الناس، واشتغل الخليفة باللهو واللعب وسماع الاغاني، وفوض الامور الى الوزير الجديد، ووصلت مكانته الى انه نهى الوزير عن شرب الخمر، حتى قال الشاعر: فدع عنك يعقوب بن داود جانباً وأقبل على صهباء طيبة النشر.. وهنا بدأ السعاة يسعون بيعقوب الوزير حتى نكبه الخليفة وسجنه في السجن المطبق، السجن المشهور في العهد العباسي الاول، واستمر بالسجن طيلة مدة حكم الخليفة المهدي وابنه الخليفة الهادي، وحتى خلافة الرشيد، حيث أخرجه من السجن. وسبب سجنه يعود الى عدم قتله أحد العلويين الذي كان قد أمره الخليفة المهدي بقتله، وبعد اخراجه قصد مكه ومات هناك. أما وزير الخليفة المهدي الثالث، فهو الفيض بن أبي صالح، وهو من أهل نيسابور، وكان أهله نصارى وأسلموا وتربى الفيض في الدولة العباسية وتأدب وبرع، وكان سخياً مفضالاً جواداً عزيز النفس كثير الكبر والتيه، وكان مضرب الامثال في الكرم، حتى ان يحيى ابن خالد البرمكي يقول انه أكثر كرماً منه، واستمر في الوزارة حتى وفاة الخليفة المهدي، ولكن الخليفة الجديد الهادي ابن الخليفة المهدي لم يستوزره وبقى الى أيام الرشيد حيث مات الفيض زمن الخليفة هارون الرشيد، وفي تكبره يقول الشاعر: فلو كنت تعطينا المنى وزيادة لنغصها منك التجبر والكبر.. وفي مدحه يقول الشاعر عندما يذكر اسمه الفيض: مواقع جود الفيض في كل بلدة مواقع ماء المزن في البلد القفر.

تابعنا على
تصميم وتطوير