حوار الطرشان وسلمية التعايش
المشاهدات 1016
تاريخ الإضافة 2019/12/28 - 6:54 PM
آخر تحديث 2025/06/25 - 10:16 AM
[caption id="attachment_72128" align="alignnone" width="209"]

سعد محسن خليل[/caption]
في هذا الزمن العصيب بمشاكله، بات من الصعوبة ان نتقبل حكم العقل من اجل وحدة الوطن او الاحتفاظ بحبل الود مع الاخرين، ومن العبارات الشائعة، والتي تصب في هذا الاتجاه، عبارة “الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية”، وبرغم اني لا اعرف من صاغ هذه العبارة، ولا كيف عممت لتصبح واحدة من اهم العبارات شائعة التداول في زمننا هذا، المتعب بالاراء والاختلافات في الرأي بين فئات المتحاورين، يقولها البعض وهم متوجسين وخائفين من إغضاب الاخرين، خاصة ان كان هؤلاء ممن تربطهم مع بعض علاقات طيبة، خاصة ان اغلب المتحاورين من العرب والعراقيين دوما، ترى اعصابهم متوترة ومشدودة نتيجة الاوضاع السياسية المضطربة، وهذه السمة السائدة بين اغلب الناس على مستويات عدة، فالكل يمارس نوعا من الرذيلة الحوارية امام شاشات القنوات الفضائية لإبراز عضلاته.. الكل يلعن الاخر ويكشف عوراته حتى اصبحوا مجرد ابواق ردود وقذف على كل شيء يتحرك لمجرد خلاف في الرأي، محملين بالنمطية في تناولهم للاحداث برذيلة حوارية بعيدة عن الاخلاق، مبتعدين عن لغة الحوار بمفهومها ومضمونها، حتى باتت هذه الشخصيات والنخب، التي من المفروض ان تكون قدوة في سلوكها، شخصيات تافهة، يشجعهم في ذلك، ويثير الغيض فيهم، توجهات القناة الفضائية حتى باتت هذه الشخصيات اشبه ما تكون بـ”الاخوة الاعداء”، يحملون لبعضهم البعض أطنانا من الكراهية المسمومة، وقد يتحول الحوار الى عراك كلامي مشحون بالانفعال الذي في النتيجة يقود المجتمع الى الاحباط والتشنج والتذمر من هذه السلوكيات التي تعكس التربية القاصرة، والتي تركز على فكرة الاقصاء والغلبة، وليس على فكرة التعددية والتشاور والحوار البناء، ومحاولة الفهم والقبول بسلمية التعايش ضمن مجتمع متعدد الطوائف.