دعاء عراقي على باب العام الجديد
المشاهدات 1018
تاريخ الإضافة 2019/12/23 - 7:17 PM
آخر تحديث 2025/06/27 - 9:37 PM
[caption id="attachment_146238" align="alignnone" width="206"]

رواية جديدة للأديب العراقي أحمد الجنديل[/caption]
كلما تسقط ورقة من شجرة العمر نشعر معها بالحزن ، ثم ندير بوصلتنا نحو الأمل مترحمين على الشاعر الذي قال: (ما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ).
وتبقى الدنيا تدور، والايام تمر مسرعة ونحن نتطلع الى الأمل الذي نرى من خلال نافذته العراق وقد تعافى من كل علّة، فلا قتال ولا أزمات ولا محاصصة بين هذا الطرف أو ذاك، الجميع يتمتع بالعيش الكريم، والخدمات متوفرة للجميع، والأطفال ينشدون كل صباح أناشيد البهجة والفرح، والسلام يفرش جناحيْه على ربوع هذا الوطن العزيز .
ومع انتهاء كل أزمة يزداد حجم الأمل ونهتف للمستقبل وللمرحلة القادمة على انها مرحلة خير وازدهار، وتنتكس راية الفرح عندما تخرج أزمة جديدة تأخذ بخناقنا من جديد .
السنوات العجاف التي مرت علينا كانت مثقلة بكل صنوف الازمات، والاموال الهائلة التي حصلنا عليها كفيلة بتقديم أرقى الخدمات، ونقل شعب العراق الى درجة عالية من درجات الرفاهية والاستقرار، والمعاناة التي عانى من الشعب لو سارت على طريق غير الطريق الذي سارت عليه الاحداث لأصبحنا اليوم بوضع يثير شعوب العالم .
يأخذنا الحزن الى مناطق البكاء ونحن نشاهد أبناءنا يأكلهم الضياع ويعانون من الخيبة، وهم يبحثون عن الفرص الصغيرة للعمل بعدما تخرجوا من الجامعات فوجدوا أنفسهم بين أنياب البطالة .
ونشعر بالألم القاتل حين تمر عيوننا على الاطفال وهم يحشرون أجسادهم الفتية في الأحياء الصناعية طمعا في الحصول على أجر ضئيل وبعيدا عن عالم الطفولة والبراءة والنقاء، وبعضهم امتهن الوقوف في الساحات العامة ليمسح زجاج السيارات الواقفة هناك، ويسحقنا القهر عندما نسمع الحشود تطالب بالخدمات العامة، حيث الاهمال الواضح في مجال الماء الصالح للشرب وقطاع الكهرباء والبطاقة التموينية وتعبيد الطرق ومن حالات الفساد المالي والاداري .
وكلما تسقط ورقة من شجرة العمر، تسقط معها اللغة الفخمة التي كنا نكتب داخل أروقتها لاعتقادنا بأن لغة الخطاب الواضح المباشر أكثر فائدة من لغة الطباق والجناس والتورية، وأكثر تأثيرا من لغة التلميح والاشارة، فبعد كل السنوات العجاف نتطلع الى اليوم الذي نرى فيه الامل مجسدا على أرض الواقع، هذا الامل النابع من خلال التصور الشرعي والمنطقي لما يمتلكه هذا البلد من امكانيات وخيرات وقدرات على البناء والعطاء .
أمنياتنا أن يعم الرخاء والسلام ربوع هذا الوطن بعد معاناة طويلة من حالات الفساد والفوضى، وتطلعاتنا بأن ينعم الشعب بحياة حرة كريمة تليق به وبتضحياته، وأملنا أن تظل شجرة العمر وارفة خضراء في وضع مزدهر بعيدا عن كل حالات التهميش والتخوين والاقصاء وغيرها من الصفات التي ما جلبت لنا غير الخراب والدمار .
الى اللقاء .