رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
دار المرزباني في بغداد بالعهد العباسي


المشاهدات 1006
تاريخ الإضافة 2019/12/22 - 7:39 PM
آخر تحديث 2025/06/25 - 10:16 AM

[caption id="attachment_169673" align="alignnone" width="300"]طارق حرب طارق حرب[/caption] في فترة النفوذ البويهي من العهد العباسي ببغداد، كثرت دور العلم الخاصة، والتي قامت بجانب دور العلم العامة التي تأخذ شكل مجالس ثقافية، ومن هذه الدور دار دعلج ودار أبي سليمان المنطقي ودار الشيخ المفيد، ودار المرزباني، محمد بن عمران بن موسى أبو عبيد الله، الكاتب المعروف بالمرزباني، المتوفي عام 384هـ 964م، وتنقل المصادر بأن داره كانت مجهزه لإقامة خمسين رجلاً من أهل العلم مع مستلزماتهم، حتى قيل ان المرزباني نفسه كان قد تتلمذ وسمع من العلماء في داره التي كانت في شارع عمرو الرومي من الجانب الشرقي لمدينة بغداد، وتذكر بعض المصادر ان الامير البويهي، عضد الدولة، كان داعماً لهذه الدار، إذ ان اهتمامه بالعلم والعلماء دفعه لتأسيس ما يشبه بمحل اقامة ورعاية لمجموعة من العلماء، والذي يبدو ان افادة المرزباني من العلماء في داره أكثر من افادته منهم.. والمرزباني من بيت رياسة ونفاسة، كان أبوه نائب صاحب خراسان بالباب ببغداد، وابنه هذا فاضل كامل، ذكي راوية مكثر مصنف جميل التصانيف، كثير المشايخ ممتع المحاضرة والمذاكرة، مقدم عند أهل العلم، له تصانيف مشهورة في الفنون والاداب والمعارف، ألف في علمي النحو واللغة في أخبار جامعيها ومصنفيها والمتصدين لإفادتها كتاباً سماه (المقتبس) يقارب عشرين مجلداً، كان حسن الترتيب لما يجمعه، وكان يقال له انه أحسن تصنيفاً من الجاحظ، وصفه أبي علي الفارسي النحًوي بأنه من محاسن الدنيا. ذكره الاصبهاني في كتابه الاغاني، فقال فيه (كان عفا الله عنه، مستهتراً بشرب الخمر فقد كان يضع بين يديه قارورتين، قارورة حبر وقارورة خمر، فلا يزال يشرب ويكتب، سأله الامير البويهي، عضد الدولة، عن حتلة، فأجابه كيف حال من هو بين قارورتين، يعني قارورة الخمر وقارورة الحبر).. وكان عضد الدولة الحاكم الفعلي لبغداد زمن النفوذ البويهي في العهد العباسي على كبره وتعظمه يجتاز بباب داره، فيقف بالباب متى يخرج اليه ويسلم عليه، ويسأله عن حاله وعن مجلسه، كان المرزباني يقول كان في داري خمسون ما بين لحاف ودواج، وهو لحاف يلبس معدة لأهل العلم الذين يبيتون عنده، وقيل ان أكثر أهل الادب الذين روى عنهم سمع منهم في داره.. ولا تقدم المصادر معطيات مفصلة عن طريقة الخدمة التي يقدمها المرزباني لضيوفه أو المقيمين عنده من العلماء، وفي أي حال تعد داره فريدة ببغداد في العهد البويهي، ويبدو ان علاقته بعضد الدولة ترجح امكانية تقديم دعم الامير مادياً لداره، وعلى الرغم من المنحى التقليدي لمنهجه في توثيق أعمال الادباء والشعراء في التاريخ، إلا انه عدّ من المصنفين المكثرين، وقد اهتم ابن النديم بمعظم مؤلفاته بشكل مفصل، وبطريقة غير مألوفة من صاحب (الفهرست). ويكفي المرزباني ان ابن الندبم كان واحداً من الذين درسوا وتفقهوا في دار المرزباني، الامر الذي يؤيد صحة رعاية وعناية عضد الدولة لهذه الدار مالياً، إذ شاع في بغداد ان مثل هذه الدور تكون برعاية الوزراء والاثرياء وعلية القوم، وان كانت وفاة عضد الدولة ادت الى عدم الاستمرار في هذا المشروع، ومما يمكن ذكره عن المرزباني انه كان يعتقد بالاعتزالن فلقد كان معتزليا، وصنف كتاباً في أخبار المعتزلة، وعاب عليه أهل الحديث بأن أكثر روايته كانت اجازة، ولا يبين في تصانيفه الاجازة من السماع، بل يقول في كل ذلك (أخبرنا)، وهذا قريباً من الاحتجاج، وبعد وفاته تم دفنه بداره في شارع عمر الرومي في الجانب الشرقي من بغداد، وترك خلفه خمسين مصنفاً.

تابعنا على
تصميم وتطوير