رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
ماكرون على فوهة بركان


المشاهدات 1000
تاريخ الإضافة 2019/11/13 - 5:23 PM
آخر تحديث 2019/11/13 - 5:23 PM

توفيق قويدر شيشي يبدو ان التصريح الاخير للسيد الرئيس ايمانويل ماكرون لأسبوعية The Economist لم يمر بردا وسلاما على سياسة الرئيس الفرنسي الداخلية والخارجية خاصة عندما وصف حلف الناتو بانه ميت موتا ديماغيا او كلينيكيا و وصفه كذلك بان الاتحاد الاوروبي كان بصدد الاندثار هذا التصريح هو أقرب الى الاعتراف بأمر واقع وتشخيص حالة نابع من قناعة رئيس دولة انه في حالة يأس او فشل لسياسة حزبه الجمهورية الى الامام هو كذلك قتل روح الأمة الاوروبية بدل الوطنية الاوروبية التي لطالما دافع عنها في عدة مناسبات كما ان اعترافه بأن الاتحاد الاوروبي غير قادر على الدفاع عن نفسه والاعتماد على المظلة الامريكية امر صعب التخلص منه وان القارة العجوز عجزت لحد الان في تحقيق الامن الاوروبي لمواطنيها من خلال خلق جيش اوروبي موحد الذي لم ير النور لحد الان ومازاد من متاعب الرئيس الفرنسي مطالبة الرئيس الامريكي دونالد ترامب مطالبة دول حلف الناتو بتقاسم المستحقات المالية لدول الناتو بالتساوي وان لا تبقى الولايات المتحدة تدفع من اجل امن أوروبا الى الأبد وهذا في حد ذاته اعتبره الاتحاد الاوروربي ابتزازا من الرئيس الامريكي في حين هو صداع رأس جديد للسيد ايمانويل ماكرون الذي سارع بإرسال الأمين العام لحلف الناتو السيد jens stoltenberg كي يلتقي بالرئيس الامريكي ترامب في البيت الابيض عله يحصل على تنازل منه كي يعدل عن طلب ضخ مبالغ مالية وخاصة من ألمانيا باعتبار ان ماكرون هو من يقود قاطرة الأمة الاوروبية وباعث روح القارة العجوز، مع قدوم ترامب الى البيت الابيض وسياسة كسر العظام مع دول الاتحاد ادرك ماكرون انه لا مناص من التخلص من المظلة الامريكية في حماية أمنها بنفسها لكن هل أوروبا قادرة على الدفاع عن نفسها خارج حلف الناتو وبمعزل عن الولايات المتحدة؟ الجواب يكون بلا باجماع الرؤساء الأوروبيون ورغم تحمس ماكرون الى فكرة الجيش الاوروبي الا ان معالم هذا الجيش لم تتضح بعد لأسباب سياسية ومالية وتقنية هذا الفشل المعلن يجعل حكومة ماكرون ومستقبله السياسي على فوهة بركان وخاصة عندما يعترف في نفس اليوم وفي نفس الأسبوع ان الاتحاد الاوروبي مهدد بالاندثار !! كلام ناري من رئيس كان يظن نفسه ويظنه الأوروبيون مخلصا لاوروبا وباعثا لروح الاتحاد الاوروبي، يجعل اليأس والفشل يسري في عروق الاتحاد الاوروبي مجرى الدم في العروق وينسف فلسفة الهوية الاوروبية التي لطالما دافع عنها اثناء ميلاد حزبه (الجمهورية الى الامام) وهذا اعتبره خصومه السياسيون رجوع ماكرون خطوات الى الوراء او رمي المنشفة ، وتوجه بعض الدول المؤسسة للاتحاد الاوروبي الى إبرام صفقات تجارية عملاقة مع الصين على غرار إيطاليا و فرنسا نفسها يعتبر بمثابة إطلاق رصاصة رحمة على فكرة الأمة الاوروبية. معطيات ملموسة تؤكد ان ماكرون فوق فوهة بركان فلم يستطع الرئيس الفرنسي حماية الاتفاق النووي الايراني واكتفى بمساعدات مالية قدرت ب١٥مليارا تحت الطاولة عرضت على ايران ولَم يجد حلا للعقوبات الاقتصادية الامريكية على دول الاتحاد الاوروبي يضاف اليها الانتكاسات السياسية لماكرون الدور السلبي في الازمة السورية ودور المتفرج في ازمة شبه جزيرة القرم امام الدب الروسي وتكاد ورقة التوت تسقط لو انسحب دونالد ترامب من اتفاق المناخ المنعقد في باريس عام ٢٠١٥. ماكرون كما هو على فوهة بركان لاسباب خارجية هو في نفس الحالة في الجانب الداخلي فسياسته تكاد ان تنسف من يوم الى اخر فبعد الهدوء النسبي لحركة السترات الصفراء التي أسالت العرق لكل من وزير الداخلية برنار كستنار والوزير الاول ادوار فليب وأسقطت عدة وزراء هناك جبهة اكثر حدة من السترات الصفراء في طور التكوين و هي جبهة او قطب ضد سياسة ماكرون تضعه في عين الإعصار تتكون من نقابات عمالية رئيسية ومؤثرة في المجتمع الفرنسي دعت الى إضراب عام يوم ٥ ديسمبر القادم وهي دعوة دعت اليها اكبر النقابات العمالية في كل القطاعات الحيوية في فرنسا من اجل إضراب عام وشل كل القطاعات في مجال النقل بكل أنواعه الوظيفي العمومي والتربية والتنظيمات الطلابية وأنصار المناخ وباقى القطاعات احتجاجا على حزمة القوانين ومشاريع القوانين التي يمررها البرلمان الفرنسي الذي اصبح نوابه مجرد موظفين لدى الحكومة، اذن هي جبهة لاسقاط ماكرون نعرف قوتها يوم ٥ ديسمبرالقادم هذه الجبهة قد تدفع ايمانويل ماكرون الى رمي المنشفة كونها اخطر من حركة السترات الصفراء والتي تكون بدورها في الشارع يوم ٥ ديسمبر سوف تكون بمثابة ثورة بركان خاصة ان الذي دعا اليها هو النقابي اليساري العنيد فليب مارتينيز الذي كاد يسقط حكومة مانويل فالس في عهد الرئيس السابق فرنسوا هولند عام ٢٠١٦ عندما شن إضرابا مفتوحا وضرب شريان الاقتصاد الفرنسي وهو التزويد بالوقود مما تطلب تدخل الجيش وقتها، هذه الجبهة المضادة لماكرون يتكلم عنها العام والخاص هنا فرنسا سوف تكون كذلك امتحان عسير لقوات الامن كون السترات الصفراء تكون حاضرة في كل الشوارع الفرنسية جنبا الى جنب مع باقي من دعوا الى إضراب عام في فرنسا من أجل وضع حد لسياسة ماكرون الذي لا يبالي بمطالب الطبقة البسيطة ما جعل شعبيته في تدنٍ حيث وصلت حسب مكتب ايفوك الآراء الى 32 % وهي نسبة لم يعرفها رئيس من قبل.

تابعنا على
تصميم وتطوير