رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
روحه على المعابر


المشاهدات 1008
تاريخ الإضافة 2019/11/12 - 5:36 PM
آخر تحديث 2024/05/01 - 3:20 PM

صلاح حسن السيلاوي الذي انتكست روحه وتيبست إشارة الآلهة على أصابعه لم تعد عظامه تقطر دمعا، ولا شرايينه تسابق جذور البرحي. لغته شاهدة أحلام عاطلة وصمته المُضمر، بكاء باهت في جرار قلبه جرار الحزن الآسن، حيث تنكمش الوجوه بابتساماتها الابتسامات المبتلة بالأدعية الابتسامات المهجورة أمنيات عشق غاربة في قلوب راهبات مشرقة، دروب محفوفة بالتذكر تذكّرٌ تفرك أصابعُه دقائقَ أيامي. * * * * * الذي كسر الأخضر بالأسود انتهز الفرح برعد الوهم عاطل عن اتجاهه، يقول عن الحقيقة ثيابَها ويكشف ما تفسخ من جوهره. يكبت في عيونه مشاهد السؤال ودمع الأمكنة، يصغي لهديل قناعه ويبتعد به سلم الصدى ناسيا روحه المكسورة على المعابر المزينة بهواجس الذهب المختنقة بغبار الغياب. * * * * * الذي فقد سمع ذاكرته ما عاد يحك أذنيه بنبضات صمتي لا يلمح ما تهشم على أقفاله من صوتي ما عاد من آخر أيامه، وما لمست دموعُه بصائرَ كلماتي وجهه بصمة اسطورية في صحراء الحياة الحياة التي يرعى في بساتين عدمها معانيه. * * * * * صديق اللحظة ينحت ملامحها على مبسم أيامه، ويترك مزارع روحه تغص ببذور الزلازل. كلما لمع الخلود في قلبه صدأت نظراته. لا أدري لماذا تتعفن الأسرار في مخابئ قلبه؟ وعلى شفتيه تطحن اللغة المظلمةُ أقمارها ؟ ظلوعه مفتونة بانكسار الكلمات وجسوره عاطلة الا من العابرين الى الغربة. * * * * * في غرفة ذاته يصنع تمثالا من الظلال لأناه أناه المتخمة بخشب الكراسي وحرارة الوهم. بخطاه المنذورة للدخان يعبر الحدائق المفتونة بهدوئها ويمسح كبريت قلبه بخضرة البنفسج لم يجس أكباد الأمهات بجذور دمعه ولم يقرأ ما مسحته الحروب بوجوههن لم يحيَ تكرار موته وحياته ولم ينعم بلذائذ غواياته وشرفات أحلامه.

تابعنا على
تصميم وتطوير