رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
معارك الأدباء وخصومهم حول تحرير المرأة!!.


المشاهدات 1014
تاريخ الإضافة 2019/11/09 - 5:59 PM
آخر تحديث 2024/04/11 - 8:47 PM

سامر الكناني كانت الأصداء الصاخبة التي أثارتها دعوة قاسم أمين الى التوسع في تعليم المرأة ، تعاود الانطلاق من وقت لآخر ، كلما استفزت مظاهر الاستجابة لتلك الدعوة مشاعر المعارضين لها. وقد حدث عندما أنشئ قسم ليلي بالجامعة المصرية الأهلية لالقاء المحاضرات العلمية فيه ، فأرسل عبد العزيز فهمي سكرتير تلك الجامعة خطابات بالبريد الى بعض السيدات يدعوهن لحضور تلك المحاضرات ، فأثار ذلك خواطر الكثيرين الذين رأوا من العار نشر اسماء النساء بتلك الوسيلة ، التي تبيح للرجال الغرباء (ومنهم موزعو البريد) الاطلاع عليها ، وأرسلت خطابات السب والتهديد الى ذلك السكرتير ، كما اندلعت معركة صحفية ساخنة ، استمرت شهورا طويلة . وكانت قد سبقت تلك الغضبة التي تفجرت بالقاهرة ، احتجاجا على نشر أسماء النساء غضبة أخرى أكثر حدّة وانفعالا بين المتنورين من المثقفين وبين خصومهم عندما صدر الأمر بتسجيل الأسماء بدائرة النفوس في بغداد وبعض مدن العراق الأخرى ، فساء المتزمتين أن يشمل ذلك أسماء النساء التي تقضي التقاليد باخفائها ، واندلعت ثورة قادها المتزمتون لم تنته الا بصدور تعليمات تلغي الامر السابق وتنفيذه على الرجال فقط . وتكررت تلك الغضبة في العراق عندما ارتفع صوت جميل صدقي الزهاوي وهو يردد دعوة قاسم أمين ، فاجتاحت الاضطرابات مدينة بغداد ، وكاد الثائرون أن يفتكوا به ، لولا أن بادر الى التنصل من تلك الدعوة ، وأنكر تأييده لها ، وعندما تصاعدت الدعوة الى رفع الحجاب من قبل بعض المثقفين في سوريا بتصاعد الحركة الوطنية ، تصاعدت ازاءها في الوقت نفسه غضبة العناصر المحافظة ، وأعلنت التهديدات بإلقاء السوائل الكاوية على وجه كل من يستجيب لتلك الدعوة من النساء . ويروي محمد جميل في مذكراته ، انه دعي لالقاء محاضرات في بغداد عن تحرير المراة سنة 1927 فحاول المسؤولون اقناعه بالعدول عن عزمه ، خوفا عليه من معارضي ذلك الاتجاه، ولكنه أصرّ على رأيه وكان تيار المعارضة قد أخذ يدركه الفتور . وكانت هناك معركة أخرى قد نشبت بين محمد طلعت ، الاقتصادي الكبير ومنشئ بنك مصر وشركاته وبين قاسم أمين فوضع محمد طلعت كتابيه ( تربية المرأة والحجاب ) و ( فصل الخطاب في المرأة والحجاب ) رداً على كتابي قاسم أمين ( تحرير المرأة ) و ( المرأة الجديدة ) . وبعد تحول الجامعة المصرية الى مؤسسة حكومية في سنة 1923 ترددت الفتيات في الالتحاق بها تخوفا من غضبة الرأي العام ، ثمّ أقدم على ذلك عدد محدود منهن في سنة 1929 ، فحرص مدير الجامعة أحمد لطفي السيد على اخفاء ذلك النبأ حتى عن المسؤولين في وزارة المعارف تجنبا لما قد يثيره من الاعتراضات والأزمات. ثمّ حدث ان نشرت بعض الصحف سنة 1932 صورة للدكتور طه حسين وقد أحاط به بعض الطلبة والطالبات ، أثناء تناولهم الشاي في نادي الجامعة ، فتصاعدت أصوات الاعتراض والاحتجاج على مبدأ الاختلاط بالجامعة ، ولكنها عجزت عن وقف ذلك التيار الدافق وشجع المزيد من الفتيات على الالتحاق بالجامعة بعد تخرج الدفعة الأولى من طالباته. ورجحت كفة المرأة عندما رغبت احدى خريجات كلية الحقوق في الدفعة الاولى ( نعيمة الأيوبي ) في العمل بالمحاماة فترددت لجنة قبول المحامين في الموافقة على كتابة اسمها ضمنهم، وتباين موقف أعضائها من ذلك الطلب حتى انتهى الخلاف بينهم أخيرا بانتصار المؤيدين . لقد كانت المعارك مستمرة ، وقد وصل بعضها الى السخونة والتهديد بالقتل بين طرفين كان الأدباء والمثقفين يشكلون الغالبية العظمى منهم ، أمثال طه حسين وجبران وقاسم أمين وأمين نخلة ومي زيادة والزهاوي وعشرات الأدباء والمفكرين بينما يشكل الطرف الآخر أصحاب الرفض للمشروع الذي أول من نادى به قاسم امين .

تابعنا على
تصميم وتطوير