رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
توخي الصدق في التعامل مع المواطنين


المشاهدات 1012
تاريخ الإضافة 2019/10/27 - 8:09 PM
آخر تحديث 2025/06/29 - 11:14 PM

[caption id="attachment_130182" align="alignnone" width="180"]سعد محسن خليل سعد محسن خليل[/caption] اثارت التظاهرات في بغداد والمحافظات الكثير من اللغط والتساؤلات عن رؤوس هذه التظاهرات وأهدافها وخط سيرها وووو .. ورغم التداعيات الحاصلة في خط سيرها والضحايا التي خلفتها ومحاولات الحكومة لملمة الجراح لعلاجها وإيقاف تداعياتها ووضع الحلول بما يرضي المتظاهرين لتفريقهم ومحاولة الاستجابة لمطاليبهم .. وبين هذا وذاك وفي محاولة من الحكومة لاحتواء الموقف اتخذت سلسلة من الإجراءات للاستجابة لمطاليبهم .. والسؤال المطروح ماذا يريد المتظاهرون .. قد يتبادر للبعض من المراقبين لما يجري في العراق من رؤية خاطئة للحالة التي تمر بها البلاد حيث ان المطالب تتمحور حول ايجاد فرص عمل للشباب العاطل عن العمل الذي أنهكه الجوع ولنفرض جدلا ان الحكومة قد اوجدت فرص عمل لتعيين الشباب العاطل .. والسؤال هل انتهت المشكلة .. اكاد اجزم ان الحالة اكبر من ايجاد فرص عمل يمكن من خلالها إصدار الأوامر الإدارية لإيجاد فرص عمل للعاطلين وهذه المسألة بمثابة “زرق ابر مورفين” لتأجيل التظاهر .. وأقول جازما ان القضية اكبر من ذلك بكثير فالقضية ليست مشكلة ايجاد فرص عمل .. القضية تحتاج الى معالجات أساسية في بنية النظام السياسي منها وضع أسس جديدة لتنظيم التعامل مع الحالة عن طريق ايجاد نظام علمي وفق خطة عمل معدة سلفا خطة خمسية او عشرية لتنظيم قطاعات الدولة التربوية والصناعية والزراعية وإقامة نظام اجتماعي جديد اساسه الثقة والصدق بين المسؤول الحكومي والمواطن واجراء تغيير في بنية النظام السياسي واستلام المراكز الحساسة والمهمة . في تركيبة النظام شخصيات مشهود لها بالكفاءة والنزاهة بعيدا عن المحاصصة وإخراج السراق والمرتشين والفاشلين من المناصب المهمة ومحاسبة السراق والمرتشين وفضحهم وتعريتهم أمام الرأي العام .. ماذا يريد المتظاهر .. المتظاهر يريد الكثير الكثير ويحمل في جعبته مئات المطالب ولكن المطلب الأكثر أهمية هو توخي الصدق في التعامل معه وعدم مواجهة المطالب بالسلاح لان السلاح ما كان يوما حل في تسوية المشاكل العالقة خاصة وان الحكومة تتعامل مع شعب يختلف في طباعه عن شعوب الأرض قاطبة والتاريخ خير شاهد على ما نقول وهو ليس ببعيد ولنتذكر ما حصل من تطورات سياسية في العراق منذ سقوط النظام الملكي .. ولنتعامل مع الأحداث بأسلوب متحضر بعيدا عن العنف غير المبرر .. نتمنى من الباري عز وجل ان يحفظ العراق والعراقيين وان تنقشع هذه الغمة وان تكون درسا لنا لمعالجة مشاكلنا برؤية سليمة بعيدا عن العنف وان نمنع الدخلاء من تأزيم الحالة فالعراق اعظم واكبر من ان يمسه سوء .. تحية لابناء العراق الاصلاء وكل شريف في هذا الوطن الذي يسعى لمعالجة الموقف برؤية سليمة.

تابعنا على
تصميم وتطوير