رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
القلم والدفاع عن حقوق الشعب


المشاهدات 1015
تاريخ الإضافة 2019/10/13 - 11:44 PM
آخر تحديث 2025/06/29 - 10:45 AM

وأنا أمسك بقلمي تذكرت قولاً للشاعر الراحل محمد الماغوط (هذا القلم سيقودني إلى حتفي .. لم يترك سجناً إلا وقادني إليه ولا رصيفاً إلا ومرّغني عليه ) . بعض السياسيين خرجوا من رحم لا يعرف الانجاب ، وعندما دخلوا السياسة وتفاعلوا مع الاحداث ، كان الفشل الذريع نصيبهم وهو يحمل كل صفاته وعناصره ، الا ان هؤلاء البعض لا يريد الاعتراف بفشله الواضح ، ولكي يداري عجزه التجأ الى اسلوب الترميم ، وصياغة المواقف وفق منطق التبرير والتخدير تارة ، ووفق دفع بعض الفاشلين لنفح أبواب المديح له تارة أخرى . وبعض المثقفين خرجوا من حاضنات هجينة لا تعرف الوضوح والتألق ، وعندما فشلوا ، انتهجوا طريق الاحتيال على الرأي العام ، وتغذية العقول بالخوف من كشف المستور على الحقائق . المشهدان ، السياسي الفاشل ، والثقافي التابع لهؤلاء ، خلقا من طينة واحدة ، فكلاهما يتاجران ببضاعة الكلام المزخرف ، ويتبجحان بانتصارات زائفة ، وكلاهما يمارسان الضحك على ذقون المغفلين عن طريق الحماسة الانشائية ، والخطابات الجوفاء . الزمن بما يحمل من تداعيات وانتكاسات الذي أخرج بعض الفاشلين من السياسيين ، هو ذاته الذي أفرز هذا الكم الهائل من الاقلام الراقصة في سيرك السياسي ، والتي لا تعرف سوى الانبطاح بين أحضان الفاشلين من السياسيين ، وتصدير ثقافة التزوير مدعومة بكل وسائل الترغيب من قبل أصحاب النفوذ السياسي ، الذين استطاعوا خلق اعداد كبيرة من أصحاب الثقافة المزورة ، أهم ما يميزهم أن رصاصهم لا يقتل ، وسيوفهم لا تجرح ، وأقلامهم لا تخدش سوى قدسية الوطن وكرامة الشعب . منذ فجر التاريخ والمعادلة قائمة على هذا النحو ، ومنذ بدء الصراع والاقلام المعاقة تتبختر حالمة في أبراج السياسة العاجية، تشتم ، وتمدح ، وتلعن ، وتؤله ، وتنبطح ، وتأخذ نصيبها من الشهرة بفعل اغراء سلطة السياسي الفاشل وسخاء كرمه عليهم ، مثقفون شعارهم التقدم الى الامام وأقلامهم تسير الى الخلف ، وسياسيون ألسنتهم تلهج بعبارات الخير ، ونفوسهم غارقة في مستنقعات الظلام ، وأقلام توارثت النفاق جيلا بعد جيل فأنجبت أصنافا من لغات المديح والتعظيم . ومنذ فجر التاريخ والمعركة قائمة بين قلم يكتب على جبين الشمس ، وآخر يخربش في جوف الليل . شرف السياسي أن يعترف بفشله اذا ما فشل ، وشرف القلم أن يكون فارسا في ساحات المواجهة ضد كل فكر ظلامي متخلف ، وشرف المثقف أن يكون في طليعة المحاربين من أجل أن يورق الضوء على جبهة الحياة . الى اللقاء .

تابعنا على
تصميم وتطوير