رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
السلام على وطن الخير والأمان


المشاهدات 1014
تاريخ الإضافة 2019/10/12 - 7:02 PM
آخر تحديث 2025/06/29 - 10:58 PM

[caption id="attachment_129595" align="alignnone" width="203"] احمد الجنديل[/caption] عندما يتصاعد دخان الأزمات، ويرتفع لهب التجاذبات تكون الحاجة ملحّة الى صوت نقي غيور مؤثر يدرك ان استمرار الاختناقات يؤدي الى حريق يلتهم الأخضر واليابس، وأن من يفكر بالربح الشحيح سيكون هو وربحه في مهب عاصفة لا يعرف من خلالها أين يضع قدميْه. ما يرافق استمرار الازمة ويمدها بالوقود لاستمرار حركتها كثرة التصريحات وتنوع الاقلام وما تفرزه الادمغة من حماس زائف لهذا الطرف أو ذاك من خلال الفرصة التي منحتها لهم التجاذبات لكي تسير الامور على سكة الاعوجاج، وما يتمخض عن استمرار الازمة في الجهة المقابلة خروج خطاب سياسي معتدل قائم على الرؤية الموضوعية لمجمل الاوضاع التي نمر بها منذ 2003 وحتى اليوم، لهذا نشاهد فريقيْن على ساحة الوطن، فريق يمد الازمات بمنشطات الحماس ودفعها الى ما لا تحمد عقباه، وفريق يشاهد ويتفاعل ويتأمل ويحلل ويقول كلمته بشجاعة خالية من العواطف الساذجة والعبارات الجوفاء. الوطن اليوم في قاعة امتحان مصيرية وخطيرة، وفي الامتحان يكرم الوطن او يهان وفارق كبير بين الانتماء الى تراب الوطن والتضحية من اجله وبين خيانته وبيعه في اسواق البورصة السياسية. فقهاء القوم الذين منّ الله عليهم بنعمة البصيرة يدركون جيدا ان الصحيح في علم الرياضيات يختلف تماما عن صحيح السياسة، الرياضيات ارقام ومعادلات وفرضيات ونتائج قائمة على قواعد ثابتة ولا يجوز التخلي عن الثوابت، والسياسة فن واقناع وتنازل وتشدد، صعود وهبوط، وحوار وقيادة تهدف الى حل الازمات والخروج بالوطن والشعب الى بر الامن والامان ومعالجة جميع ما خلفته هذه الازمات من سلبيات. وعقلاء القوم يفهمون جيدا ان صحيح السياسة عند الذين غرس الله في نفوسهم حب الوطن والشعب وترعرعوا في رحم الارض وشبّوا على حليب المواطنة غير صحيح السياسة عند الذين لا يفقهون شيئا مما يدور حولهم سوى انهم وجدوا الفرصة مؤاتية لهم للخروج من المناطق الهشة المنتشرة على جسد هذه الازمات طمعا في الحصول على فتات الموائد لكي يستمر الوطن يعاني من ازماته والشعب يصرخ من جراحاته. ما حصل من ارباك في مفاصل الحياة وما رافقها من تدخلات وما تمخض عنها من تداعيات جعلنا نؤمن بحقيقة القول: (لا يصح الا الصحيح) فأما حياة حرة كريمة في وطن يتمتع بالهيبة والسيادة رغم كل ما يحيط به من تحديات، وأمّا استمرار المآسي والويلات والهزائم. أمنياتنا الصادقة بأن يحل السلام على ربوع العراق، وأن يتمتع المواطن بحقوقه كاملة، وأن تدفع الأمور الى طريق لا يعرف المغالاة والتطرف، وأن يشعر الجميع بأنهم يساهمون جميعا في بناء وطن عظيم يستحق كل أشكال التضحية والفداء. الى اللقاء.

تابعنا على
تصميم وتطوير