رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
رمضان في عيون الشعراء


المشاهدات 1085
تاريخ الإضافة 2019/05/08 - 4:42 PM
آخر تحديث 2024/05/04 - 11:29 AM

محمد والي يتمتع شهر رمضان المبارك بمنزلة عظمية في نفوس المسملين، فهم يستقبلونه كضيف عزيز فرحين به متهللين، ويودعونه عند رحيله متحسرين ملتاعين. واليوم بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، أصطحبكم أيها القراء الكرام في رحلة مع الشعراء ننظر كيف كان وقع رمضان في نفوسهم. لنرى كيف أن منهم من ابتهج وتهلل لمقدمه، وطرب لرؤية الهلال، وسعد بالكنافة والقطايف فأفرد لها الأشعار، ومنهم من كانت حاله عكس هذه الحال فرأى في الشهر طولا وثقلا وحرمانا من الملذات! الفرحون بمقدم الشهر فأما الذين تهللوا لقدوم الشهر ورحبوا به وراحوا يعددون فضائله فهم كثر، ومنهم البحتري إذ يقول: بَنِي الإسْلامِ هذا خَيْرُ ضيفٍ ** إذا غَشِيَ الكَريمُ ذُرَا الكِرَامِ يَلُمُّكُمُ على خَيْرِ السَّجَايَا ** وَيَجْمَعُكُمْ على الهِمَمِ العِظَامِ فَشُدُّوا فيه أيدِيَكُمْ بِعَزْمٍ ** كَمَا شَدَّ الكَمِيُّ عَلَى الحُسَامِ ويقول الشاعر الأندلسي ابن الصَّبَّاغ الجُذامِي، احتفالًا بمقدم هلال رمضان : هَذَا هِلالُ الصَّوْمِ مِنْ رَمَضَانِ ** بِالأُفْقِ بَانَ فَلا تَكُنْ بِالوَانِي وَافَاكَ ضَيْفًا فَالتَزِمْ تَعْظِيمَهُ ** وَاجْعَلْ قِرَاهُ قِرَاءَةَ القُرْآنِ صُمْهُ وَصُنْهُ وَاغْتَنِمْ أَيَّامَهُ ** وَاجْبُرْ ذَمَا الضُّعَفَاءِ بِالإِحْسَانِ ويصور محمود حسن إسماعيل الشهر الكريم في صورة ضيف عزيزٍ حلَّ وارْتَحَلَ، فيقول : أَضَيْفٌ أَنْتَ حَلَّ عَلَى الأَنَامِ ** وَأَقْسَمَ أَنْ يُحَيَّا بِالصِّيَامِ قَطَعْتَ الدَّهْرَ جَوَّابًا وَفِيًّا ** يَعُودُ مَزَارُهُ فِي كُلِّ عَامِ تُخَيِّمُ .. لا يَحُدُّ حِمَاكَ رُكْنٌ ** فَكُلُّ الأَرْضِ مَهْدٌ لِلْخِيَامِ وَرُحْتَ تَسُنُّ لِلأَجْوَاءِ شَرْعًا ** مِنَ الإِحْسَانِ عُلْوِيَّ النِّظَامِ بِأَنَّ الجُوعَ حِرْمَانٌ وَزُهْدٌ ** أَعَزُّ مِنَ الشَّرَابِ أَوِ الطَّعَامِ ويقول كذلك محمد التهامي في قصيدته «إلى الصيام» : دَعْنِي أبُلُّ لَدَى الصِّيامِ مَواجِعِي ** وأُرِيحُ خَفْقَ الرُّوحِ تَحْتَ أَضَالِعِي سَأَصُومُ عَنْ زَيْفِ الحَيَاةِ وَمُرِّهَا ** وَضَرَاوَةٍ تَطْوِي الحَيَاةَ وَلا تَعِي يَا رب هذا الصَّوْمُ وَاحَةُ رِحْلَتِي ** وَالْغَوْثُ للعَطْشَانِ أَو للجَائِعِ وكان الشعراء قديما يُدَبِّجُونَ القصائد في تهنئةِ الملوك والخلفاء بقدوم شهر الصوم، حتى غَدَتِ التهنئة برمضان غَرَضًا من أغراض الشعر، شاع في الأندلس وعند الفاطميين والعباسيين، ومن ذلك قول الشريف الرضي : تَهَنَّ قُدومَ صَوْمِكَ يا إِمامًا ** يَصُومُ مَدَى الزَّمانِ عَنِ الأَثامِ إذا مَا المَرْءُ صَامَ عَنِ الدَّنَايَا ** فَكُلُّ شُهُورِهِ شَهْرُ الصِّيَامِ

تابعنا على
تصميم وتطوير