رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
حمكو الحزين


المشاهدات 1035
تاريخ الإضافة 2019/03/26 - 6:02 PM
آخر تحديث 2025/06/24 - 7:24 AM

[caption id="attachment_4177" align="alignnone" width="182"]امين يونس كاتب عراقي امين يونس كاتب عراقي[/caption] سمعتُ أن «حمكو» كانَ قد زارَ روضة الأطفال التي فيها حفيدهُ ، وأنهُ تناقشَ نقاشاً حاداً مع المُديرة .. ولولا تدخُل المعلمات وتهدئتهم للطرفَين ، لحدثَ ما لا تُحمَد عُقباهُ . فلم اُفّوِت الفُرصة ، واتصلتُ بهِ آمِلاً في إغاضتهِ : * ألو .. مرحبا . سمعتُ بأنكَ قُمتَ بِغارةٍ على الروضة وتهجمتَ على المُديرة ! . - يا فتاح يارزاق ... هل عندك استخبارات يارجُل ؟ لم تمُر سوى ساعتَين على ذلك ، كيف عرفت بالله عليك ؟ * هه هه هه ... أخبارُكَ تنتقل بسرعة ياحمكو . لكن ألَمْ تخجل ؟ لماذا أزعجتَ تلك المُربية الفاضلة ، مُديرة الروضة ، المعروفة بإنسانيتها وبراعتها في رعاية الأطفال .. قاطعني حمكو بِحِدة : ماذا ؟ ماذا ؟ هل قُلت فاضلة وبارعة في عملها ؟ كُنتُ سأزورك غداً صباحاً .. لكنني سوف آتي الآن وفوراً .. لأشرح لك ماذا حصل . وأقفلَ الخَط . قُلتُ لنفسي : وهو المطلوب ياحمكو . - هل تعرف بأن السيدة الفاضلة التي تُدافِع عنها .. كان ينبغي أن تُحال على التقاعُد العام الماضي ، لكنها مددتْ خدمتها سنتَين بالواسطة ؟ ولم تكتفِ بذلك ، حيث قامتْ بتعيين ابنتها المتخرجة حديثاً ، في الروضة، وبالواسطة أيضاً «حيث لا توجد تعيينات كما تعرف» ... وتقوم عَلَناً بتهيئتها أي ابنتها، لتحل محلها في الإدارةِ العام القادم ! . * لا .. لا ياحمكو . يبدو أنكَ مُتحاملٌ على تلك السيدة المُحترَمة . - نعم ياسيدي .. أنا مُتحامِلٌ عليها . ولقد قُمتُ اليوم بنقل حفيدي من تلك الروضة إلى أخرى رغم أنها بعيدة . أتدري بأن سيارة المُديرة آخِر موديل وتُساوي ستة أو سبعة دفاتر دولارات ، وعندها سائِقٌ خصوصي أيضاً ؟ * قُل ذلك ياحمكو .. أنتَ حاقِدٌ عليها طبقياً. فهي غنية ومتمكنة و مْرّيِشة ، وأنتَ هذا الصعلوك الذي أعرفك ! . - كلا لستُ حاقِداً . ولكنها دكتاتورة مُصّغَرة.. أتعرف بأن متعهد الحانوت والحارس والفراشات ، كلهم من أقربائها ومعارفها ؟! * وماذا في ذلك ؟ إذا كانوا كفوئين والعمل يمشي حسب الأصول ، ماذا يهمك أنت ؟ - حسب الأصول ؟ يارجل حرامٌ عليك . لا يمرُ أسبوعٌ ولم يشتكِ حفيدي ، من سوء المعاملة، والتمييز .. سواء في القاعة أو الحديقة او الحانوت . * يبدو أن حفيدك اكتسب منك بعض العادات السيئة .. ويميلُ إلى التذمُر والشكوى الدائمة!. - كُف عن إزعاجي . تَصوَّر ان مُنظمات تتبرع أحياناً بمُستلزمات وألعاب لمدارس وروضات الأطفال .. حتى هذه .. لا تقوم المديرة التي تُدافِع عنها جنابك ، بتوزيعها بِعدالة . قال حفيدي ، قبلَ شهر ، بانهم أعطوه لُعبةً مكسورة ، بينما حصل بعض الأطفال على لُعبتَين ... وعندما ذهبتُ للتحقُق من الأمر .. اكتشفتُ بطريقةٍ غير مُباشرة ، بأن أطفال المسؤولين يُعامَلونَ مِنْ قِبَل المُديرةِ مُعاملةً خاصة . والأطفال في هذا العُمر كما تعرف ، يمتلكون حساسية مُفرِطة .. وأنا أخاف على حفيدي ، أن يتعقد منذ الآن . * ليستْ مُشكلة .. سيصبح مجنوناً مثلك ! . - وآخِر المُسلسَل .. اليوم . ذهبتُ لأعرف لماذا لم يُشرِكوا حفيدي في الفعالية الفنية الغنائية، دون بقية الأطفال . فقالتْ لي المديرة بلهجةٍ مُتكبرة فوقية : إنهُ غَبي وصوته قبيح ! . هل تعرف لماذا أنا حزين ؟ لأني أشفقُ على هذا الجيل الذي يتربى على يد مثل هذه المُديرة .

تابعنا على
تصميم وتطوير