لمناسبة الذكرى (108) لميلاد الصحافة التركمانية.. الإعلام التركماني تحت الضوء
أراء
أضيف بواسطة zawraa
الكاتب
المشاهدات 1033
تاريخ الإضافة 2019/03/05 - 5:25 PM
آخر تحديث 2025/06/29 - 2:22 PM
[caption id="attachment_210555" align="alignnone" width="199"]

عباس البياتي[/caption]
بعد التغيير الدراماتيكي الذي حدث في العراق في العام 2003 شهد ميدان الاعلام في كل جوانبه تطورات نوعية كبرى ، حيث زادت اعداد الصحف والمطبوعات واستحدثت فضائيات حزبية وأهلية ورسمية جديدة ومحطات تلفزيونية ارضية وصدر قانون حقوق الصحفيين، وجرى تشكيل روابط واتحادات ومنظمات صحفية جديدة وفتحت نقابة الصحفيين العراقيين ابوابها لاستيعاب اعداد كبيرة في عضويتها تجاوزت حد المألوف ، ويتمتع حملة الاقلام في العراق اليوم بفيض من حرية التعبير والنشر والوصول إلى المعلومات بيسر بعد أن اخترقوا حاجز الخوف من السلطة والرقابة الحكومية . وشهد بعض المحافظات نشاطا إعلاميا دؤوبا أكثر من بغداد العاصمة أحيانا.
يعتبر الاعلام التركماني رافدا مهما من روافد الاعلام العراقي العريق ، فهو أعلام ذو طابع وطني يرفض أن يكون جهازا مرتزقا يخدم الآخرين أو أن يصبح بوقا للدعاية الإعلامية الرخيصة والاشاعات المغرضة . فالصحافة العراقية بدأت مسيرتها الوطنية بالأبجدية التركمانية المستمدة من لغة الضاد وهي لغة القرآن الكريم ، فكانت عراقية المولد والتاريخ حينما اعلن عن ميلاد اول صحيفة تحمل اسم ( زوراء ) في الخامس عشر من حزيران عام 1869 والتي نحتفل بذكرى صدورها كل عام .
أما عهد الصحافة في كركوك فيوثقه صدور أول جريدة أعلن عن ميلادها في الخامس والعشرين من شباط في العام (1911) وهي جريدة الحوادث فكانت جريدة عامة ، صاحب امتيازها ومديرها المسؤول، ( أحمد مدني قدسي زاده ) الذي يعتبر رائد الصحافة في كركوك ، وتعتبر ( حوادث ) أول صحيفة مصورة في تاريخ الصحافة العراقية، وقد جرى تثبيت يوم صدورها عيدا للصحافة الكركوكية وكان (كاتب المقال) اول من طرح فكرة اعتبار يوم (25) شباط عيدا لصحفيي كركوك ، واحتفلنا به لأول مرة في العام 1993 حيث أقامت ممثلية نقابة الصحفيين في كركوك (وكانت ممثلية تابعة لفرع الشمال قبل أن تكون وتتحول إلى فرع مستقل قائم بذاته في المؤتمر الانتخابي التأسيسي في 18/9/2018 وجرى خلال الحفل تكريم مجموعة من العاملين في دوائر الاعلام في المحافظة.
في بداية التغيير صدر في كركوك العديد من الصحف والمجلات ومنها أسبوعية ومنها نصف شهرية أو مؤقتة الا انها جميعها أفل نجمها لعدم امتلاكها مقومات الصحافة الحديثة ومواصفاتها أو لأسباب وعوامل اخرى ، وتوقفت عن الصدور لمجرد إيقاف دعمها المادي أو اللوجستي وتحضرني اسماء البعض منها ( أق صو ) و(تلعفر) و( سومر ) و(أيشيق ) و( قورتو لوش ) وتوقفت صحيفة (القلعة) الأسبوعية عن الصدور والتي كانت تتولى رئاسة تحريرها (نرمين المفتي) وتصدر الان صحيفة (تركمن أيلي) الاسبوعية وهي لسان حال الجبهة التركمانية العراقية ، كما تصدر مجلة بنفس الاسم للفن والأدب في مطلع كل شهر .
فالجريدة والمجلة المذكورتان لاتفيان بالغرض المطلوب الا أنهما بلا شك تسدان جزءا يسيرا جدا من الفراغ في الصحافة التركمانية بسبب انتشارها في حدود ضيقة لعدم وجود شركة مختصة للتوزيع لإيصالهما إلى بقية المحافظات .
وتصدر حاليا في كركوك مجلة (الفنار) وهي شهرية تصدرها منظمة المعلم لتربويي تركمان العراق ومجلة أخرى باسم ( التحرير) من قبل منظمة السجناء والشهداء التركمان إضافة إلى مجلة (المحارب) والتي تصدر عن جمعية المحاربين التركمان .. المجلات الثلاث تصدر باللغتين العربية والتركية وبتمويل من الجبهة التركمانية ... وفي بغداد تصدر منذ العام 1959 مجلة باسم ( الإخاء ) باللغتين العربية والتركية وتصدر في العاصمة التركية انقرة طبعة أخرى لنفس المجلة التي هي أدبية وثقافية ومن إصدارات نادي الإخاء التركماني في مركزه العام في بغداد .
وفي بغداد ومن مكتب الثقافة التركمانية في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق تصدر مجلة تحمل عنوان ( الكاتب التركماني ) وهي مجلة شهرية ثقافية عامة .
اما بالنسبة للوسائل الإعلامية المسموعة والمرئية فتبث من كركوك فضائية ( تركمن ايلي ) فهي احدى قنوات مجموعة (TRT) التركية وتتمتع بسمعة إعلامية جيدة بين القنوات الفضائية العاملة في الساحة العراقية لبرامجها المتنوعة وتغطيتها للاحداث المحلية، وهناك فضائية عراقية وطنية تحمل اسم (( تركمانية )) ترتبط بشبكة الإعلام العراقي . ولا يغيب عن بالنا بأن نذكر بأن عددا قليلا من الإذاعات المحلية ( FM ) تبث من كركوك لا نرى من الضرورة التطرق اليها .
وقبل ستة أعوام ونيف تأسست هيئة للإعلام والصحافة التركمانية وانبثقت منها جمعية الصحفيين التركمان حيث عقد مؤتمرها الانتخابي الأول في كركوك وكانت ولادتها قيصرية لأنها شكلت بدون قانون وليس لها نظام داخلي ولا ترخيص من هيئة الإعلام والاتصالات ومنذ تأسيسها حتى الان لم تقدم الجمعية أي نشاط يذكر .
ومن أجل تحقيق كامل أهداف وآمال وتطلعات الإعلام التركماني وتعزيز الخطاب السياسي التركماني الداعي إلى عراق ديمقراطي موحد يلتقي ابناؤه جميعا حول الثوابت الوطنية وصيانة حرية الإعلام والكلمة الهادفة التي تجسد ارادة الشعب والالتزام بميثاق الشرف الصحفي ولابد من العمل كخطوة اولى على إصدار صحيفة يومية جامعة، وهل يجوز لمكون وطني عريق وأصيل أن لا يملك صحيفة يومية واحدة؟ أليس الإعلام لسان حال الشعب وناطقه الرسمي والمتحدث باسمه.. والخطوة التاليه التي يجب ان تخطوها الصحافة التركمانية هي اقامة ورش عمل لاعداد ملاكات إعلامية شابة ممن لهم الرغبة والمؤهلات من كلا الجنسين وتدريبهم خارج وداخل العراق الى جانب تشجيع الشباب للانخراط في كليات الإعلام في الجامعات العراقية.
لم تبادر الجهات التركمانية المسؤولة بأن توجه دعوة الى اقامة مؤتمر عام للإعلام وكذلك لم يهتموا أو يفكروا بإقامة علاقات مع أهل الصحافة لكسب ودهم، وفي رأينا المتواضع أن دائرة اعلام الجبهة التركمانية الموقرة تتحمل جزءا من هذا الخلل ولم يكلف الناطق الرسمي نفسه أن يرد على الانتقادات والتهجمات التي يتعرض لها التركمان في الفضائيات والصحف .
والى جانب ذلك على المسؤولين التركمان تقديم طلب إلى الجهات الرسمية لإعادة بث الاذاعة التركمانية التي توقفت عن البث لأسباب لا نعرفها .. هذه الاذاعة التي أمر بتأسيسها الزعيم الراحل (عبد الكريم قاسم) في الاول من شباط عام 1959 وكذلك العمل على فتح مواقع الكترونية والاهتمام بالصحافة الالكترونية وإسناد ادارتها إلى اعلاميين أكفاء وتشجيع المواطنين على تأسيس مواقع لهم على الشبكة العنكبوتية .
وفي منطقة (تازه) إلى الجنوب من كركوك حيث مقر شركة (فضولي للطباعة والنشر) التي تمتلك تقنية طباعيه عاليه الدقة والجودة وتمتلك مكائن طباعية حديثة فبإمكانها طبع صحيفة يومية، فلماذا لا يتم التنسيق معها حول الموضوع وهنا لابد من الاشارة إلى نقطة هامة وهي ضرورة تأسيس دار للتوزيع والإعلان فان عملية التوزيع تساهم في انتشار وإيصال المطبوع إلى القارئ والمواطن، أما الاعلان فيشكل المصدر الرئيس للتمويل لأية مؤسسة اعلامية كما ان مطالبة الدولة بتخصيص دعم مالي للإعلام التركماني ضرورة ملحة باعتبارها جزءا من الاعلام الوطني العراقي وهنا ومن باب الانصاف لابد ان نشير إلى الدعم والإسناد الذي يقدمه فرع كركوك لنقابة الصحفيين العراقيين لصحفيي المحافظة دون تمييز ومنهم العاملون في الصحافة التركمانية وذلك بقبول انتسابهم إلى النقابة ممن تتوفر فيهم شروط العضوية .