الأيزيديون بين بغداد وأربيل
أراء
أضيف بواسطة zawraa
الكاتب
المشاهدات 1034
تاريخ الإضافة 2019/02/26 - 5:54 PM
آخر تحديث 2025/06/29 - 2:18 PM
[caption id="attachment_209185" align="alignnone" width="300"]

محسن عوض الله[/caption]
جاء الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام العالمية عن العثور على 50 رأسا لفتيات أيزيديات في آخر معاقل داعش بشرق سوريا ليكشف حجم التوحش واللانسانية التي يتسم بها هؤلاء الإرهابيون الذين لم يكتفوا بخطف الفتيات واستغلالهم جنسيا بل أنهوا حياتهم بتلك الوحشية المقيتة التي لا تمت للأديان بأي صلة من قريب أو بعيد.
مأساة جديدة تعمق المآسي الأيزيدية التي أصابت أبناء كردستان على يد هذا التنظيم المجرم وهذه الوحوش البشرية .
أعتقد أن العالم مدين باعتذار كبير للطائفة الأيزيدية بالعراق وسوريا على صمته تجاه جرائم الإبادة التي تعرض لها الأيزيديون على يد داعش، اعتذار ربما تبدأ أولى خطواته بالاعتراف بجرائم الإبادة الأيزيدية وملاحقة ومعاقبة المتورطين فيها ومساندة ضحاياها وتعويضهم بما يتناسب مع حجم الجرم الذي وقع بحقهم.
وأتذكر منذ عدة أعوام التقيت بأحد مستشاري رئاسة البرلمان كردستان من الطائفة الأيزيدية في زيارتها للقاهرة وصفت ما فعله داعش بالأيزيديين بأنه يفوق الهولوكست الذي ارتكبه هتلر بحق اليهود بألمانيا ، وإبادة الأرمن على يد العثمانيين ، وجرائم أمريكا بحق الفيتناميين !.
انتصر العالم للأرمن واعترف بما تعرضوا له على أيد العثمانيين كجريمة إبادة بل وخصصت فرنسا مؤخرا يوما سنويا لاحياء ذكرى الإبادة الأرمينية، كما تم الإعتراف بالهولوكست وادانة ومقاضاة كل من يشكك فيه رغم وجود الكثير من المراجع الغربية التي شككت في الأرقام الصهيونية حول الجريمة .
كما تم تحرير فيتنام من الاحتلال الأمريكي وخرج العم سام بهزيمة مذلة من هانوي .
أعتقد أن العالم بحاجة لاعادة موقفه مما حدث للأيزيديين بالعراق وسوريا على يد تنظيم داعش الإرهابي، والتعامل مع الجريمة بنوع من السمو الأخلاقي الذي ينتصر للمظلوم الضعيف الذي لم يرتكب جريمة سوى أنه مختلف في منطقة لا تقبل الاختلاف .
وفي هذا السياق يجب أن نشيد بموقف السيد نيجرفان برزاني من القضية الأيزيدية واعلانها المضي قدما في مواجهة التنظيم الإرهابي حتى تحرير آخر أيزيدي مختطف لدى داعش، فضلا عن نيته اعلان منطقة سنجار التي تحوي أكبر تجمع للإيزيديين بالعراق كمحافظة مستقلة لتحظى بمزيد من الخدمات فضلا عن مشاركة الإيزيديين في إدارة المدينة في إطار سياسة التعايش والمواطنة التي يتبعها بالإقليم.
الغريب أن حكومة بغداد ربما أرادت القفز على تصريحات رئيس وزراء كردستان نيجرفان برزاني حول حقوق الأيزيديين وحقهم فى انشاء محافظة بسنجار لتعلن مؤخرا عن فتح مكتب لرئاسة الوزراء بقضاء سنجار لتطوير المدينة وحل مشاكلها وهو الأمر الذي قوبل برفض شعبي من أهالي شيخان وسنجار نظرا لأن معظم موظفي المكتب من غير أهل المدينة ولا يعرفون شيئا عن مشاكلها وهو ما جعل المكتب بلا فائدة تذكر.
أدعو حكومة بغداد إذا كانت جادة في تعويض الأيزيديين عن جرائم داعش لتنفيذ وإقرار مخطط السيد نيجرفان بتطوير سنجار واعلانها محافظة رابعة ضمن حدود إقليم كردستان على أن تتم إدارة المحافظة بشكل كامل من الأيزيديين بحكم أن اهل مكة أدرى بشعابها.