رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
كيف ننظر إلى الناقد الأدبي؟


المشاهدات 1228
تاريخ الإضافة 2019/02/18 - 5:38 PM
آخر تحديث 2025/06/29 - 8:13 PM

ميثم هاشم محمد يشترط النقاد في الناقد الأدبي عدة شروط نذكرها بإيجاز ثم نفصل القول في كل واحد منها على حدة، وهذه الشروط هي : الذوق – الثقافة ــ ضمير الناقد الأدبي. من الشروط التي يتحتم أن تتحقق في الناقد الذوق، لأنه الأساس في كل حكم، والفيصل في كل نقد، والموجة في كل تقديم. والذوق نوعان : ذوق عام وذوق خاص. فالذوق العام : ما كان شائعاً بين أبناء الجيل الواحد في البيئة الواحدة وفي البلد الواحد، حيث يتأثرون بظروف واحدة مشتركة، وقد يمتد هذا الذوق الى خارج بيئته فيشترك مع الذوق العام في بيئة أخرى وبلد آخر بمقدار ما بينهما من التشابه والتوافق. والذوق الخاص : هو ما كان مظهراً ومرآة صادقة لصاحبه لا تعكس سواه، فهو يتأثر بالشخصية الفردية ويتأثر بالذوق العام. من الشروط الهامة للناقد قبل أن يتصدى لمزاولة النقد، ويخوض غمراته، ويقف نفسه موقف الحكم الذي ترضى حكومته، والقاضي العادل الذي يصدر أحكاماً فيما يعرض عليه من قضايا أن يكون مزوداً بأوفر قسط من الثقافة، وأوفى حظ من المعرفة. وقد حدد الدكتور السوافيري ثقافة الناقد الأدبي في ثلاثة مجالات من المعرفة : الأول المجال اللغوي، الثاني المجال الأدبي، الثالث المجال العام . والحق ان الناقد البصير لابد ان يتزود من الثقافات السابقة بقدر كبير حتى يمكنه التعرف على السمات الفنية في العمل الأدبي وربطها بأصولها الكامنة في ذات الأدب، لتحقيق الصلة – على وجه ما – بين الأدب والأديب، إذا بغير هذه الصلة لا يتأتى للناقد ان يتأكد من اصالة الفن وصدقه، فهي سبيلة في الاقناع، وخاصة حينما يشرع في الشرح والتعليل. ضمير الناقد الأدبي ونعني به أن يتوخى الناقد في نقده وجه الحق، ويتجه لما يرى أنه الصواب، ويتحرى العدل في أحكامه، ويبتعد عن التأثر بالهوى، ويحاول قدر الطاقة أن يبرأ من الغرض فلا يجامل الأصدقاء والأنصار، ولا يتحامل على الأعداء والخصوم، وإنما يقضي بالعدل. وضمير الناقد، وتوخيه العدل، وابتعاده عن المؤثرات الشخصية أهم الأركان في النقد، وأهم الشروط في الناقد إذ بدونه لا تجدي المعرفة ولا تنفع التجربة، ولا يصح الحكم، ولا يعتدل الميزان. والحق ان ضمير الناقد الأدبي هو مقياس احترامه والثقة به، والاعتداد بآرائه والاطمئنان الى سلامته حيث يوليه قراؤه الثقة إذا لمسوا نزاهته وحيوية ضميره، واحساسه بمسؤوليته، وعدالة أحكامه، ويهملونه ويعرضون عنه إذا انحرف عن الجادة، وأصبح أسيراً لأهوائه ونزعاته، وتجافى عن الحق ونأى عن العدل.

تابعنا على
تصميم وتطوير