رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
الشخصية الأكثر تأثيراً في التاريخ الرأسمالي الحديث..!


المشاهدات 1004
تاريخ الإضافة 2018/12/22 - 5:39 PM
آخر تحديث 2024/12/28 - 9:50 AM

[caption id="attachment_179474" align="alignnone" width="246"]مظهر محمد صالح مظهر محمد صالح[/caption] من منا نحن معشر الاقتصاديين من لا يعرف أرفنك فشر الشخصية الاوسع تأثيراً في التاريخ الاقتصادي الحديث والذي توجت نظريته الكمية في النقود مبادئ واُسس المدرسة النقودية في علم الاقتصاد. وهو الرجل الذي قال عنه عالم الاقتصاد جوزيف شومبيتر بانه اعظم ما انجبت الولايات المتحدة من اقتصادي في تاريخها. ففي كتاب السيرة الذاتية لأرفنك فشر كتب نجله نورتن في العام 1961 قصة اقتصادية رواها والده وجرت في عيادة المساج وبالشكل الاتي: فخلال انهماكه بمهام عمله، أفصح عامل المساج عن نفسه مخبراً البروفسور أرفنك فشر بأنه رجلُ اشتراكي يؤمن ان الفائدة هي اساس النظام الراسمالي وهي سرقة بحد ذاتها. وقد تابع عامل المساج حواره... وبعد ان توقف عن الكلام.. سأل فشر عامل المساج قائلاً: كم انا مدينٌ لك ايها الرجل؟ اجاب عامل المساج انت مدين لي بثلاثين دولاراً ثمن اتعابي. اجاب أرفنك فشر مستطرداً: سوف اُعطيك ورقة اتعهد فيها بدفع المبلغ آنفاً بعد مئة عام. مفترضاً انك ستأخذ ذلك التعهد القابل للدفع بدون فائدة تذكر. وانه في نهاية المدة او في تاريخ الاستحقاق فربما انت او احد احفادك سيتولى تحصيل المبلغ! اجاب عامل المساج من فوره قائلاً: لا يمكنني تحمل كل تلك المدة حتى يتاح لي التمتع باتعابي!! هنا استدرك فشر قائلاً: اظن انك قلت لي ان الفائدة سرقة!! فإذا كانت الفائدة سرقة حقاُ، فما عليك الا ان تنتظر طوال تلك المدة حتى تتسلم نقودك. هنا وامام حيرة العامل المسكين ودهاء فشر عرض الاخير رأياً آخر مفاده ما ياتي: اذا كانت رغبتك بالانتظار عشر سنوات بدلاً من مئة عام ... فكم ستطلب عن اتعابك؟اجاب عامل المساج: سأطلب بالتاكيد اجرا هو اكثر من ثلاثين دولاراً... هنا رد فشر من فوره قائلاً: هذه هي الفائدة...!!! يقول فشر عندما ننظر من زاوية العرض في سوق الاموال المعدة للاقراض، ستجد ان معدلات الفائدة التي تترتب على القروض المدفوعة تحتاج شيئا ما لاغراء جمهور المقرضين كي يضحوا في انفاقهم الاستهلاكي الحالي بغية السماح لاحد ما ان يستعمل نقودهم والتمتع بمنافع استعمالها لمدة معينة. جاءت القصة التي رواها الينا ارفنك فشر1867-1947 في حواره مع عامل المساج، لكي تساعدنا في تصور ان هناك قيمة زمنية للنقود! ختاماً، قد لا يعترف النظام الراسمالي ان للزمن بُعدا فيزيائيا رابعا للمكان حسب النظرية النسبية الخاصة . وان الزمن هو احد مكونات المسرح الكوني الذي تجري فيه الاحداث وان لكل جملة فيزيائية زمنها الخاص الذي تختلف فيه عن زمن جملة فيزيائية اخرى . وان السفر عبر الزمن هو الى المستقبل تماشياً مع ظاهرة التمدد الزمني في النظرية النسبية، ربما سنجد واحدا من الاقتصاديين من يفلسف لنا اليوم الفائدة كقيمة زمنية للنقود ولكن وفقا للزمن بكونه البعد الرابع للمكان..! عسى ان يقل الجشع الراسمالي ولا يتكاثر..!!!

تابعنا على
تصميم وتطوير