فشلوا في الأدب.. فهل نجحوا في السياسة؟
ثقافية
أضيف بواسطة zawraa
الكاتب
المشاهدات 1234
تاريخ الإضافة 2018/12/16 - 5:26 PM
آخر تحديث 2025/04/29 - 5:10 AM

ستالين شاعرا..
تعتبر جرائم الديكتاتور السوفياتي، ذي الأصول الجورجية، جوزيف ستالين، في حق شعراء زمانه، استثناء لم يأته ديكتاتور من قبل ولا من بعد. فقد سجن ونكل وقتل المئات من الكتاب والفنانين والشعراء الذين كان يقودهم جماعات إلى السجون والمشانق. فحتى قبل أن يتسلم مقاليد الحكم، كان ستالين يدبر المكائد ويصك التهم للشعراء، فيرميهم بالخيانة والتقاعس. وقد أعدم ستالين، بدءا من سنة 1921، مجموعة من الشعراء الشباب مثل نيكولا غوميليوف، وبوريس كورنيلوف، ونيكولا كلوييف… وفي هذا المناخ سينتحر الشاعر الكبير ماياكوفسكي يائسا من خنق حريته سنة 1930. ومع سنة 1940 سيظهر ستالين عن كره مرضي تجاه المثقفين، حيث سيقدم على التوقيع على إعدام آلاف الكتاب والشعراء البولندين، الذين رفضوا إخضاع بلدهم للهيمنة السوفيتية. فلماذا هذا الكره للأدباء؟ المعروف أن جوزيف ستالين كان قد تعاطى حرفة الشعر، كما تقول العرب، منذ نعومة أظافره، ففي سن 16 كان ينشر قصائد رومانسية في مجلة “أفريا” الجورجية تحت اسم “سوسيلو”، وقد جمعت قصائده ضمن أنطولوجيا للشعر الجورجي، كما كان ستالين في طفولته وشبابه مغني حفلات.
هتلر رساما
لم تكن مشاركة أدولف هتلر في الحرب العالمية الثانية، إلا ملأ لفراغ خلفه رفض تسجيله في كلية الفنون الجميلة في فيينا. فالشاب الذي رسم عشرات اللوحات المائية لمناظر طبيعية ذات مسحة رومانسية، دون أن يحالفه الحظ لولوج الكلية، سيبرع في رسم مشاهد النار والدم والأشلاء، بل إن أعماله الخالدة، تلك، ستظل استثناء في القسوة والوحشية. يعتقد الكثير من دارسي شخصية هتلر أنه تلقى عددا من أفكار كبار الفلاسفة والمفكرين واستعملها بشكل سلبي، مثلما فعل مع أفكار الفيلسوفين “نيتشه” و“فيخته”، أما الكاتب الأمريكي تيموتي رايباك صاحب كتاب “مكتبة هتلر الخاصة”، فيقول إن أهم الأسباب التي أثرت في شخصية هتلر ودفعته للتطرف العنصري ضد اليهود؛ هي قراءته لكتاب “انحدار العرق النبيل”، الذي دعا فيه مؤلفه إلى رفض المهاجرين، وكذا كتاب “فلهنري فورد”، صاحب شركة فورد للسيارات المعنون بـ“اليهودي الدولي، أكبر مشكلة في العالم”. أما عن علاقة هتلر بالمثقفين فقد ظل “الفوهرر” يسميهم “المتطاولون على الثقافة”، مثلما أصبح يكره الفن التشكيلي ويعتبره مؤامرة يهودية على الثقافة الآرية. “لقد كان هتلر يعاني من عقدة نقص كبيرة حيال مستواه التعليمي المتدني، فهو ترك المدرسة ولما يبلغ 15 عاما، وقد كانت ثقافته ضعيفة.. وقد رُفض في كلية الفنون لكونه كان رساما فاشلا، وحين وصل إلى السلطة صب جام غضبه على الرسامين المجددين، فأحرق لوحاتهم وقتل بعضهم”، حسب “تيموني رايباك”.
تشرشل أديبا
ذات يوم وقف ونسطون تشرشل، في تأبين أحد السياسيين، وكان القس يقول: “هنا يرقد السياسي الكبير والرجل الصادق”، فانحنى رئيس وزراء المملكة المتحدة على شخص يقف جنبه وعلق: “لأول مرة أرى شخصين في قبر واحد”. رغم أن تشرشل استطاع أن يكون سياسيا براغماتيا، ومقاتلا ضد الفاشية، وأديبا صادقا في كتاباته. فمن مكر الصدف أنه في الوقت الذي كان يوقع فيه على البدء بإنتاج القنبلة الهيدروجينية، عام 1953، أعلن عن فوزه بنوبل للأدب..