رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
المشهد الفلسطيني المقاوم وتداعياته على إسرائيل


المشاهدات 1002
تاريخ الإضافة 2018/12/15 - 3:27 PM
آخر تحديث 2025/02/02 - 2:43 AM

[caption id="attachment_195250" align="alignnone" width="300"]ربى يوسف شاهين ربى يوسف شاهين[/caption] مشهدية المعاهدات على الأرض هي التي تُبرز ما إذا كانت ناجعة ام سيئة، ومنذ معاهدة كامب ديفيد 1978 والتي تمت بين الرئيس المصري انور السادات و رئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيغن وبإشراف أمريكي للرئيس جيمي كارتر، لتحقيق ما ادعوه “تحقيق السلام في الشرق الاوسط”، وأهم محور في مناقشاتهم حسب زعمهم هو حل القضية الفلسطينية، و الانسحاب من الضفة و غزة، و ترسيخ الحكم الذاتي لهاتين المنطقتين وانسحاب اسرائيلي كامل منهما، وفي اتفاقية اوسلو وهي ايضا اتفاقية سلام وقعته إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية 1993، وكانت بين الرئيس ياسر عرفات وشمعون بيريز وبإشراف الولايات الامريكية المتحدة المتمثل بالرئيس بيل كلينتون، و هذه الاتفاقية كانت الأسوأ لجهة الاعتراف بحق “دولة إسرائيل” في العيش والسلام من قبل الرئيس ياسر عرفات، على ان تغطي هذه الاتفاقية قضايا القدس و اللاجئين والمستوطنات والترتيبات الامنية والحدود والعلاقات والتعاون مع الجيران، لتتبعها معاهدات و اتفاقيات غزة وأريحا و برتوكول باريس الاقتصادي والذي تم ضمهم إلى معاهدة اوسلو 2، لينشئ عنها مجموعة من البنود ابرزها: البند (10) ممر آمن بين قطاع غزة ومنطقة أريحا والبند (11) العلاقات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية والتي تدعو إلى تعزيز التفاهم المتبادل والتسامح، وطبقا لذلك ستمنعان عمليات التحريض بما في ذلك الدعاية العدائية ضد كل منهما الآخر. إسرائيل وخلال سنوات هذه الاتفاقيات، كان الاختراق غايتها فلم تلتزم ببنود المعاهدات، وتوسعت في بناء المستوطنات وتهجير الفلسطينيين واعتقال الآلاف بحجج واهية، ولتحاصر الفلسطينيين في عقر دارهم ، وما تشهده فلسطين اليوم من غضب كبير لحصار أهلها ما هو إلا تصرف طبيعي لمواطن على أرضه ومحتل يغتصبها. تفجر الموقف في الشارع الفلسطيني بعد الانتصار الكبير لحركات المقاومة في غزة، وتكبيد إسرائيل هزيمة نكراء كان لها الوقع المدوي على حكومة إسرائيل، ليعلن ليبرمان وزير الحرب الإسرائيلي استقالته، وما تبع ذلك من توتر في الكنيست والداخل الإسرائيلي، ليعود بركان الثورة الفلسطينية إلى الثوران من جديد، وليعلن الإعلام الإسرائيلي مقتل جنديين إسرائيليين برصاص شاب فلسطيني و إصابة آخرين في الضفة الغربية، ليقوم الجيش الإسرائيلي بقتل صلاح البرغوثي، والذي يبلغ من العمر 29 عاماً، في عملية في قرية شمال رام الله. وقال الجيش الإسرائيلي إن البرغوثي شن هجوما بسيارة فأسفر عن إصابة سبعة إسرائيليين من بينهم امرأة حامل في شهرها السابع وقد فقدت جنينها إثر محاولة إخراجه بعملية قيصرية طارئة. استشهد صلاح البرغوثي على يد العدو الصهيوني، ولكن الأمر لم يقف عند هذا الشهيد بل تم اعتقال أشرف نعالوة، البالغ من العمر 23 عاماً، قرب مدينة نابلس بعد شهرين من ملاحقته بتهمة الهجوم على منطقة صناعية في مستوطنة اسرائيلية في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، والتي قتل فيها إسرائيليين وجرح آخر، ليعلن استشهاد مجد مطير من مخيم قلنديا شمال القدس ليكون لهؤلاء الشبان الثلاث شرف الاستشهاد والمقاومة . تداعيات الغضب الفلسطيني لإسرائيل ما يحصل على الأرض في فلسطين يقلق الداخل الإسرائيلي، وها هم مواطنو الكيان الإسرائيلي ينتفضون احتجاجا على الوضع الامني المذري الذي تشهده إسرائيل، فقد باتوا يعيشون قلق عدم الأمان والذي يعتبره الإسرائيليون تهديدا كبيرا لهم، فـ الفلسطينيون المقاومون يدركونهم في مستوطناتهم، و ليبدأ المستوطنون على أثر ذلك بمطالبة حكومتهم بقتل رئيس الحكومة الفلسطينية محمود عباس، وأن الأمن الإسرائيلي لم يعد كما كان، فقد تهاوت نظرية وزارة الحرب الإسرائيلية القوية لتحل محلها وزارة الدفاع الإسرائيلية المنهارة. في المحصلة إن ما جرى ويجري على أرض فلسطين المحتلة، ما هو إلا رفض لجميع تلك المعاهدات والاتفاقيات التي لم تنتج إلا الألم والموت لشعب سلبت منه كل مقومات الحياة، والتي ابسطها العيش بسلام، وباتت هذه الاتفاقيات المشؤومة والتي تدعي بأنها اتفاقيات سلام ماهي إلا مكائد لتحقيق أحلام الإسرائيلي بارض الميعاد.

تابعنا على
تصميم وتطوير