رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
تردد وارتباك صهيوني تجاه احتمالات العدوان ضد لبنان أو غزة


المشاهدات 1023
تاريخ الإضافة 2018/12/08 - 2:22 PM
آخر تحديث 2025/01/31 - 2:58 PM

[caption id="attachment_194380" align="alignnone" width="300"]اللواء د. محمد أبوسمره اللواء د. محمد أبوسمره[/caption] أعلن الجيش الصهيوني صباح يوم الثلاثاء 4/12/2018، عن إطلاقه: (عملية “الدرع الشمالي” ، من أجل البحث عن أنفاق عابرة للحدود وتدميرها، وهي تقع شمالي البلاد، وقد يستخدمها حزب الله اللبناني في حروبه المستقبلية)، ورد الجيش اللبناني ببيان جاء فيه : (على ضوء إعلان العدو الإسرائيلي، فجر اليوم إطلاق عملية “الدرع الشمالي” المتعلقة بأنفاق مزعومة على الحدود الجنوبية، تؤكد قيادة الجيش أن الوضع في الجانب اللبناني هادئ ومستقر، وهو قيد متابعة دقيقة، والجيش اللبناني على جهوزية تامة لمواجهة أي طارئ). وأكدت قناة (كان) الصهيونية، مساء يوم الثلاثاء4/12/2018 ، أنَّ : (الخلافات الداخلية دبّت داخل الحكومة الصهيونية المصغرة «الكابينت» حول المواجهة مع حزب الله) ، وأوضحت القناة في تغريدة لها على الصفحة الرسمية على (تويتر)، أنَّ : (عملية “الدرع الشمالي”، لم تحظ بموافقة كاملة من أعضاء الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشؤون السياسية والأمنية “كابنيت”، وإنما عارضها ضابط إسرائيلي بارز في المخابرات العسكرية “أمان”، بدعوى أنَّ الوقت ليس مناسبا للقيام بمثل هذه العملية، في مقابل الاهتمام بعمليات عسكرية أخرى). وكتب المحلل العسكري الصهيوني، يوسي ميلمان ، مقالاً هاماً بعنوان (لا حرب على الأبواب) ، ونشرته صحيفة (يديعوت أحرونوت) الصهيونية يوم الخميس 6/12/2018، مقالاً ، أكد فيه أنّ : (الحرب ليست على الأبواب)، وأوضحت الصحيفة ، أنَّ : ( البيان المفاجئ والدراماتيكي للناطق بلسان الجيش عن الشروع في حملة “درع الشمال” لتعطيل الأنفاق الهجومية التي حفرها حزب الله وتتسلل إلى إسرائيل، يخلق واقعاً جديداً على الحدود الشمالية) ، وتساءلت الصحيفة عن توقيت عملية (درع الشمال) ، التي بدأها جيش العدو بتعليمات من رئيس الحكومة ووزير الحرب بنيامين نتنياهو ، فقالت : ( توجد علامة سؤال حول القرار بتوقيت البدء بحملة كشف الأنفاق، العملية التي ستستمر بضعة أسابيع على طول الحدود الشمالية ؟)، ولكن الصحيفة الصهيونية دافعت عن نتنياهو ، بالقول : ( إنَّ محبي نظرية المؤامرة ومعارضي رئيس الوزراء نتنياهو ، يعتقدون أنَّ التوقيت يستهدف صرف الانتباه عن توصيات الشرطة لتقديمه إلى المحاكمة، وبدلاً من ذلك تثبيته مرة أخرى كـ “سيد الامن”) ، ودافعت كذلك عن رئيس الأركان الصهيوني فقالت : ( آخرون، بمن فيهم حتى وزير أو اثنان، وبضعة مقربين من رئيس الوزراء يعتقدون بأنَّ رئيس الأركان الفريق غادي أيزينكوت بالذات هو الذي قرر الموعد، كي ينهي مهام منصبه بعد شهر ونصف بنجاح، وليس أقل أهمية، لازاحة الانتباه عن الادعاء الخطير للواء يتسحاق بريك، مفوض شكاوى الجنود، بأن الجيش الإسرائيلي ليس مؤهلاً وجاهزاً للحرب ، ولكن هذه هي ألسنة شريرة ، فمن الصعب التصديق بأنَّ رئيس الأركان سيخدم اعتبارات شخصية لخطوة عملياتية تنطوي على مخاطر) ، وأكدت (يديعوت أحرونوت) على مخاوف نتنياهو من شن الحرب والعدوان ضد لبنان ، فأوضحت : ( من الصعب أن نتصور أنَّ نتنياهو الحذر، الذي يخاف من الحرب، مستعد لأن يخاطر بأن تندلع ، هو أيضاً يعرف بأن الحرب من شأنها أن تؤدي إلى صرفه عن الحكم، اكثر من التحقيقات ) ، وطالبت الجمهور الصهيوني بتصديق مزاعم وراوية نتنياهو والجيش : ( ينبغي أن نصدق بأنَّ التوقيت هو حقاً مهني صرف ، ويستهدف أساساً تشديد الضغط الدولي على حزب الله، وإيران وأساسا على حكومة لبنان، وعرضهم كمن يخرقون سيادة إسرائيل وقرار مجلس الأمن 1701، الذي أنهى حرب لبنان الثانية في 2006). ومدحت الصحيفة الجهود والأنشطة الاستخبارية الصهيونية ، فقالت : ( يظهر كشف الأنفاق كم هي الاستخبارات الإسرائيلية تعرف عما يجري في الطرف الأخير من الحدود في لبنان، وكم تسللت شعبة الاستخبارات “أمان” إلى حزب الله. هذا جزء من حرب الوعي الجارية بين الطرفين، وحالياً يد إسرائيل هي العليا فيها)، وللتدليل على احتمالات استبعاد الحرب على الجبهة الشمالية ، أوضحت أنَّ : ( التعليمات لسكان الحدود الشمالية هي مواصلة الحياة العادية، إلا في مقاطع صغيرة قرب المطلة حيث أغلقت أمام المزارعين، تشهد على أنَّ الجيش يُقَّدِّر بأنه في هذه المرحلة لا خوف من اندلاع حرب). وقالت أنَّ تقديرها بعدم الذهاب نحو الحرب مع حزب الله ، يعود إلى عدة أسباب من أهمها : ( ستكون أعمال تعطيل الأنفاق في الأراضي الإسرائيلية، كي لا تعطي ذريعة لحزب الله لفتح النار وتشويش عملية التعطيل )، وأضافت: (لأنَّ الرأي يقول أنَّه في ضوء توقعات حزب الله باستعدادات الجيش على طول الحدود، فإنَّه يعرف منذ زمن ما بأنَّ إسرائيل كشفت خطة الأنفاق الهجومية خاصته ، والأنفاق، التي سيستخدمها حزب الله للتغلغل المفاجئ إلى إسرائيل كجزءٍ مما تبجَّحَ به نصرالله كـ “احتلال الجليل” ، هي أداة حربية ثانوية، للطرفين) . وكشفت الصحيفة عن حجم القلق الصهيوني من صواريخ حزب الله، فقالت : ( إسرائيل أكثر قلقاً من 120- 150 ألف صاروخ لدى حزب الله، ولا سيما من الجهد الذي بذلته المنظمة في السنتين الأخيرتين لتطوير صواريخ دقيقة . ‏ وأوضح رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو خلال لقائه 25 سفيراً أجنبياً شمال فلسطين المحتلة ، وقرب الحدود اللبنانية ، أنَّ : (العمل في بدايته ، وفي النهاية لن يستفيدوا من الأنفاق، والعمل على الجبهة الشمالية هو السبب في عدم خوضنا حملة عسكرية ضد حماس الشهر الماضي ، وهناك احتمالات بالعمل داخل الأراضي اللبنانية) . وأكد بنيامين نتنياهو، خلال جولة له في الحدود الشمالية مع سفراء أجانب، صباح يوم الخميس 6/12/2018 ، أنَّ : ( هناك احتمالات أن يقوم الجيش الإسرائيلي بالعمل داخل الأراضي اللبنانية، وتدمير الأنفاق في الحدود الشمالية “يعطي الشرعية لأنشطة أخرى ، وأنَّه تم وقف التموضع الإيراني في سوريا بفضل الضغط الإسرائيلي، ولقد سحبنا تهديد الأنفاق من يد أعدائنا؛ ومن يقوم بمهاجمتنا دمه مهدور؛ وحزب الله يعرف ذلك وحماس أيضاً ) ، وبات من الواضح حجم التردد والارتباك الصهيوني نحو اتخاذ قرار بالتصعيد والعدوان ضد قطاع غزة ، أو ضد لبنان وحزب الله ، فالحرب والعدوان هذه المرة ضد لبنان وحزب الله ستكون مختلفة تماماً في كافة تفاصيلها ومعطياتها ونتائجها ، عن حرب وعدوان 2006 ، وخصوصاً من ناحية حجم المخاسر التي ستدفعها الجبهة الداخلية الصهيونية ، حيث سيسقط آلاف القتلى الصهاينة ، وستصل صواريخ المقاومة اللبنانية إلى أقصى وأبعد نقطة جنوب فلسطين المحتلة ، وسيكون الكيان الصهيوني بكامله في مرمى نيران وصواريخ حزب الله ، وسيتمكن حزب الله من شل الحياة في كامل الدولة العبرية ، ولن يتوانى مقاتلو حزب الله عن اقتحام شمال فلسطين المحتلة ، من فوق الأرض، وليس عبر الأنفاق المزعومة ، فمقاتلو حزب الله والمقاومة اللبنانية يمتلكون عقيدة قتالية وعسكرية ، وقدرات قتالية هجومية ودفاعية ستمكنهم من تحقيق انتصار تاريخي ضد العدو الصهيوني ، وعندما يقرر العدو شن العدوان على لبنان ، فعليه أن يتوقع أنَّه لن يستطيع تحييد جبهة قطاع غزة ، ولن يقف القطاع متفرجاً على مايحدث في جنوب لبنان ، وهو يدرك تماماً أنَّه لن يكون بمنأى عن مكر العدو وعدوانه ، وفي النهاية سواء قرر نتنياهو شن العدوان ضد لنبان ، أو ضد غزة ، طمعاً بالفوز في الانتخابات المقبلة بالكيان الصهيوني ، فهو يعلم قبل غيره ، أنَّ كلا الخيارين لن يكونا نزهةً ، ولن يكونا دونما ثمنٍ باهظ ، وهو يدرك جيداً أنَّه لو فشل في تحقيق ما يروجه للرأي العام الصهيوني من وراء شن العدوان على لبنان أو غزة ، فسيفقد ليس فقط فرصته بالفوز بدورة جديدة في رئاسة الخكومة الصهيونية ، إنماَّ سيفقد مستقبله السياسي نهائياً ، وليس وحده نتنياهو الذي يقف متردداً، امام احتمالات وخيارات المواجهة العسكرية مع حزب الله أو غزة ، إنَّما أيضاً تقف القيادة الأمنية والعسكرية الصهيونية في نفس المربع من القلق والتردد ، وحسب المعطيات المتاحة حتى اللحظة ، فغالبية المؤشرات تقول ، أنَّه لا حرب صهيونية نحو الشمال أو الجنوب ، مع ضرورة الأخذ بأسباب الحذر ، فالعدو الصهيوني لا يؤتمن جانبه ، فالغدر جزء أساس في مكونات العقلية الصهيونية اليهودية.

تابعنا على
تصميم وتطوير