المنطقة الخضراء تعود لكرادة مريم
المشاهدات 1017
تاريخ الإضافة 2018/12/04 - 6:55 PM
آخر تحديث 2025/04/19 - 4:53 PM
[caption id="attachment_132514" align="alignnone" width="267"]

يحيى الزيدي[/caption]
لم تكن تسمية «المنطقة الخضراء» والتي تبلغ مساحتها تقريبا 10 كم² وتقع في وسط بغداد موجودة قبل غزو العراق عام 2003.
تقع «المنطقة الخضراء» التي تخضع لاجراءات امنية مشددة على الضفة الغربية لنهر دجلة في جانب الكرخ، وتمتد حدودها من حي القادسية وحي الكندي غرباً، وجسر الجمهورية ومتنزه الزوراء شمالا، ويحتضنها نهر دجلة من الشرق والجنوب.
قبل غزو العراق لم تكن تسمى «المنطقة الخضراء» بل كان اسمها كرادة مريم واسمها الرسمي وفقاً للخرائط هو «حي التشريع».
احتلت القوات الأمريكية «المنطقة الخضراء» في نيسان عام 2003 خلال عملية غزو العراق.. وتشمل عدة أحياء هي كرادة مريم وحي التشريع وجزء من الحارثية وجزء من القادسية.. استحوذت عليها قوات الاحتلال الأمريكية، واصبحت شوارع هذه الأحياء مغلقة ولا يدخلها إلا المأذون لهم، وفقاً لدرجاتهم الوظيفية، وهويات وباجات يحملونها.
واصبحت لدى العراقيين رمزاً للاحتلال الامريكي قبل نقل ادارتها الى السلطات العراقية في 2009.
وتعرضت هذه المنطقة بعد غزو العراق واستقرار قوات الاحتلال والحكومة الانتقالية فيها إلى سلسلة من الهجمات والقصف الصاروخي من قبل العديد من الجماعات المسلحة العراقية، لكنها مع هذا تعتبر نسبياً من أكثر مناطق بغداد أمناً.
وتضم «المنطقة الخضراء» عدداً من الدوائر والمؤسسات المهمة منها وزارة الدفاع العراقية، والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وساحة الاحتفالات الكبرى، ونصب الجندي المجهول، وقصر السلام والقصر الجمهوري، وقصر المؤتمرات الذي بات بناية لمجلس النواب العراقي.
كما تضم الجسر المعلق، وفندق الرشيد، ومستشفى ابن سينا، وساعة بغداد .
وتُعرف أيضًا بـ«المنطقة الدولية»، وهو مصطلح تداوله الأمريكيون بعد احتلال العراق عام 2003 نظراً لوجود مقر بعثة الأمم المتحدة ومكاتبها إلى جانب سفارات دول كبرى أهمها الولايات المتحدة وبريطانيا.
وحوّل الأمريكيون العديد من المقار الحكومية والقصور العائدة لرئيس لنظام السابق ومنازل مسؤولين سابقين إلى مقار لقواتهم، ومكاتب لمستشاريهم والوكالات العاملة معهم، ثم أصبحت فيما بعد مقار حكومية مهمة، إضافة إلى منازل مسؤولين وسياسيين بارزين.
امتلأت المنطقة الخضراء بـ«الصبّات» التي جثمت على صدور الشعب العراقي، وخلقت حاجزاً نفسياً كبيراً في داخل نفوس العراقيين، وكذلك نقاط السيطرات الخارجية والداخلية، ولا يستطيع أحد الدخول اليها الا من ذوي الدرجات الخاصة أو حملة «الباجات» بكافة انواعها.
في تشرين الأول 2015م، دعا رئيس الوزارء السابق حيدر العبادي إلى فتح المنطقة للمواطنين، وبدأ بالخطوات الاولى ولكنها لم تُفتح في رئاسته ، ثم كرر الدعوة نفسها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في 10 تشرين الأول 2018 وبدأ بخطوات جادة بفتح قسم من شوارعها ورفع الكثير من «الصبّات».
وهذه الخطوات وحدها غير كافية، بل نريد ان تزين شوارعها، وتحتضن شوارعها مع جاراتها وتخفف اجراءاتها لا سيما امام الصحفيين اثناء مراجعتهم احدى دوائرها.
فتح المنطقة الخضراء وعودتها الى كرادة مريم خطوة بالاتجاه الصحيح وان جاءت هذه الخطوة متأخرة، لكنها ستغير الكثير بالنسبة للشعب العراقي، ولسمعة العراق عربيا ودوليا.