صحافتنا الرياضية في عيدها
المشاهدات 1013
تاريخ الإضافة 2018/11/27 - 6:33 PM
آخر تحديث 2025/04/19 - 4:52 PM
[caption id="attachment_141068" align="alignnone" width="300"]

د.هادي عبد الله[/caption]
لايمكن ان نقف بلا رد فعل امام صرخة الاستاذ الدكتور عمار طاهر حول مازق الصحافة الرياضية العراقية التي نحتفل هذه الايام بعيدها اذ شهدت بغداد صدور اول مطبوع رياضي هو مجلة (نادي الالعاب الرياضية) في الثاني والعشرين من تشرين الثاني عام 1922 لصاحبها السيد محمد السيد علي وقد استمرت لثلاثة شهور . واذ نقدم تحية الوفاء والاحترام للرائد السيد محمد ولكل من سار على خطاه فأننا مطالبون بأن نكون اوفياء للتاريخ الذي صنعه لنا الرواد وما صرخة الزميل عمار طاهر الا وجها من وجوه عملة الوفاء التي يحمل وجهها الآخر نبتة امل وقد امتدت يد لكي تديم سقيها .
هذه اليد ليست مجهولة المعالم تماما انها يد من سبق في هذا الميدان وهي تبقى ممدوة مادام هناك عرق اعلامي رياضي عراقي ينبض ..فالاجيال تتناوب على حمل الراية ومما لاشك فيه ان المسافة طويلة والحواجز كثيرة وتكاد هذه المرحلة تكون هي الاشد خطورة لهول ما يواجه فيها الاعلامي الملتزم باخلاقيات المواطنة والمهنة من تحديات .
اما هذه التحديات فهي على نوعين ,الاول يأخذ شكل التحدي التكنولوجي الذي بات اللحاق به من ضروب المستحيل او دون ذلك بقليل ,فالابتكارات لم تعد فواصلها قرون او عقود او سنين او شهور بل هي ايام واحيانا ساعات ,وهذا الجري التكنولوجي يقطع الانفاس على مستوى العالم مما يزيد من أعباء الاعلاميين عموما والرياضيين منهم خصوصا لما للرياضة من سحر ولما لجمهورها من تميز ,ومما يجب الاشارة اليه ان اخلاقيات المهنة في عالم الاعلام تتأثر بدرجة ما بطبيعة الوسيلة الاعلامية وان ظلت الثوابت محافظة على نقائها الا ان الممارسة في اطار استخدام الوسيلة ينعكس على اخلاقيات الصحفيين ,فأخلاقيات الصحافة الالكترونية تختلف بقدر ما عن أخلاقيات الصحافة المكتوبة لأسباب كثيرة بعضها يتعلق بالصحفي وبعضها يتعلق بالمتلقي فلكل مهاراته وعاداته وما يتصل بالأثنين من نقاط تفصيلية .
اما النوع الاخر من التحدي ,فهو الوضع العام الذي تعيشه البلاد بعد الاحتلال منذ 2003 وحتى الساعة حيث الكذب والمرواغة والدجل والنماذج الهزيلة التي تتولى امور العباد حتى صارت صور و فيديوهات الفساد من الامور التي يتداولها الناس على انها من المسليات المضحكات المخففات للآلام على الرغم من كل ما تنطوي عليه من مصائب ..هذا الوضع انعكس على الصحفي الرياضي لاسيما الشاب الذي دخل ميدان الحياة الواسع من غير قدوة صالحة ينظر اليها في أعلى السلم الوطني انما هي مجموعة إمعات تتقاسم السلطة وتشرب من كأس امتلأت دما عراقيا طهورا ويتبادلون الانخاب على موسيقى آهات الارامل ودموع اليتامى وأنين المظلومين .
الصرخة لها ما يسوغها ولكن ليس هناك ما يسوغ الاستلام ,لان الذي يحدث ليس قدرا وانما هو تقصير من الذين تقاعسوا عن التغيير وهم قادرون عليه ,وحين نبدأ جمعيا بعد ان نستجمع ارادة التغيير بالعمل ,فان معالم اليد الساقية لنبتة الامل سوف تتضح معالمها على الوجه الثاني للعملة العراقية ..انهما وجه التحدي ووجه الامل والعمل .. وبهذين الوجهين يستعيد العراق وصحافته الرياضية العافية .