رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
مراحل تطوير النقد الأدبي


المشاهدات 1240
تاريخ الإضافة 2018/11/10 - 2:22 PM
آخر تحديث 2025/06/01 - 6:20 AM

الزوراء / خاص/د. عبد الله الحسيني تعرضت مفاهيم النقد الأدبي الى تغيرات خلال القرن العشرين فيما يخص وظائف النقد وأساليبه وأهدافه ، فبعد أن كان النقد في المفهوم الكلاسيكي ينظر الى الأثر الأدبي بحد ذاته ، أي باعتباره موضوعا مكتفيا بذاته ، ومتخذا مكانه الخاص ، برز المفهوم الحديث للنقد وفيه لم يعد الأثر الأدبي موضوعا طبيعيا يتميز عن الموضوعات الأخرى بالسمات الجمالية فحسب، بل صار يعتبر نشاطا فكريا عبر بواسطته شخص معين عن نفسه. باختصار فان هدف النقد تحول عن الموضوع نفسه ، الى كل ما يحيط الموضوع ، مع التركيز على تفاصيل مثل ظروف العمل الادبي ، السيرة الذاتية للمؤلف والحس الشعري المتضمن في ذلك العمل الادبي . لقد تطور النقد الادبي في العصر الحديث، وتعددت مناهجه، ولكن يبقى العام له واحدا، منذ ارسطو وحتى اليوم وهو لا يعدو ان يكون اسئلة عقلية يطرحها الشخص الذي يتصدى للعملية النقدية ، عن مضمون النص ، والطريقة التي سلكها الأديب ، للتعبير عن أفكاره ، وعواطفه وليس الادب مضمونا فقط ، انما هو شكل جميل أيضا ، كما ان المضمون ليس فكرا خالصا ، بل تصحبه العواطف والمشاعر ، ومهمة الناقد هي الكشف عن مضامين العمل الادبي الفكرية والعاطفية ، والكيفية التي لجأ اليها الكاتب للتعبير عن تلك المضامين ، تأتي بعد ذلك عملية التقويم ، بمعنى الحكم لصالح العمل الادبي أو ضده ، وهذا الرأي الذي تراه جمهرة النقاد ، تختلف فيه معهم مجموعة من النقاد ترى ان مهمة النقد تقتصر على الكشف عن مضامين النقد الادبي ، واسلوبه ، أمّا مسألة الحكم فتترك للقارئ . العملية النقدية تمر بثلاث مراحل ، تسمى المرحلة الاولى منها مرحلة ( التفسير ) وتعني في تبيان المعنى العام الذي اراد الاديب ان يعبر عنه ، المرحلة الثانية تسمى مرحلة ( التحليل ) هو شرح الطريقة التي سلكها الاديب للتعبير عن أفكاره وعواطفه ، أي الشكل الذي ارتضاه الاديب وعاء ليحمل مضامينه من أفكار وعواطف ورؤى ، ويريد بها ان تصل الى القارئ بشكل جميل ، المرحلة الثالثة هي ( التقويم ) وتعني اظهار مدى نجاح الاديب أو فشله في التعبير عن المضمون بالشكل المناسب . الناقد لا يستطيع الحكم على النص الادبي بيسر وسهولة ، اذ لابدّ أن تدعمها الثقافة الواسعة بعلم الكلمة ومدلولاتها وجمالها والاستعمال الحقيقي لها والمجازي ، والنقاد يختلفون بالطريقة التي ينظرون بها الى النص الادبي، فيهتم الواحد منهم بجانب معين ومحدد ، البعض يهتم بالمضمون ، وآخر يعنى بالشكل، بعضهم يرى أن العمل الادبي صورة لمنشئه ونسميه المنهج النفسي في النقد ، وفئة ثانية من النقاد تعتقد ان العمل الادبي صورة للواقع وهو ما نطلق عليه المنهج الاجتماعي ، ومجموعة ثالثة من النقاد ، ترى ان النص الادبي موجود بصورة مستقلة عن الاديب الذي انشأه ، وعن المجتمع الذي عاش بين ابنائه ، ويسمّى هذا المنهج الفني ان العمل الادبي نوع من الفنون الجميلة ، التي تعتمد على اللغة وتراكيبها، للتعبير عن المضامين ، والاشكال بأسلوب فني جميل قادر على التأثير في المتلقي والسمو بعواطفه .

تابعنا على
تصميم وتطوير