المنطقة.. الصفقات الكبيرة والقرارات الخطيرة
المشاهدات 1007
تاريخ الإضافة 2018/10/10 - 6:46 PM
آخر تحديث 2024/12/27 - 12:45 PM
[caption id="attachment_103308" align="alignnone" width="300"]
أحمد الجنديل[/caption]
ما يجري اليوم في عموم المنطقة ابتداء من ( صفقة القرن ) الى الصفقات المستورة والمكشوفة ، ما يجري تحت الطاولة أو فوقها ، ما يخرج الى الضوء وما هو منكفئ تحت جنح الظلام يمنحنا اشارة واضحة لا ريب فيها ان ثمة انعطاف تاريخي سيصيب مجمل المحاور الرئيسة ، ويستهدف جميع الرؤى السياسية التي كانت تشكل البوصلة في التحركات والاتفاقات والمعاهدات ، وما كان يحمل صفة الشرعية اليوم سيفقدها غدا وعلى غرار ما حدث في أعقاب الحربين الكونيتين الأولى والثانية .
ما نتحدث عنه ليس رجما بالغيب ، ولا قراءة لفنجان القهوة المقلوب وانما ما يحصل من هزّة عنيفة بوادرها ظهرت بوضوح منذ دخول الرئيس الامريكي ترامب الى البيت الابيض، وهي بوادر لا يمكن تفسيرها بعامل الصدفة العمياء أو نتيجة عوامل طارئة ألقت بثقلها على المشهد السياسي العام .
لقد كانت المناطق الأكثر ضررا في عالم الصفقات الكبيرة والقرارات الخطيرة هي منطقة الشرق الاوسط لاعتبارات اهمها انها منطقة غنية بمصادر الطاقة ، وتحتل موقعا استراتيجيا مهما ، وفيها من الاسواق ما يسيل لها لعاب الكبار اضافة الى الاسباب السياسية الاخرى ، ولابد من استهدافها من قبل اللاعبين الكبار ما دام الكثير من الصغار يسيرون في فلكهم ويأتمرون بأوامرهم .
واذا كنا صفقنا يوما لقدوم الربيع العربي وما أحدث من تغييرات جذرية في البنى التحتية أو ما حدث من انكسار حاد في طبيعة العلاقات السياسية بين دول هذه المنطقة ، هذا الربيع الذي صفقنا له كثيرا نجده اليوم قد استحال الى صقيع سياسي دون ان يورق برعما أخضر ، ومع قراءة أولية لنتائج هذا الربيع فلابد من التوقف قليلا واعادة النظر بكل التحركات التي تحدث في عموم المنطقة سواء ما صفقنا له أو وقفنا ضده .
ما يجري اليوم يمكن تسميته بعصر الصفقات ، وكل صفقة تكلف المنطقة المزيد من دماء ابنائها ، والكثير من تبديد ثرواتها وخيراتها ، واذا نجحت بعض الدول في القضاء على داعش ( العراق انموذجا ) فهناك الكثير من فصول اللعبة السياسية الخطيرة غير واضح لأنه ينمو بين حاضنات المضمر وهو في نهاية الامر وجد لإلحاق المزيد من الخسائر في المنطقة مستهدفا وجودها ومستقبلها وشعبها المتطلع الى حياة آمنة مزدهرة .
ومن أجل أن تمر العاصفة بسلام وبأقل الاضرار فلابد من وضع الاصبع على مناطق الخطر قبل وقوعه ، وأن تكون الوقاية نابعة من تصور دقيق واجراءات أدق ، ومن دراسة عميقة وحلول أعمق ، والناجح في هذه اللعبة من منبعها وحتى مصبها من يمتلك القدرة والشجاعة على تجاوز العقبات والقفز فوق الصعوبات وهي مهمة لا تليق الا بالفرسان .
الى اللقاء .