[caption id="attachment_128210" align="alignnone" width="300"]
د. موفق عبد الوهاب[/caption]
أربعة أسابيع لم تكتمل منذ إنطلاق دوري الكرة الممتاز جرت خلالها أربع جولات من عمر المنافسة وعلى فترات متقطعة بسبب التأجيل الذي سيعود مرة أخرى ويستمر حتى الحادي والعشرين من الشهر الجاري لمشاركة المنتخب الوطني في البطولة الرباعية التي تنظمها المملكة العربية السعودية ويشترك فيها فيها فضلاً عن منتخبنا ومنتخب البلد المستضيف منتخبي البرازيل والأرجنتين، وسيكون التأجيل بمثابة هُدنة وفرصة لبعض الأندية من أجل إعادة ترتيب أوراق فرقها.
أربعُ جولات إنقضت ولم نتذوق خلالها طعم كرة القدم، فالإثارة غائبة، وجذوة الحماس منطفئة، أما الأداء الفني والحضور الجماهيري المعتاد فهما في خبر كان ولم يحضرا، إذ سجلنا غيابهما على أمل تواجدهما في قادم الجولات مثلما غاب النقل التلفازي في الجوليتن الاولى والثانية وعاد في الثالثة والرابعة، أربع جولات بلا طعم ولا رائحة لكن وجدنا فيها تميز فريق الكرخ واعتلائه صدارة جدول الترتيب، وقبلها إقالة مدرب كرة السماوة، وتهديد خطي لمدرب كرة نفط ميسان الأولى لسوء النتائج والثانية لتميزها وشتان ما بين هذه وتلك.
أربع جولات والمتعة غائبة عن الجالس على المدرجات والمشاهد أمام التلفاز، لا إنتشار سليم في المستطيل الأخضر، ولا تمرير مُتقن، ولا تركيز أمام المرمى، ولا تكتيك واضح، ولا مهارات وفنون فردية، كل هذه وغيرها من أساسيات اللعبة التي نلسمها عندما نشاهد بعض الدوريات العربية المتميزة كالدوري المصري والسعودي والإماراتي والقطري، إفتقدنا وجودها في أربع جولات من منافسات دورينا المحلي حتى في تلك المباريات التي يطلق عليها مجازاً “ديربي”، ولا نعلم هل سيستمر الحال على هذا المنوال حتى في “الكلاسيكو” أم سيتغير؟ ، فالذي شاهدناه اجتهادات فردية وفوضى تكتيكية، وهنا لم نُطالب بمستويات فنية عالية كتلك التي نشاهدها في منافسات الدوريات الأوروبية، كوننا نُدرك الـ بون الشاسع بيننا وبينهم.
لكننا نتحدث عن أهمية إستمرار المباريات وتقليص الإيقافات التي تؤثر كثيراً على مستوى المسابقة، ولا يعود لها طعم ولا رائحة فتنسحب هذه السلبيات على المنتخب الوطني، والدليل التصريح الأخير للمدرب “كاتانيتش” بضعف الدوري المحلي فنياً، ما يعني أن الجميع عليه التفكير بأهمية العمل على جعل مخرجات مسابقة دوري الكرة لتكون رافداً للمنتخبات الوطنية وجاذبة للجماهير وحتى الرعاة، وهذا يتطلب العمل على وفق رؤية فنية تؤمن لنا أداءً كروياً ممتعاً يحقق الفوز والنقاط الثلاث، لأن بعضهم لا يسعى لمتعة الأداء والنتيجة، بل يخطط لجمع النقاط بعيداً عن الفن والمتعة لنيل الألقاب وهو أمر واقع وحق مشروع.
أما الإعلام فإنه شريك أساس وفاعل في النجاح والفشل، لذا فالتعامل بمنطق وواقعية بعيداً عن المبالغة في إطلاق الألقاب على اللأعبين والأندية ضرورة واجبة، لا سيما اللاعبين الذين لم يصلوا لمرحلة النضج الكروي وما زالوا في بداية الطريق فيكون سبباً في غرور بعضهم وتدني مستوياتهم، أخيراً فإن الطريق ما زال طويلاً وأمام كل فريق 15 جولة متبقية من المرحلة الأولى و34 جولة من عمر هذه المسابقة التي انقضت أربع جولات منها بلا طعم ولا رائحة وأملنا أن نشاهد مستويات تليق بحجم وبتاريخ هذه المسابقة في الجولات القادمة.