[caption id="attachment_157737" align="alignnone" width="277"]
احمد الجنديل[/caption]
في المجالس اجتهادات وتنظيرات ، وكل مجلس يتحدث عما يختلج في ذاته من قناعات ، وفي شبكات التواصل الاجتماعي كتابات وتعليقات وكل طرف يصف المرحلة المقبلة وفق ما يراه ، وفي أروقة السياسيين اجتماعات وحوارات مكثفة من أجل الخروج بحكومة تستطيع النهوض ومعالجة الازمات ، وبين دهاليز التحليل السياسي وقراءة ملامح القادم من الايام معركة بين اليأس والأمل ، بين الظلام والنور ، وكل الأطراف تلعن المحاصصة وتشجب التلاعب بمقدرات الشعب وتندد بمن يسعى للخراب ، وهناك من يلعن ويبارك في الوقت ذاته ، وهناك من يتشبث بالمحاصصة من رقبتها ويشتمها ، وهناك من يركض وراء المال العام ويطلق شعارات الحرص عليه ، ومع كل هذه المشاهد التي تدور على الساحة السياسية والشعبية لا زال الكثير ينظر الى ما يدور من نافذة الموضوعية والواقعية ، ويتعامل مع المشهد بعيدا عن لغة الاتهامات ومنطق التخوين واضعا مصلحة العراق وشعبه فوق كل اعتبار ومتجاوزا كل الهوامش التي لابد ان ترافق العملية السياسية .
ما يميز الرحلة القادمة انها تسير على سكة التفاهم الظاهر واللقاء المباشر والحوار المكشوف ، ولأن الحمل ثقيل فلابد من ظهر قوي يستطيع من دفعه على طريق الانفراج ، ولأن السنوات العجاف التي مرت علينا وما رافقها من ارهاب وفساد وضياع فلابد من ارادة قوية شجاعة تستطيع الوقوف بوجه الباطل لإلحاق الهزيمة به وكل هزيمة للباطل هو انتصار باهر لإرادة الشعب ، وما دامت الاساليب متعددة في تبرير ما حصل في المرحلة السابقة فلابد من منطق واضح يمتلك الحجة الكافية والبرهان الساطع لسد الطريق أمام كل التبريرات التي فتحت لنا أبواب الفساد والمحاصصة وجعلتنا في عين العاصفة التي أكلت الكثير من شبابنا وهدرت الكثير من اموالنا وابعدتنا عن طريق الاصلاح الشامل المطلوب .
من الكفر ان يتحول الوطن الى حقل تجارب ، ومن المعيب أن يكون الشعب مادة لهذه التجارب ، وما مرّ علينا من أزمات لابد ان يمنحنا اشارة التوقف والبدء بمرحلة تتقن لغة المحاورة والمناورة ، وتنتهج مبدأ التراحم والتخاصم ، وتجيد اساليب الجدال والقتال ، فالمرحلة التاريخية القادمة لها استحقاقاتها ومتطلباتها ، وهي ضمن مرحلة تاريخية قادمة لعموم المنطقة والعالم أجمع ولابد من الاستعداد لها اذا ما ادركنا ان الكثير من الخرائط السياسية سوف تغادر مواقعها لتحل معها خرائط سياسية جديدة وهذا شأن الحياة ، وستكون امنياتنا رغم ان السياسة لا تسير وفق بوصلة الامنيات أن تكون المرحلة القادمة فاتحة خير للعراق ولشعب العراق ، وأن يكون التاريخ قد طوى ورقة الازمات والخيبات ليفتح صفحة جديدة متوجة بالعدل والانصاف ، وأن ينبثق فجر جديدة بعد الليل الدامس الذي عانينا من ظلامه وأن تشرق شمس تمنح الضوء والدفء للجميع .
الى اللقاء .