مبارك للعراقيين .. لقد حان وقت النهوض
المشاهدات 1010
تاريخ الإضافة 2018/10/03 - 8:09 PM
آخر تحديث 2024/12/25 - 5:26 PM
[caption id="attachment_129595" align="alignnone" width="203"]
احمد الجنديل[/caption]
الحياة تزدهر بالأمل ، والشعوب تتقدم بالسعي ، والمستقبل لا يصبح مشرقاً الا اذا كانت نفوسنا مشرقة ، وشتان بين من ينظر الى ما يحدث بعدسات رمادية معتمة وبين من ينظر اليها بعدسات النقاء والصفاء والعطاء .
لسنا من دعاة القدح أو من سماسرة المدح ، لكنها كلمة يجب أن تقال وموقف لابد من الاعلان عنه ونحن نرى شبكات التواصل الاجتماعي تضج بالمواقف المتباينة حول ما تمخض عنه اجتماع البرلمان العراقي وفوز السيد برهم صالح بمنصب رئيس الجمهورية .
لقد تم انتخاب السيد برهم صالح وفقا لبنود الدستور وفي أجواء اقل ما يقال عنها انها اجواء اتسمت بالشفافية وعن طريق التصويت ، ولم تؤشر حالة سلبية تستحق النظر اليها لنضفي على المشهد الانتخابي لون السواد .
دخل السيد برهم صالح الى البرلمان مرشحا وفق المادة الدستورية وفاز بمنصب رئيس الجمهورية تحت قبة البرلمان ، ومن حقه دستوريا أن يكلف من يراه بعد التشاور بتشكيل الحكومة المقبلة وهذا ما حصل عندما قام بتكليف السيد عادل عبد المهدي بهذه المهمة .
ما حصل يبعث على الأمل بعد الانتظار الطويل ، وبعد فصول من الاجتهادات والتصريحات والتجاذبات والمواقف التي جعلت الكثير من ابناء شعب العراق في حيرة من أمرهم .
فاز السيد برهم صالح ، وقال بعد تأديته اليمين الدستورية رئيسا للجمهورية العراقية بأنه سيكون رئيسا لكل العراق وليس لفئة أو جهة معينة وملتزما بالحفاظ على وحدة العراق فما الذي نريده أكثر من هذا ونحن لا زلنا في بداية الخطوة الاولى من المشوار الطويل ؟
ان من يضع ساترا سميكا بينه وبين ما يجري على الساحة السياسية من أجل أن تكون الامور مقلوبة لديه عليه أن يدرك أن العراق جزء من منطقة تشهد صراعا عنيفا شرسا ، والمنطقة برمتها في قلب أحداق دولية ساخنة تنذر بالأخطار والتحديات وعلى مستوى الكون ، ولا أحد يستطيع التكهن بما يجري غدا نتيجة المستجدات التي يفرزها هذا الصراع الكبير ، وعلى الذين يضعون فوق رؤوسهم الطاقيات السود وينتهجون طريق التشكيك مع كل خطوة عليهم ان يعرفوا السياسة أخذ وعطاء ، لين وشدة ، صعود وهبوط ، التعامل مع الواقع دون الارتقاء الى عالم الخيال ، وأن يضعوا أمامهم خارطة الصراعات الاقليمية والعالمية ودراسة نتائجها وبعدها يمكن لهم من اطلاق ما لديهم من أقوال .
نشعر بالغبطة مما حصل ، فما حصل وصل الينا عبر القنوات الدستورية السليمة ، وكل التصريحات التي سمعناها تبعث على الاطمئنان ، ولم يكن امامنا غير الانتظار وكل امنياتنا أن نعيش في وطن لا يعرف التطرف ، يحتضن ابناءه دون تمييز ، ويعيش الجميع تحت خيمته وهم يتنعمون بالأمن والامان والاستقرار .
لا تستبقوا الاحداث ، ولا تجتهدوا في دهاليز الخيال ، فما حصل كان فاتحة خير وبركة وكلنا أمل في المزيد .
لقد راقبنا المشهد السياسي كثيرا وكتبنا عنه أكثر واجتهدنا في مساراته طويلا ، وعندما تمخض بعد كل هذا العناء والانتظار لابد ان تكون كلمتنا واضحة .
كلنا ثقة في المستقبل ، فالحياة لا تتقدم الا بهمة الشعوب وقدرتها على التغيير من أجل القفز على كل الأزمات التي عانينا منها ، فقد حان وقت النهوض .
الى اللقاء .