صباح محسن كاظم يناقش المسرح الحسيني عبر منظور الفكرة
ثقافية
أضيف بواسطة zawraa
الكاتب
المشاهدات 1227
تاريخ الإضافة 2018/09/18 - 5:39 PM
آخر تحديث 2025/02/03 - 7:57 PM
[caption id="attachment_182857" align="alignnone" width="190"]
صباح محسن كاظم يناقش المسرح الحسيني عبر منظور الفكرة[/caption]
الزوراء / علي لفته سعيد/ خاص
يسعى الكاتب والمؤرخ والناقد صباح محسن كاظم في كتابه الجديد الذي صدر مؤخرا عن دار المجتبى وحمل عنوان (الرمز والمسرح) والذي يقع بنحو 195 صفحة من القطع الكبير بحلة قشيبة بتجليده، مع المصادر، وملحق الصور، لمناقشة العروض المسرحية التي تم عرضها طوال عقود ، أو التي صدرت في كتب مسرحية تستهدف منطقة محددة من الفكر المسرحي الذي اختصت به تلك المسرحيات التاريخية ، وتحديدا المسرح الحسيني الذي بات هو الأعلى تنظيما، والأهم مهرجانا ، والأكثر عروضا لما بعد عام 2003 والتي يقول عنها “كاظم” إنها فترة الحرية وفضاءات التعبير بلا قيود بآفاق رحبة عن المسكوت عنه ، والمتجاهل، والمهمل في التاريخ العربي، رغم تأثيره البالغ بحركة التاريخ. الكتاب الجديد سيكون إضافة لما يمكن أن يحتويه من دلالات العروض على الأقل إن لم نقل انه يعد -الأول - من نوعه الذي يتناول نقدا، أو تعريفا، أو أرشفة، أو توثيقا ، لمثل هذه العروض المسرحية، وهو يؤكد ذلك في مقدمة كتابه على المسرحيات من هذا النوع التي تحتاج الى مراجعة كونها تحقق الدراية بالتحولات الثقافية، ومدى فاعلية المسرح بالتأثير بالجمهور واستقطاب المتلقي. إن هذا الكتاب الجديد، والجدّي، والذي اخذ على عاتقه مناقشة عروض من نوع خاص لها تاريخ خلال عقود من مسرحية الشرقاوي بمصر قبل اكثر من اربعة عقود وركز على مسرح ما بعد عام 2003 حيث توالت العروض والفعاليات المسرحية المتنوعة بالجامعات، وبروز مسرح التعزية، أو التشابيه ، أو المسرح الحسيني، باستلهام العبر والدروس من تلك التراجيديا التي أصبحت درسا لمعرفة كيفية تحقيق الانتصار ليس فقط في الحرب وإنما في صناعة الحياة.. حتى انه لا يخفي تأثيره وتأثره في تأليف هذا الكتاب بما قدمته العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية. ما يحسب للمؤلف انه لم يترك كتابه بمقدمة له ، أو انه يروج له بطريقته الخاصة بل جعل للمفكر الذي أخذته واقعة الطف وانتصار الحسين (ع) وكل ما رافقها ليكون واحدا من منتجي الفعل الثقافي المنتج لهذه الواقعة وهو المفكر المسيحي -انطوان بارا - الذي كتب مقدمة على شكل رسالة إلى المؤلف ذاته وهو يشد على يده في انتهاجه لهذا الكتاب الذي يقف على النصوص التي استلهمت من الرموز العظيمة كل ما أنتجته من فعل مسرحي ويضيف بارا في مقدمته ( أوقفت قلمك لإبراز شمائلها النبوية وخصالها الرسالية، وهذا لعمري هو الذخر الطيب والوديعة الفكرية والقلادة الإيمانية، التي يفتخر بها الكاتب الذي لا يتحرك قلمه الا للحق، فمن هو أجدر من اهل البيت أصحاب هذا الحق المبين).
فيما اثنت الدكتورة حسنية حريج من الاردن على الكتاب في مقدمتها مثلما اثنت على رؤى المؤلف وتوظيف المسرح بقضية جوهرية بالتاريخ العربي وهذا يحسب للكتاب والفكرة والكاتب بتقديمه للقارئ العربي.
الكتاب قسم إلى عدة فصول حيث كان الفصل الأول قد تضمن ثلاثة أبواب.. الأول وحمل عنوان (الرمز بالأدب- ورمز الحرية رمز الشهادة في الإنسانية) والثاني ( الرمز والتضحية) فيما كان الباب الثالث قد حمل عنوان (تراجيديا الطف والعروض المسرحية الجادة) مستعينا بآراء عدة مؤلفين، وباحثين ، بالمسرح من المتخصصين الأكاديميين بالساحة العربية، من خلال مؤلفاتهم التي تتعاطى مع المسرح بكل اتجاهاته، و يناقش فيه الثنائيات المختلفة في الحياة الضوء والظلام، والصراع بين الحق والباطل في ثنائية الوجود الإنساني ونهضة الإمام الحسين (ع).. ثم يقف عند الفصل الثاني الذي تضمن ثلاثة أبواب أيضا حيث أسمى الباب الاول (المسرح الحسيني من التنظير الى التطبيق ) وأسمى الباب الثاني (رمز الشهادة في ضمائر الأدباء) فيما أسمى الباب الثالث (النص المسرحي والخطاب الجمالي) حيث ناقش ما رآه من إشكالية التأصيل والهوية في مسرح التشابيه ، وآلية تطوير الأداء المسرحي في هكذا مسرح مناقشا عشرات العروض المسرحية التي اعتمدت في حيثياتها على واقعة الطف، او مسرح التشابيه او ما يمكن ان تتصل به من آلية قيمية او فكرية.. ليصل الى الفصل الثالث الذي ضم كذلك ثلاثة أبواب.. حيث كان الباب الاول (الرمز ورسالته الانسانية) والباب الثاني ( المسرح التأريخي وأهمية الرمز في العرض المسرحي) أما الباب الثالث فحمل عنوان ( الرمز الحسيني بمسرح التعزية والرسائل الجامعية) وناقش في هذه الأبواب الثلاثة التنظير للمسرح الإسلامي، وكذلك مناقشة آراء بعض الدراسات الأكاديمية وقدم عرضا لبعض الإصدارات المسرحية المختلفة التي تناولت أو كانت لها صلة بالحدث التاريخي أو العروض المسرحية الحسينية بحسب وصفه. أنه كتاب يحمل مواصفاته الخاصة، وتوجهاته أيضا التي لا تعتمد على طغيان الفكرة بقدر ما هو تأصيل لها ، لان مثل هكذا عروض مسرحية سواء منها التي قدمت على خشبة المسرح، أو إنها مؤلفة على شكل كتاب فان الأمر يحتاج إلى تعميق هذه الدلالة ليس من باب انه مسرح حسيني بل من خلال الفكرة التي تحملتها العروض المسرحية ، لان المسرح يحمل فكرة يراد لها رسالة أو يحمل رسالة فيها فكرة كبيرة وعظيمة. كتاب اتوقع ان يتناوله الجميع بشغف .لحداثة فكره، وتنوع موضوعاته، واستعانته بأهم نقاد وكتاب المسرح العربي..