رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
القاص والروائي العراقي حميد المختار في ضيافة ثقافة "الزوراء"


المشاهدات 1292
تاريخ الإضافة 2018/09/11 - 5:27 PM
آخر تحديث 2025/02/01 - 5:32 AM

الزوراء / خاص خالد مهدي الشمري بين قضبان الحقيقة وفضاء الخيال يكون للحوار نكهة خاصة ، وبين سعة التجربة وثقلها وما تمنح للقلم من ابداع يكون للحديث دهشة وتوهج . صدرت للأديب العراقي المختار مجموعة قصصية (أصوات عالية ) وأخرى ( حديقة الرخام ) كما صدرت له الروايات التالية: (ربيع الضواري) (المسالك والمهالك) (صحراء نيسابور) (علوي الهوى) (مأوى الثعبان) (أعوام الذئب) (ينابيع الليل) (حرائق ايروس). شغل منصب الامين العام لرابطة القلم الدولية ، وترأس اتحاد الادباء بعد سقوط النظام البائد ، وعضو هيئة الامناء في شبكة الاعلام العراقي ، ورئيس تحرير مجلة الشبكة العراقية ، يعمل الآن خبيرا ثقافيا في شبكة الاعلام العراقي . ثقافة الزوراء دخلت الى عالم القاص والروائي العراقي حميد المختار حول روايته ( حرائق ايروس ) وخرجت منه بهذا الحوار : * من بين العناوين الكبيرة التي تشد المتلقي نجد عنوان روايتك الاخيرة اكثر جرأة من بين الكثير من الروايات ؟ نعم لأنني تعمدت ذلك وأردت من خلاله أن انقل رسالة مفادها أن الروائي لا ينبغي أن يعتقل نفسه في زنزانة شكل واحد ولا فكرة واحدة وإنما لابد له من التنوع والانتقال الحر بين الأشكال والفنية والأفكار المتنوعة، فقد كنت اكتب الرواية التي تجنح للتصوف والعرفان وامتد هذا الأمر لأكثر من رواية وقصة قصيرة ثم قررت الانتقال من فضاء الروح إلى ملكوت الجسد وهذا ما حصل، وفضلا عن كل ذلك أردت في هذه الرواية أن أدين الحقبة السوداء للنظام السابق بكل قسوة وبسخرية مريرة. * هل لفترة الشباب ومرحلة الاعتقال ربط في روايتك الاخيرة من حيث المشاهدات والملازمة مع السجناء وقصصهم ؟ في روايتي الأخيرة حرائق ايروس كل شيء مرتبط ببعض منذ مرحلة الشباب وحتى الآن مرورا بمرحلة السجن وهذه الرواية هي من أدب السجن بامتياز لأنها تحدثت عن السجناء ويومياتهم ومعاناتهم ولكن بطريقة غرائبية وفانتازية. * عبرتم عن لغة الجسد ، هل حميد المختار كثير الكلام ام يميل الى الصمت ويجعل الجسد يتكلم كما وصفت في روايتك ؟ الكلام الكثير عادة ما يتحول إلى ثرثرة لهذا فالسرد في هذه الرواية مركز ومنوع وأحيانا يقترب من الشعر لكنه لا يعطل وظيفة السرد، الجسد هنا بحاجة الى روايات كبيرة عظيمة ، وروايتي هذه محاولة جريئة للدخول في ممالك الجسد، نعم جعلت الجسد يتكلم من خلال أعضائه التناسلية وهو خروج سافر عن العرف السائد في الرواية العراقية. * هل يميل المختار الى الفلسفة في روايته ونحن نجد في رواية ( حرائق ايروس ) رؤية فلسفية واضحة ؟ بصراحة انا لا أميل إلى الفلسفة عموما وخصوصا في كتابة الرواية، نعم قد اطرح أفكارا تقترب من الفلسفة وتحاذيها لكن لا تتوغل فيها، الرواية لها مجالاتها ومتخصصوها والرواية لها عالمها ومناخاتها حتى الفلاسفة احيانا يكتبون روايات لكنهم يكتبونها بطريقة سهلة وغير متعبة لأنهم يبثون فلسفاتهم بها وعليهم أن لا يجعلوا رواياتهم مملة وصعبة، اما انا فقد عزمت على كتابة روايات تحمل من الامتاع الشيء الكثير مع الفائدة طبعا. *هل تجد تناول النقد للرواية منصفاً على الرغم من انتشارها وزيادة عدد قرائها مؤخرا ؟ للنقاد هنا حكايات مؤسفة لأنهم لا يتابعون ما نكتب الا ما ندر حيث هناك نقاد مواظبون يتابعون ما نكتب بكل دقة لكن الأعم الأغلب بعيد عن كتاباتنا والدليل ان ما كتب عن رواية حرائق ايروس قليل جدا ربما لأنهم يتحرجون من ذكر الأعضاء التناسلية البشرية وكأنهم يخلون من تلك الأعضاء، على اية حال مازال الوقت مبكرا للكتابة عن هذه الرواية حتى وإن قطعت سنتها الأولى. * حميد المختار اسم كبير في الوسط الثقافي ولديه معجبون هل تجد الثقافة العراقية بخير اليوم ؟ نعم انا متفائل جدا بوجود ثقافة عراقية رصينة ومثقفين أكفاء ومن خلال زياراتي الأسبوعية لشارع المتنبي أجزم بأن الثقافة العراقية بخير وان الأدب وخصوصا الرواية تتطور بشكل سريع جدا وهناك أسماء جديدة اقتحمت عوالم الرواية وهناك أيضا كم رهيب من الروايات وهو ليس دليلا على الجودة ولكنه سيكون مقياسا واضحا لانجذاب الشباب للرواية وللثقافة عموما. * لو كان النظام السابق موجود في الحكم هل سوف تقدم على نشر هذه الرواية ليس من ناحية الخوف بل من ناحية الجرأة في الطرح؟ كنت مع وجود النظام السابق اكتب القصص الممنوعة والمشاكسة واقرأ البعض منها في الملتقيات القصصية فأثير حفيظة المسؤولين الحزبيين المهيمنين على مقاليد الثقافة العراقية، وأعتقد جازما أنني مررت الكثير من النصوص القصصية وكذلك روايتي ربيع الضواري التي تحمل إدانة واضحة للنظام طبعتها في مطابعهم في جريدة الثورة ثم اكتشفوها متأخرين وسحبوها من جميع المكتبات. * هل حميد المختار لازال بين القضبان ام طليق في فضاء الحرية ؟ بصراحة ورغم أن الفضاءات مفتوحة لكن احساس السجن مازال يتلبسني لأن الخطوط الحمر مازالت موجودة والتابوهات توالدت كالاميبا واقول لك بصراحة أيضا احيانا احن إلى السجن لاعود إلى الكتابة لأنني في فترة سجني السابقة كتبت خمس روايات في أربع سنين بينما أنا اليوم حر طليق ولا أستطيع الكتابة الا نادرا. * هل تجد الصحافة معرقلة لمسيرتكم الابداعية؟ يمكن للعمل في الصحافة أن ينفع الكاتب بشرط أن لا يؤثر عليه في لغة السرد ولا أن يسرق من جرف الاهتمام ووقت الكتابة لأن الصحافة عالم قائم بذاته ولها لغتها المعروفة بها لذلك اقول نعم احيانا تسرقنا وأحيانا تلهمنا أفكارا كثيرة لكنها تبقى بعيدة عن مشاريعنا السردية. * ظهرت العديد من الاسماء بعد 2003 لتعلن مجداً جديداً للرواية ، كيف تجد الرواية العراقية عربيا وعالميا ؟ بعد السقوط ظهرت أسماء كثيرة في عالم الكتابة الروائية منها السيئ ومنها الجيد والمبتكر والمبدع ، وظهرت روايات حصدت جوائز عربية وعالمية وهذا دليل على أن الرواية العراقية تسير في طريقها الصحيح لكن ان تصبح كتابة الرواية موضة وعدوى بين الشباب وبعض السذج فهذا أمر غير مقبول وعلى العموم نستطيع أن نستخرج من هذا الكم الهائل من الروايات بضع روايات نفتخر بها لأننا بكل صراحة نعيش في العراق الآن عصر الرواية. * بعد رواية صحراء نيسابورو حرائق ايروس هل هناك جديد يضاف للكم الكبير من الابداع وهل ردود الافعال اتجاه حرائق ايروس حافزا للرواية الجديدة ؟ بعد الكثير من الروايات التي كتبتها وآخرها حرائق ايروس اعكف الان على كتابة الجزء الثاني منها وعنوانه مخطوطة تابو وهي فاتحة الهجوم الكاسح على زماننا الذي نعيشه الان عن السياسيين الفاسدين والأحزاب المتآمرة على العراق وشعبه عن كل سلبيات العهد الديمقراطي الذي نعيشه والذي دفعنا لأجله اثمانا فادحة من دماء شبابنا وثرواتنا وكله بسبب هؤلاء السياسيين الذين اوصلوا العراق إلى الحضيض واكملوا الطريق الذي عجز صدام عن تنفيذه، هذه الرواية كسرت كل المحرمات وهي بذلك قد تفتح لي اكثر من جبهة للحرب لكنني مؤمن بأنني طالما اكتب الحقيقة إذن فعلي أن ادفع ثمن ذلك وهذا ليس مستغربا فقد دفعت من قبل ثمنا كبيرا وانا احارب النظام الدكتاتوري بكل ما املك وقد جندت الان نفسي لمحاربة هؤلاء المفسدين .

تابعنا على
تصميم وتطوير