رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
مقاطعة الانتخابات في كردستان أفضل الخيارات


المشاهدات 1207
تاريخ الإضافة 2018/08/04 - 5:00 PM
آخر تحديث 2025/07/02 - 8:59 AM

[caption id="attachment_39216" align="aligncenter" width="300"]عماد علي - كاتب عراقي عماد علي - كاتب عراقي[/caption] المقاطعة افضل وسيلة لتحقيق الهدف في المدى البعيد على الاكثر. ربما يقول البعض هذا قرار لمصلحة السلطة الكردستانية في الوقت الحاضر لانهم لهم اصواتهم و المقاطعة تكون من قبل المترددين و الاصوات غير المقررة لاخر لحظة، و ربما قد يصح هذا ايضا من حيث المرحلة وما فيها وما يمكن ان يحصل، و لكن دعنا نناقش هذا من جميع جوانبه والاهم للشعب هو بيان البديل الافضل من بين الخيارات التي يمكن ان يتبعها المواطن المغلوب على امره. ان الاحزاب جميعها المتمثلة بالسلطة وما يسمون انفسهم بالمعارضة ايضا والذين في حقيقتهم ليسوا الا توابع السلطة واكثر ادعاءاتهم نابعة من اهداف شعبوية ضيقة فقط لا صلة لها بجوهر اماني الشعب، نعم جميعهم قاطبة على الرغم من عكس مايعلنونه وبالاخص ما يسمون بالمعارضة، و هم ياملون المشاركة الضعيفة للناخبين من اجل تثبيت فوزهم واضافته الى ما كانوا عليه دون اي تغيير ينتظر. لماذا افضل خيار هو المقاطعة، وما هي الدوافع و الاهداف؟ الاكثرية على يقين بان هذه الاحزاب لا يهمهم الا مصلحتهم فقط ويصارعون فيما بينهم من اجل اهداف ضيقة لمجموعة مسيطرة والكتل المنتشرة وفق تنافس حسب المحسوبية و المنسوبية الداخلية الحزبية والحكومية التي ليست بافضل من الاحزاب، بل الاحرى انها تحت رحمة و سلطة الاحزاب وفي خدمتها. و من هذا المنطلق، لو كانت المشاركة كبيرة ما هي الاحتمالات المتوقعة للنتائج، او المشاركة القليلة كيف تكون و هم المنتفعون من اي نتيجة كانت. المشاركة الكبيرة ربما يمكن ان تفيد الاحزاب المدعية بمعارضتها ولكنها لم تثبت بانها معارضة حقيقية و هي متذبذبة و تابعة و ما يهمهما الامتيازات و المناصب والمشاركة في السلطة دون ان يكون لها بديل مستقل نابع من ذاتهم وما يهدفون، و هذا لا يعود بالمنفعة للشعب، و عليه لا يمكن الحساب له بشكل عام. و به لا يمكن ان ننتظر التغيير الا اننا ربما نلمس التحويل و تبدل المواقع و الوجوه فقط بشكل واخر. وبه لا يمكن ان ننتظر الخير للشعب كما جربنا خلال هذه السنين التي يحكمون كردستان. و عليه لا يمكن الوثوق باي منهم كما هو حال الحزبين و السلطة الكردستانية بشكل عام. مادامت المشاركة الكبيرة لا تقع لصالح الشعب في النهاية فالبديل الواقعي هو المقاطعة، اي عدم المشاركة سوف يؤدي الى تمخض الحالة و بناء روح المعارضة الحقيقية من داخل الشعب بعيدا عن التنظيمات القابلة للبيع والشراء، وهذا ما يؤدي الى ان نعتقد بانها نار هادئة مستعرة معدة و مستعدة لفعل ما في اية لحظة لتحقيق الهدف العام، والاهم لما نفكر بانه الافضل، لا يمكن لهذه الاحزاب ان تقدم عليه او تفعل ما يمكن ان ننتظر منها، و من يدعون التغيير و هم الذين استغلوا الشعب باسم المعارضة خلال كل تلك السنين و لم ينتجوا شيئا سوى ترسيخ جذور السلطة الفاسدة سواء نتيجة عدم اتقانها للعبة او لتركيبتها المماثلة لاحزاب السلطة، والمعلوم انها ولدت من ارحامهم، وهذا ما فرض فقد الثقة بهم لانهم ابناء لتلك الام. اي بناء راي عام وتكوين توافق عفوي شعبي عام، ويتم توضيح الامور بتمييز الناخب المقاطع عن المصوت وسوف يبرز احساس وطني عام ويبني تنظيما شعبيا داخليا من تلقاء نفسه، و المعلوم انهم الاكثرية الساحقة و ستكون الايدي الصارمة للعمل المشترك وولادة بديل شعبي بشكل ما. ان الخطوة الاولى لعملية التغيير المنشودة من الداخل الكردستاني تبدا من المقاطعة وستكون النسبة خيالية كما يعتقد الكثيرون، و لا يمكن ان تبقى السلطة و الاحزاب جميعا مطمئنة من نفسها و على نفسها، و عليه عند الخطوات الاولى ستقوم بتحركات من اجل البقاء خوفا و تقع لصالح الشعب، انها تدرك لو بقيت على ما هي عليه سوف يجرفه ما يتمخض عن المقاطعين على الساحة السياسية و الاجتماعية . سيكون التغيير قادم و ليس هناك اي بديل لهذا الهدف والعمل السلس السلمي المفيد. فالى المقاطعة من اجل المعارضة الحقيقية و التغيير المنشود. ان النسبة الضئيلة للمشاركين في الانتخابات العراقية دفعت الجماهير بشكل غير مباشر الى ما تقوم به الان من النضال السلمي مما يشبه الانتفاضة للمناطق التي استنتهضت لاول مرة منذ سقوط الدكتاتورية.

تابعنا على
تصميم وتطوير