رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
هؤلاء رفضوا «نوبل للآداب»


المشاهدات 1148
تاريخ الإضافة 2018/07/31 - 5:09 PM
آخر تحديث 2024/05/07 - 11:07 AM

ثقافة الزوراء الحصول على جائزة نوبل للآداب حلم يراود كل أديب او كاتب أو مفكر في أركان المعمورة الأربعة، إنها جائزة مرموقة في العالم، وتفتح أمام الفائز بها أبواب النعيم الأدبي، لكن على مر تاريخ الجائزة ثلاث حالات منح اصحابها الجائزة لكنهم رفضوها. جورج برنارد شو أول من فعلها هو الأديب الايرلندي الساخر جورج برنارد شو 1856 – 1950 الذي يعتبر أحد أهم الاقلام الأدبية في النصف الثاني من القرن الـ19 والنصف الأول من القرن الـ20. كتب شو بقلمه الساخر أكثر من ستين مسرحية قُدم أكثرها على المسرح، وتحول إلى رائد ورمز مسرحي كبير، وصنف في المرتبة الثانية بين أهم كتاب المسرح بعد شكسبير، برنارد شو هو الأديب الوحيد الذي حصل على جائزة نوبل في الآداب 1925، وجائزة الأوسكار عن افضل سيناريو عن مسرحيته «بغماليون» عام 1938. في عام 1925 منحت جائزة نوبل في الآداب لبرنارد شو، وكانت المفاجأة أن الكاتب الساخر رفض الجائزة يومها، وقال مقولته الشهيرة «هذه الجائزة أشبه بطوق نجاة يلقى به إلى شخص وصل فعلا بر الأمان ولم يعد عليه من خطر»، لم يكتف شو بذلك بل سخر وقتها من مؤسس الجائزة وصانع الديناميت «ألفريد نوبل»، حيث قال «إنني أغفر لنوبل أنه اخترع الديناميت ولكنني لا أغفر له أنه أنشأ جائزة نوبل». كان نظام منح الجائزة ينص على الاحتفاظ بالجائزة لمن فاز بها للعام التالي، وفي العام التالي 1926 قبل برنارد شو الجائزة بعد أن اقنعته زوجته أنها شرف لإيرلندا، لكنه ظل مصمما على رفض الحصول على قيمة الجائزة المادية، وطلب أن تستخدم في ترجمة اعمال زميله الكاتب المسرحي «أوغست ستريندبرغ» من السويدية إلى الإنكليزية. بوريس باسترناك الكاتب الثاني الذي رفض جائزة نوبل للآداب هو الروائي والشاعر الروسي بوريس باسترناك 1890 – 1960 اشتهر في بلاده كشاعر مرموق، لكنه حقق شهرة واسعة في الغرب عن طريق روايته الملحمية الشهيرة «دكتور زيفاغو» التي تتناول السنوات الدموية في روسيا بين عامي 1903 و1929. وبسبب الرقابة الحديدية في الاتحاد السوفيتي وقتها لم يجد ناشرا يوافق على نشر الرواية، فقام بتهريبها عبر الحدود إلى إيطاليا ونشرت عام 1957، وحققت أصداء إيجابية في الغرب وسلبية في الاتحاد السوفيتي وصلت للمطالبة بطرده من البلاد، وظلت الرواية ممنوعة في الاتحاد السوفيتي حتى وصول الرئيس السابق غورباتشوف للسلطة عام 1987 فسمح بنشرها. في العام 1958 منح باسترناك جائزة نوبل في الآداب، لكنها رفضها بعد الضغوط التي تعرض لها من النظام الحديدي في بلاده بعدم عودته للبلاد مرة أخرى إن سافر لتسلم الجائزة، فبعث برسالة إلى رئيس الوزراء خروتشوف يعلن فيها عن رفضه الجائزة، وقال «ترك الوطن يساوي الموت بالنسبة لي». بعدها بعامين فقط توفي باسترناك ولم يحضر جنازته سوى قليل من أصدقائه، وتحولت روايته عام 1965 إلى فيلم سينمائي شهير أدى دور زيفاغو فيه الممثل الراحل عمر الشريف. جان بول سارتر الكاتب الثالث في قائمة الرافضين لجائزة نوبل للآداب الفيلسوف والكاتب الفرنسي جان بول سارتر 1905 – 1980 وكان سارتر وقتها زعيما للمدرسة الوجودية في الفلسفة وكاتبا غزير الإنتاج، حيث كتب العديد من الكتب الفلسفية المهمة مثل «الوجود والعدم» و«الوجودية»، كما أصدر عدة روايات ومسرحيات. في عام 1964 منحت جائزة نوبل في الآداب لسارتر، وجاء في حيثيات منحه الجائزة «لأعماله الثرية المملوءة بالأفكار وبروح الحرية والبحث عن الحقيقية التي تترك تأثيرا بعيد المدى على عصرنا»، لكن سارتر رفض الجائزة موضحا أن قراره شخصي وموضوعي ويتسق مع معتقداته وأفكاره الوجودية. كان سارتر ضد المؤسسة وقد وجه طوال تاريخه نقدا لاذعا لكل أشكال المؤسسات، كما كان سارتر يرى أن على الكاتب ألا يسمح لنفسه بأن يتحول إلى مؤسسة، كما رفض الحصول على المال وقال انه لا يمكن أن يتخلى عن مبادئه مقابل المال.

تابعنا على
تصميم وتطوير