من ذاكرة الإذاعة والتلفزيون: حصل على جائزة أفضل مخرج للموسم المسرحي عام 1973... "الزوراء" تستذكر الفنان بدري حسون فريد عملاق النسر وعيون المدينة ورحلته مع المسرح العراقي
المشاهدات 1009
تاريخ الإضافة 2018/07/16 - 5:55 PM
آخر تحديث 2025/05/02 - 5:30 PM
[caption id="attachment_171868" align="aligncenter" width="225"]

من ذاكرة الإذاعة والتلفزيون: حصل على جائزة أفضل مخرج للموسم المسرحي عام 1973... "الزوراء" تستذكر الفنان بدري حسون فريد عملاق النسر وعيون المدينة ورحلته مع المسرح العراقي[/caption]
كتابة – جمال الشرقي
عندما تستذكر جريدة الزوراء الغراء اليوم الفنان العراقي العملاق بدري حسون فريد فانها تنطلق من سعيها الكبير واهتمامها بالتراث الفني العراقي فبدري حسون هو الفنان الذي يقع في الصف الاول ان لم يكن هو الاول في ركب الفنانين العراقيين الكبار رحمة الله على روحه .
وذاكرة الاذاعة والتلفزيون التي استذكرت عددا كبيرا من هذا الرعيل ايماننا منها ان الاذاعة والتلفزيون هي المنفذ الاول الذي انطلقت منه جميع الاعمال الفنية التي اداها مبدعو العراق عسى ان نكون قد شاركنا بجزء كبير من الحفاظ على تراثنا العراقي الكبير .
ولادته
ولد الفنان بدري حسون فريد في مدينة كربلاء عام 1927 أنهى دراسته الابتدائية والثانوية في مدينة كربلاء دخل معهد الفنون الجميلة قسم الفنون المسرحية عام 1950 وتخرج منه في عام 1955 ليحصل على الدبلوم والأول على دورته. حصل على بعثة دراسية لدراسة المسرح في معهد (كودمان ثيتر) في مدينة شيكاغو الأميركية للفترة (1962 – 1965) ليحصل على البكالوريوس والماجستير بتفوق. غادر العراق في نهاية عام 1995م مستقرا في المغرب حيث عمل مدرسا لمادة التمثيل في جامعة الرباط حتى عودته إلى الوطن عام 2010. في الخامس من شهر تشرين الأول من عام 2010 عاد إلى العراق ودخل في غيبوبه نتيجه لجلطة دماغية عام2017.
أعماله الفنية
أخرج في أميركا مسرحية الشارع الملكي تأليف تنسي وليامز على مسرح الاستوديو في معهد كودمان ثيتر وهي من متطلبات نيل شهادة الماجستير في الإخراج المسرحي عام 1965. عندما عاد إلى الوطن عمل مدرسا في معهد الفنون الجميلة / قسم المسرح ببغداد عام 1966. أخرج للمسرح بعد عودته للعراق مسرحية عدو الشعب لـ (ابسن) على مسرح معهد الفنون الجميلة ببغداد عام 1967. أخرج مسرحية الساعة الأخيرة تأليف ميخائيل سيبستيان لفرقة المسرح الشعبي عام 1969. أخرج مسرحية بيت أبو كمال لفرقة المسرح الشعبي وهي من تأليفه وعرضت على المسرح القومي ببغداد عام 1969. أخرج مسرحية الحصار تأليف عادل كاظم وقدمت على المسرح القومي عام 1971 ومثلت العراق لأول مرة في مهرجان دمشق المسرحي وعرضت على مسرح الحمراء يومي 16 و17 نيسان عام 1971. أخرج مسرحية مركب بلا صياد تأليف أليخاندرو كاسونا لأكاديمية الفنون الجميلة ببغداد، وعرضت على المسرح التجريبي عام 1973. أخرج مسرحية بطاقة دخول إلى الخيمة تأليف عبد الأمير معلة وإنتاج فرقة المسرح الوطني وعرضت على المسرح القومي عام 1974. أخرج مسرحية الجرة المحطمة تأليف هاينرش فون كلايست إنتاج أكاديمية الفنون الجميلة وعرضت على المسرح التجريبي عام 1975. أخرج مسرحية جسر ارتا تأليف هرمان هسه تقديم الفرقة القومية للتمثيل عام 1985. أخرج مسرحية هوراس تأليف بيير كورنيه وقدمتها الفرقة القومية للتمثيل وعرضت على مسرح الرشيد عام 1987. كتب وأخرج مسرحية الحاجز قدمتها أكاديمية الفنون الجميلة وعرضت على قاعة حقي الشبلي عام 1993. كتب واخرج مسرحية خطوة من الف خطوة قدمتها أكاديمية الفنون الجميلة وعرضت على قاعة حقي الشبلي عام 1994. أعد مسرحية الردهة عن قصة أنطوان تشيخوف الشهيرة ردهة رقم 6 وأخرجها وقد انتجت من قبل أكاديمية الفنون الجميلة وعرضت على قاعة حقي الشبلي عام 1995. قدم في المنفى مونودراما المصطبة ممثلا وهي من تأليف وإخراج جواد الاسدي وعرضت في كل من بيروت والرباط. مثل في العديد من الاعمال المسرحية وكان أشهر دور له في مسرحية الطوفان تأليف عادل كاظم وإخراج إبراهيم جلال عندما قام بدور الكاهن آنام وعرضت المسرحية في مهرجان دمشق الثالث عام 1973. كتب العديد من المسرحيات للمسرح العراقي كان اشهرها مسرحية نشيد الأرض ومسرحية بيت أبو كمال. كما ألف مسرحيات عديدة أخرى نذكر منها الحاجز وخطوة من الف خطوة والجائزة. مثل في العديد من الأفلام السينمائية منها ارحموني ونبوخذ نصر والقادسية وبابل حبيبتي والعاشق.
الجوائز
كثيرة هي الجوائز التي حصل عليها راحلنا ولكن سنوجز ابرزها ، لقد حصلت مسرحيته الحصار التي أخرجها على جائزة أفضل إنتاج متكامل عام 1971. حصل على جائزة أفضل مخرج للموسم المسرحي عام 1973 عن إخراجه لمسرحية مركب بلا صياد. حصل على جائزة أفضل ممثل مسرحي للموسم المسرحي 1974 عن دوره في مسرحية الطوفان الكاهن آنام. حصلت مسرحيته الردهة لأفضل إخراج في وزارة الثقافة عام 1995.
كتاباته وتشخيصه للمسرح العراقي
شخص الفنان الكبير بدري حسون فريد الكثير من حالات الفن العراقي والنواقص التي يجب ان تتوافر في المسرح وفي الممثل وفي النصوص المسرحية ففي مقالة واسعة استطاع من خلالها ان يشخص عدم توافر بعض المتطلبات والشروط المطلوب توافرها فقال في مقال حول غياب عنصري الطراوة والمتعة في المسرح العراقي قال فيه :-
غياب عنصري الطراوة والمتعة في المسرح العراقي، منذ زمن بعيد ، يشغلني امر غياب الطراوة والمتعة في المسرح العراقي ، وكثيرا ما كنت ادرس العروض المسرحية التي تقدم بشيء من التمحيص ، خاصة عندما لا اجد صدى لتلك الانتاجات المسرحية في نفسي ، واقارنها بتلك الانتاجات – وهي قليلة – التي اجد فيها المتعة والاثارة والاندهاش .
وكأي محلل ، او عالم كيميائي ، يجعل مادته تحت المجهر ، أو يفرز خواصها، ويدرس علاتها بدقة وعناية وصبر ، من خلال فحص دقيق ، واجراء عدد من التحليلات والاختبارات ، حاولت ان اعثر على اسباب غياب عنصري الطراوة والمتعة في مسرحنا العراقي .
اولا – النص المسرحي
ان النص المسرحي ، المادة الخام الاولى في العملية الانتاجية الابداعية في المسرح، اذا لم تتوفر فيه اولا الطراوة والمتعة والاندهاش ، من حيث طرح الفكرة ، ومعالجتها ، واسلوب بنائها ، وكتابة حوارها ، وتقديم شخوصها ، ثم ادخال تلك الشخوص في دائرة الصراع الذكي المطلوب ، فان اول تركة مثقلة بالمتاعب، وخالية من الطراوة والمتعة ، قد يحصل عليها فريق العمل المسرحي الانتاجي منذ البداية ، اي منذ بداية اختيار ذلك النص .
ان اكثر النصوص المحلية والعربية والعالمية المختارة والمقدمة في العقد الاخير من عمر مسرحنا العراقي ، كانت تفتقر الى مقومات أساسية مطلوبة في النص المسرحي الناجح المؤثر ، رغم ان الاختيار لتلك النصوص – كما اعرف – قد جاء بالدرجة الاولى للفكرة الجيدة الملتزمة التي يزخر بها النص المسرحي المختار والمقدم على مسرحنا ، وهذا أمر جيد ورائع ، ويمتاز به مسرحنا العراقي الملتزم بخصوصية نادرة تقريبا منذ بداية تكوينه في العشرينات حتى يومنا هذا .
ولكن ... كم يكون جميلا ورائعا وجيدا ان نستطيع ايصال الافكار الجيدة من خلال تسهيلات فنية وتقنية الى الجمهور، من خلال كتابة النص اولا ، اي ان النص يحتوي على الفكرة الجيدة ، ويكتب باسلوب درامي فذ ، مؤثر وممتع مثير ايضا . غير اننا مع الاسف كنا نرصد الفكرة الجيدة الملتزمة ، بدون ان تقدم كتابة ، من خلال تكنيك جيد ، والتقنية الضعيفة والهزيلة ، تطرد المتعة والطراوة في النص المسرحي ، وهو ما يزال سطورا على الورق.
ثانيا : الاداء المسرحي
انني اعتقد ان الاداء المسرحي لاغلب الممثلين والممثلات عندنا يفتقر في قيمته الفنية الى الامور التالية والتي تشكل بدورها سببا في غياب عنصري الطراوة والمتعة في مجمل العملية الانتاجية الابداعية في المسرح .
1.عدم توفر الاصوات المسرحية الجميلة المعبرة المقتدرة على التوصيل والتأثير بين (المتلقي) و(الممثل) و(المتلقي) و(المتفرج) . وعند انحسار مثل هذه الاصوات المسرحية المطلوبة في اي انتاج مسرحي ، يتخدش الانتاج المسرحي في توصيل الفكرة من خلال (الحوار المنطوق) الذي يفرزه صوت بشري . ونتيجة لذلك تضعف دائرة العلاقات بين الشخصيات المسرحية ، ويبهت الصراع وتضيع الازمات وتتلاشى العقد الصغيرة والكبيرة ، نظرا لان الفعل المسرحي يعتمد بالدرجة الاولى على (الكلمة المنطوقة) نثرا او شعرا . فاذا كانت الكلمة المنطوقة تخرج بولادة عسيرة وهي شبه ميتة من اجهزة النطق لدى الممثل او الممثلة ، فاننا يجب ان نتوقع بان التوصيل لتلك الولادة العسيرة ستكون صعبة وعسيرة ايضا بالنسبة الى المتلقي (الجمهور) مما يفقد العملية الفنية عنصري المتعة والطراوة دون شك .
2-عدم توفر الإلقاء الجيد عند الممثلين والممثلات في مسرحنا العراقي . لا اريد في هذا المجال ان اورد معلومات وحيثيات اكاديمية لكي ادلل بما اريد ان اطرح من رأي . ولكني اود ان اؤكد نقطة مهمة ، انه حتى وان توفر صوت جيد – كمادة خام – لدى الممثل ، فان امكانية استغلال ذلك الصوت بمهارة فنية (تكنيك) مطلوب ومهم في عملية (التصويت) الفني .. اي في عملية ايصال (الكلمة المنطوقة) من على خشبة المسرح الى الجمهور بشكل جميل وممتع ومثير .
هذا بالاضافة الى ان يمكن الممثل لاساليب الالقاء المختلفة .. اي امتلاكه (المهارات الفنية) في الاداء لطرز مسرحية مختلفة ، تعطي للممثل القدرات التعبيرية في الاداء المتجانس مع طراز المسرحية المحلية والعربية والعالمية .. فالالقاء الكلاسيكي غير الالقاء الرومانسي : والالقاء الواقعي غير الالقاء الطبيعي او الرمزي .. الخ . ومما لا شك فيه ان (الكلمة المنطوقة) من قبل الممثل الذي يمتلك الصوت الجميل المعبر وبمهارة فنية متمكنة ، بحيث يتوفر الجرس الموسيقي في الكلمة ، وتكون مخارج الحروف واضحة وسليمة وبلورية في الحوار الدائر بين الشخوص، مشحونا بتوهج متعادل مع الموقف والشخصية ، ويمكن ان نقول ان المتفرج سيجد المصاعب في مسايرة الممثل في حواره ، وستضيع الفكرة ، ويتيه المشاهد ، ويتساءل مع نفسه : كيف يتكلم هؤلاء ؟ .. ماذا يقولون ، وبأية لغة يتكلمون؟
ومن هنا جاءت الفكرة يوما بعد يوم، والتي بدأت تتوضح لدينا في الوسط المسرحي عموما في قطرنا العراقي ، بأن قلائل من ممثلينا يمتلكون العافية والقدرة في الصوت والالقاء المميز . ولكن هذه القلة – رغم ندرتها – لا يمكن ان تمحو الظاهرة الشائعة عند الممثل العراقي الذي يفتقر الى الخصائص التي ذكرتها انفا .
وطالما ان الفريق الانتاجي – مجموعة الممثلين – يشكلون حلقة اساسية في العملية الانتاجية المسرحية ، وهم يفتقرون – في الغالب – الى الصوت الجيد والالقاء المميز ، فكيف يمكن ان تصل المتعة والطراوة الى الجمهور ، وهو لا يفهم ما الذي يقوله الممثل.
3-عدم توفر المرونة واللياقة الجسمانية التعبيرية ان عدم توفر المرونة واللياقة الجسدية عند الممثل العراقي – في الغالب – بجعل من جسده خشبة صلبة لا تستطيع ان تلبى جسديا وتعبيريا ، لاية مشاعر داخلية كانت ام خارجية. ان الجسم يعبر تماما عن الشخصية والموقف مثل الصوت والالقاء واحيانا يرسم خطوطا تعبيرية للشخصية اكثر من اي تعبير يمتلكه الممثل . فاذا كان جسم الممثل (متخشبا) اي انه غير مرن ولا يستطيع التعبير الجسماني المطلوب فنيا ، فان الكلمة المنطوقة لوحدها لا تستطيع ان توصل الشخصية وافكارها واحاسيسها الى الجمهور .. وبالتالي فان اية متعة وطراوة لسوف لا تتوفر في العملية التجسدية التمثيلية في اي انتاج مسرحي .
ان اشارة بليغة من اصبع ممثل ، وان اي تعبير جسماني له – مدروس فنيا – في سكون تام ، او حركة او في صراع ، تعطي احيانا مدلولات فنية وفلسفية ، فكرية، تعبيرية ، جمالية كبيرة ، في مجمل العملية التجسدية للشخصية الدرامية .
وان الجسم المعبر المرن المتوازن يستطيع ان يوصل احاسيس وجوهر الشخصية وابعادها بطراوة وبمتعة كبيرتين .
بدري حسون فريد يحلل ما جاء بكتابه قصتي مع المسرح
لم يقتصر الفنان الكبير بدري حسون فريد في كتاباته عن المسرح العراقي وما يجب توفره فيه بل حاول في الكثير من اجاباته خلال حياته ان يحلل واقعه ومسيرته مع الفن خلال سني نشاطه ولهذا فهو يقول في كتابه ( قصتي مع المسرح )
لقد كتبت ألف صفحة ، معززة بالوثائق والصور بداية من 1/1/1995 إلى 5 تموز من العام ذاته وقد كنت أعمل ليليا بين ثلاث إلى أربع ساعات بعد أن يخلد جميع أفراد العائلة إلى النوم . وطبعا أنا لدي حس في الأرشفة . ولكل جزء من المراحل الثلاثة كنت أخصص الصور والوثائق الخاصة به . بالإضافة إلى ما كتبته الصحف عن الأعمال المسرحية منذ المرحلة التي سبقت دخولي إلى معهد الفنون الجميلة ، عندما كنت أعمل مع الفنان جعفر السعدي في الفرقة الشعبية للتمثيل . المهم أن عدد الأجزاء هو ثلاثة ، الأول منها وهو يبدأ منذ مرحلة الطفولة إلى حين حملت حقيبتي وسافرت إلى أميركا للدراسة على نفقة وزارة المعارف – كما كانت تسمى آنذاك - . الجزء الثاني يبدأ من رجوعي إلى أميركا والمتاعب والمشاكل التي مررت بها في البداية حيث لم تكن لدي معرفة في الحياة في أميركا ، وقد كان خير عون لي هو الأستاذ المرحوم إبراهيم جلال الذي سبقني إلى الدراسة في هناك في معهد كودمان ثييتر ، حيث أخذ بيدي ، وقال لي : « انس يا بدري ما كان بيننا في بغداد . وقد سمعت عنك الكثير ، سواء في التلفزيون أو المسرح أو السينما. والآن أنت أتيت إلى هنا . وأنا أعرف كم أنت شغوف إلى أن تتعلم « وكان الرجل معي في كل شيء . وعلمني أشياء كثيرة لا يمكن أن تنسى أبدا . قال : أنا وقعت في أخطاء كثيرة ، وتأخرت في دراستي ، وأرجوك يا بدري ألا تقع في تلك الأخطاء . وأنا متأكد من أنك لن تقع فيها. « ومرت السنوات .. وتتلمذت على يد أساتذة كبار ، وأستطيع أن أقول عنهم أنهم جهابذة المسرح الأميركي ، مثل الدكتور جون رايخ ، وعملت مع الفنانة ليليان كيش .. أعظم ممثلة في أميركا خلال مرحلة السينما الصامتة ، كما عملت مع كورنافسكي عميد المسرح الانكليزي وكثير كثير من الممثلات والممثلين .هؤلاء جميعا ، وغيرهم كان معظمهم ضيوف شرف ، حسب النظام الذي كان معمولا به في المعهد حيث كان يخصص ضيف لكل عمل مسرحي ، سواء كانوا من أميركا أو من خارجها . ففي مسرحية «المليونيرة» لبرنارد شو التي كنت بطلها، وهي من اخراج جون رايخ ، أتى بممثلة كبيرة جدا من لندن و موجود اسمها في الكتاب . وأيضا لمعهد كودمان فضيلة كبيرة وهي أنه لا يعتمد فقط على الأساتذة الموجودين ، وهم أساتذة كبار ، وانما يأتون في كل سنة بفرقة مسرحية معروفة عالميا . مثل فرقة « الكوميدي فرانسيز» من فرنسا ، والفرقة الملكية في انكلترا ، وفرقة « موسكو آرت ثييتر» فرقة مسرح موسكو الفني .. يأتون ويقدمون عروضهم ، والطلبة ينهلون من مشارب العلوم ومن التجارب المسرحية ليس من أميركا فقط بل من بلدان العالم كافة . هذا ما يتعلق بالجزء الثاني . ويبدو أنهم في الطباعة أدخلوا فصولا من الجزء الثالث إلى الجزء الثاني. فهناك عروض مسرحية قدمتها بعد عودتي من أميركا كان من المفروض أن تكون ضمن الجزء الثالث ، إلا أني فوجئت بها منشورة في الجزء الثاني. وبقيت حوالي العشرة مسرحيات في الجزء الثالث الذي ينتظر صدوره قريبا . هذا بالإضافة إلى أن الوثائق الخاصة بكل جزء جمعت كلها في الجزء الثالث .
نظرية لاساك في فكر بدري حسون فريد
حاول الفنان فريد ان يستفيد من هذه النظرية العالمية ويوظفها في اعماله في العراق وفي المسرح العالمي ولهذا فهو يقول في الكثير من تصريحاته :-
الحقيقة لا بد أن تقال. وهي أن أستاذي إبراهيم جلال قال لي «يا بدري هناك نظرية حديثة ظهرت في أميركا من قبل» لاساك «في تربية الصوت وفن الإلقاء وأنا لظروف عديدة لم أستطع أن أحضر كل الدروس ، ولست ملمّا بقواعدها»، ويبدو أن الأستاذة مسز بارت ، تلميذة لاساك ، قالت لأبراهيم جلال: «ان رجعت الى العراق أرجوك لا تدس أنفك في مادة الصوت والإلقاء لأنك لم تدرسها بشكل جيد». وقد حفزني كل من ابراهيم جلال ومسز بارت على الاهتمام بهذا المجال ، خصوصا أن السفارة العراقية في واشنطن كانت قد أرسلت مبالغ لأن تقوم تلك الأستاذة بتدريسي في الصيف. وهذا يعني أنني أدرس خلال السنة الدراسية بأكملها ، ثم أواصل دراستي صيفا في شقة الأستاذة ، واستمر هذا على مدى أربع سنوات . ولذلك فأهم شيء تمكنت منه بشكل جيد ، سواء في التمثيل أو الخطابة أو قراءة الشعر ، هو دراستي نظرية لاساك في فن الالقاء . علما ، وأقول بصراحة فأنا أولا وأخيرا ممثل . وفي الدرجة الثانية أنا مخرج. وأصبح التمثيل والإخراج صنوين متلازمين الواحد للآخر .
كيف كان فريد يرى مستقبل المسرح التقدمي
منذ تأسيس فرقة مسرح الطليعة بعد ثورة 14 تموز، حاول الفنان بدري حسون ان يشخص دور فرقة مسرح الطليعة بعد ثورة 14 تموز وان يشخص واقع المسرح العراقي حينها فيقول :-
المسرح العراقي له شجون .. فكل الوفود المسرحية التي زارت العراق من المغرب من تونس من الخليج ، وشاهدوا أعراس بغداد الفنية ، وشاهدوا أعراس المسرح العراقي . كانوا يقولون إن المسرح العراقي في طليعة المسرح العربي . حتى أن الفرقة القومية للتمثيل ، عندما قدمت مسرحية «البيك والسايق» في القاهرة ، وقد أعدت عن مسرحية «السيد بونتيلا وخادمة ماتي» و عرّقها صادق الصائغ ، نشرت مجلة «آخر ساعة» رسما كاريكاتوريا يتضمن ساعة متوقفة بتعليق يقول : اصحَ يا أيها المسرح المصري . بمعنى أن العراقيين عندما قدموا عرضا بهذه الجودة على المصريين أن يصحوا ويقدموا عرضا بمستواه . وكل العروض التي قدمت ، سواء من قبل الفرقة القومية ، أو فرقة المسرح الفني الحديث ، أو فرقة المسرح الشعبي ، أو فرقة مسرح اليوم ، واتحاد الفنانين .. كلها كانت تتلمس الخير للمسرح العراقي
وفاته رحمة الله عليه
لم تكن وفاة فناننا الكبير حدثا عاديا بل كانت خسارة للفن العراقي، ذلك الفنان الذي وعد النسر وعيون المدينة ورحلته الطويلة المشرفة .
رحل الفنان العراقي الكبير، بدري حسون فريد، عن عمر ناهز الـ 94 عاما، بعد صراع طويل مع المرض. وذكرت الاوساط الاعلامية العراقية ان الفنان توفي في اربيل في منزله الكائن بمنطقة عين كاوه في أربيل بعد صراع طويل مع المرض عن عمر 94 عاما بعد ان تعرض آخر مرة لجلطة دماغية .