[caption id="attachment_103308" align="aligncenter" width="300"]
أحمد الجنديل[/caption]
ما زال البعض ينظر الى ما يجري وفق الرؤية التي كانت سائدة في العصور السحيقة ، يضع الأمور على سكة واحدة ، ويدفع رأسه الى طريق واحد دون أن يعلم ان الكثير من قواعد اللعبة السياسية قد تغيرت وأن الكثير من اللاعبين ما عاد لهم أثر في مجمل ما يدور ويحدث ، والاعراف السائدة بالأمس غادرت مواقعها لتحل بدلها اعراف لا تمت بسابقاتها اليوم .
منذ الحرب الكونية الاولى والثانية لم تشهد منطقة الشرق الاوسط حالة من الازمات والصراعات مثلما هي عليه اليوم ، والدراسات الاولية لما يجري في هذه المنطقة تؤكد ان ما يحدث ستتضاعف سرعته مخلفا الكثير من الازمات الجديدة ومن النوع الثقيل والتي ستنعكس على طبيعة العلاقات بين دول المنطقة من جهة وبين الدول العظمى وعموم المنطقة من جهة أخرى ، والكثير من الدلالات بدأت تلوح في الأفق وتنذر بوقوع المزيد من الازمات ، ولعل العلاقات المتأزمة بين اميركا وايران ستكون المشكلة الاكبر في سلسلة المشاكل التي تعاني منها المنطقة عموما بعدما جددت ايران تهديدها بإغلاق مضيق هرمز حال منعت واشنطن صادرات النفط الايرانية ، جاء ذلك على لسان نائب رئيس مجلس الشورى الايراني علي مطهري : ( اننا سنرد على القرار الاميركي بوقف صادرات النفط الايراني بإغلاق مضيق هرمز ) مؤكدا ان واشنطن غير مستعدة لحرب جديدة في منطقة الخليج ، وهذا التهديد ورد على لسان اكثر من مسؤول ايراني ، ولو نفذ هذا التهديد فعلى الجميع أن يعرف النتائج والفوضى التي تسود المضيق بفعل القذائف التي تسقط على هذا المكان الحيوي البحري من العالم . من جهة أخرى أكد وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو في لقاء مع شبكة ( سكاي نيوز ) : ( ان الحصول على النفط الايراني بعد الرابع من نوفمبر المقبل سيعد خرقا للعقوبات الاميركية المفروضة على ايران ) . التصريحات كثيرة والتهديدات مكشوفة ، وكل ما يحدث لا يقبل التأويل من قبل الطرفين ، وكل طرف لديه من الاوراق الضاغطة ، ولديه من المبررات التي تمنحه الحرية في اطلاق تهديداته ، وسياسة المحاور أصبحت هي الاخرى ظاهرة للعيان ولا تحتاج الى فتاح فال لفك شفراتها ، الا ان ثمة اسئلة لجوجة تظهر على السطح : ماذا لو ان القيادة الايرانية نفذت التهديد وقامت بإغلاق مضيق هرمز ؟ وماذا يحدث لو ان اميركا هاجمت ايران ؟ وماذا يحدث لو كان الرد الايراني ينصب على رأس اسرائيل كورقة رابحة في الخروج من الازمة منتصرة؟ وماذا سيكون موقف الدول التي تقف في خنادق المعارضة والمولاة لهذا الطرف أو ذاك ؟ أسئلة كثيرة ستجيب عنها الايام القادمة .
إلى اللقاء.