رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
صفققة القرن: فندق صحراوي للفلسطينيين!


المشاهدات 1000
تاريخ الإضافة 2018/07/04 - 5:45 PM
آخر تحديث 2018/07/04 - 5:45 PM

[caption id="attachment_170415" align="aligncenter" width="300"]صابر عارف صابر عارف[/caption] لم تتمكن ولا أظنها ستتمكن قريبا ادارة الرئيس الاميركي رونالد ترامب وطاقمه الثلاثي صهيوني الولاء، يهودي الديانة، صهره ومستشاره، جاريد كوشنير، ومبعوثه إلى المنطقة جيسون غرينبلات وسفيره في تل ابيب من عرض وتقديم صفقة القرن المربكة، التي وعد بها قبل انتخابه للرئاسة منذ سنتين ونيف بعد أن تراجعت فرص نجاحها في هذه المرحلة على الاقل، اثر التصريحات الاميركية المتناقضة وخاصة بعد جولة المبعوثين الاميركيين للمنطقة التي شملت كل من مصر والسعودية والاردن وقطر والكيان الصهيوني دون السلطة والقيادة الفلسطينية التي تقاطع الادارة الاميركية، ، فهناك تصريح ترامب عند لقائه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الذي أكد أن هناك تقدماً في عملية السلام، بالمقابل هناك تصريحات كوشنر وجرينبلات التي قللت من سقف نجاح صفقة القرن بعد جولتهم الاخيرة للمنطقة واشارت المصادر المصرية إلى تراجع اطراف عربية وبعض زعماء الدول العربية، عن تاييدها لصفقة القرن، وبالتالي رُحّل الإعلان عنها إلى أن يتم ترتيب الأوضاع مرة أخرى. لا شك ان صفقة القرن في أزمة ولكنها ليست في مأزق، تحاول الادارة الاميركية تجاوزها بالضغوطات والتهديدات لأتباعها لدفعهم لتاييد ودعم الصفقة علنا، وفوق ذلك لممارسة الضغط على الطرف الفلسطيني للتراجع عن موقفه والقبول بها، ولكن هيهات ان يتحقق لهم ذلك، ليس ثقة بصلابة الموقف الفلسطيني وبتماسكه المهزوز كونه لم يتخذ الاجراآت الحقيقية والصلبة واساسها العودة لترتيب البيت الداخلي الفلسطيني باستعادة وحدته واصلاحه لمواجهة الصفقة والسياسة الاميركية الأكثر عداء للشعب الفلسطيني والاكثر دعما للعدو الصهيوني، وانما لانه يستحيل على اي فلسطيني ان لم يكن خائنا ان يقبل بالفندق الترامبي المعروض عليه الاقامة فيه بجزيرة سيناء المصرية بديلا للوطن والدولة الفلسطينية، وهذا هو محصلة صفقة القرن بعد أن أكدت المصادر الموثوقة. إن اللقاء الذي جمع كوشنير وغرينبلات بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ووزير خارجيته سامح شكري، في القاهرة الأسبوع الماضي، تطرق إلى التفاصيل المتعلقة بالصفقة المرتقبة وبالإسهام المصري فيها، والذي سيكون عبر بوابة سيناء وبالتحديد شمال سيناء، والتي تم تحديد دور كبير لها في تلك الخطة، لتكون بمثابة “حجر الزاوية”، على حد تعبير المصادر، لافتة إلى أنه من المقرر أن تتم إقامة منطقة تجارة حرة على الحدود المشتركة بين قطاع غزة ورفح المصرية، بالإضافة إلى إنشاء محطة كهرباء عملاقة في منطقة مخصص إنتاجها لقطاع غزة بتمويل إماراتي كامل يتجاوز 500 مليون دولار. كما يتضمن الشق الخاص بشمال سيناء في المخطط الأميركي لتصفية القضية الفلسطينية، إقامة ميناء بحري مشترك بين مصر وقطاع غزة، يكون خاضعاً تماما للإشراف المصري، وتشارك في تشغيله عمالة من القطاع. بالإضافة إلى ذلك يتضمن المشروع، بحسب المصادر، تخصيص مطار مصري في شمال سيناء لخدمة أهالي القطاع، على أن يكون تحت إشراف وعمالة مصرية كاملة، وكذلك إنشاء منطقة صناعية كبرى على الحدود بين البلدين، بتمويل خليجي. ولا أعرف بعد هذا التحديد والتوصيف كيف يمكن ان يقال عن هذا المشروع بانه لحل للقضية الفلسطينية ولاقامة الدولة الفلسطينية؟، فسيناء مصرية الجغرافيا ومصرية الولاء، والمشاريع التي ستقام مصرية الادارة والسيادة! فما قيمة ما سمي باشتراطات إسرائيلية، لتنفيذ تلك الخطوات وكافة المشاريع المخصصة لقطاع غزة في إطار تضخيمه وتحويله لشكل، دولة فلسطينية؟، على أن تخضع تلك المشاريع لإشراف ورقابة وتشغيل مصري، لضمان عدم استغلالها في “أي أنشطة معادية لإسرائيل”. والمرحلة الأولى لخطة ترامب تتضمن حزمة إجراءات تُقدّر بنحو 3 مليارات دولار تعهدت دول خليجية بتحمّلها كاملة. صفقة القرن لا تعني في المحصلة النهائية بالنسبة لترامب إلا مشروعا كبقية مشاريعه الفندقية الاستثمارية التي اقامها سابقا في دبي والسعودية وغيرهما، ولكنها بالنسبة لنا نحن الفلسطينيين مشروع للتيه في صحراء قاحلة ليست لنا اساسا، ولكننا حتما ومهما بلغت الضغوطات ومهما بلغ الحصار المالي القائم والمنتظر لن نكرر تجربة التيه اليهودي في تلك الصحراء اللعينة أو غيرها، فليس لنا وطن سوى حبيبتنا فلسطين!.

تابعنا على
تصميم وتطوير