[caption id="attachment_169157" align="aligncenter" width="211"] الشاعر علي مجبل في (حُزنخانة)[/caption] الزوراء / خاص / وليد خيون من هنا من مدينة سوق الشيوخ، نطل بثقة عالية على واقع الثقافة والآداب، ونحن مهمومون بمستقبل الشعر ومستقبل القصيدة والاطمئنان على عافيته وصحته، فليست غايتنا أن نصنف أنفسنا في مجال ضيق، فالشعر أكبر من أجناسه، نبحث عن اللغة المتجددة وعن الدهشة وعن اختلاس الفرح فالقصيدة النثرية تَدلُ على شساعة المفهوم وخلق المصطلح وبلاغة جديدة تقلب الطاولة على الرتابة والبلاغات الاجترارية والاصرار على الاستمرارية، وبهذه الاماسي يمكن الاستفادة من المساحة الشعرية التي تخلقها قصيدة النثر أذا ارادت كل الاشكال الشعرية أن تحيا وأن تتجدد. وعلى ضوء ذلك يواصل مجلس آل حيدر الثقافي نشاطاته الشهرية في مواكبة الحركة الادبية في سوق الشيوخ، فقد احتضن يوم 16 نيسان 2018، أمسية لتوقيع المجموعة الشعرية الاولى للشاعر المبدع علي مجبل المليفي والتي حملت عنوان (حُزنخانة)، المجموعة ضمت أربع وثلاثين قصيدة توزعت بواقع إحدى وثلاثين قصيدة نثرية مع قصيدتي تفعلية وأخرى عموديــة، أدار الامسية الاستاذ الكاتب حسن الشنون بطريقته الفريدة وغير التقليدية والتي تعتمد على كسر الصمت وشد الحضور بخيوط غير مرئية، بدأ الاستاذ الشنون سارحاً في بيوغرافيا الشاعر علي مجبل حاضرة بتفاصيلها كشاعر ينتمي لجيل التسعينات شهدت لـه المهرجانات الشعرية والثقافية حضورا متميزا، علي مجبل المليفي شاعر مبدع في استخدامه ادواته وماهر في صياغة مخزنه التراكمي المستمد من الذاكرة الفردية والجماعية المتخمة بالمتغيرات السياسية والتاريخية والثقافية والاجتماعية وتفاعلاتها التي تعصف بالوطن اهله ليقدمه لنا بأبهى صوره، في قصائده جمع للخيال والابداع وهندسة القصيدة والقضية كعناصر عدة في قصيدة النثر كي تكون قصيدة جيدة مستقلة بكيانها لتصبح عملا ابداعيا نثريا. علي مجبل ينسل الى الوجع العراقي، فيطلق صيحته بوجه (المكاريد) يستنهض فيهم كبرياء وطن طينته الليالي واغرقه الجفاف، وطن ادمته الفتن وهم يجرونه في كل مرة الى حرب لا ناقة له فيها . بعد ذلك قُدمت خمسة قراءات للمجموعة الشعرية للأديب علي الحمدي والشاعر المبدع رياض العلوان وللشاعر الماهر خضر خميس وللكاتب الفذ علي الغريفي وأخرها كانت للكاتب وليد خيون زاجي التي حملت عنوان (دلالة المكان في حزنخانة)، فالمكان لدى علي مجبل يشكل ثيمة اساسية وحضوره ليس مجردا وإنما هو حضور لقيم أخرى تتعلق بالإنسان والحياة والموت والحب والتاريخ والموروث والاسطورة، وأود الاشارة بأن التقديم هنا ليس اشتغالا نقديا بل هو دعوة نقية صادقة لتوطيد عرى التواصل ومَد الجسور. بعد ذلك تحدث الشاعر عن تجربته الشعرية التي بدأت منذ ثلاثة عقود، ثم قرأ ثلاث من قصائده ومنوها الى أن كل القصائد قريبة على قلبــه، وأن سبب تأخره في اصداره أي نتاج شعري هي إدراكه بأن هذا الموضوع مرتبط بنضوج تجربته الشعرية التي من سماتها التفاعل بين الشاعر ومتلقيه. هنا من مجلس ال حيدر الثقافي هذا المنبر العريق نقول أننا نريد أن نخلف أثراً ونكتشف مواهب شعرية وان نرسخ تقليدا بأن تتلاقى الأصوات وتتهامس وتتهادى نحاول أن نسمع الصوت الشعري من جهات العالم كي تتلاقح القصيدة وتتلاقى مصائر الشعراء، وهذه هي سوق الشيوخ .