رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
وللحديث بقية أيها الفقراء


المشاهدات 1009
تاريخ الإضافة 2018/05/29 - 5:57 PM
آخر تحديث 2024/05/11 - 6:43 PM

[caption id="attachment_157737" align="aligncenter" width="277"]احمد الجنديل احمد الجنديل[/caption] اينما يممتً شطركَ ستجد مظاهر العنف أمامكَ ، حكومات تمارس قرع الطبول ونقر الدفوف وعلى ألسنتها تتفافز شعارات الحرب وعبارات الانتقام ولغة التحدي ، والويل والثبور لمن يقف في طريقها ، وحكومات على الضفّة الأخرى جردت السيوف من أغمادها وأحكمت الدروع على صدورها وتفننت في وضع الطاقيات على رؤوسها وسحبت التاريخ من عنقه ليساهم في معارك المصير ، والخزي والعار لمن لا يهرول للالتحاق في معارك الشرف والكرامة والتحرير . وأينما سرتَ تجد أمامكَ عنترة العبسي وسيف بن ذي يزن وحرب البسوس وداحس والغبراء وويلات الحرب الكونية الاولى والثانية وآثار القنبلة الذرية على هيروشيما وناكازاكي وزج ملايين الناس في حروب مدمرة لا ناقة لها فيها ولا جمل وخلق فيالق من الارامل والايتام وتفجير بحور من الدم وصياغة عالم لا يعرف الوضوح ولا تسمع في فضائه غير العويل والبكاء والنواح . ومع امتداد هذا المسار الدموي وعبر صفحات تاريخ البشرية الملوث بدخان الحروب كانت الخسارة الفادحة من حصة الفقراء والمساكين ، والنصر المؤكد للحكومات التي وضعت شعوبها مشاريع موت وتشرد وحرمان ، ومن أجل ان تزداد النياشين على صدور الحكام فلابد للشعوب من دفع ضريبة الاوسمة من دمها وعرق جبينها وضياع مستقبل اطفالها وتحت شعارات مرحلية سرعان ما يكتشف زيفها لتخلق مرحلة جديدة حاملة معها شعارات جديدة تمجد العنف والحرب والقتال . في هذا الكون القبيح الذي خلقه الله جميلا ، لا يخرج السلام الا من شلالات الدم ، ولا تستقر الامور الا من خاصرة الفوضى ، ولا يتحقق الامان الا من عمق البراكين ، ولكي نتعلم اخلاق الحرب فلا بد من الغاء اخلاق السلام ، وقبل ان يتعلم الاطفال ابجدية الحرف لابد من ان يتعلموا من فوهة البندقية ابجدية القتل ، والكبار يتحدثون عن تلقين دروس الابادة للكبار ، والحناجر لا تعرف غير ترديد اناشيد السيوف والرماح ، وعندما تحدث الواقعة وتستعر النيران وتتصاعد السنة الحرائق لا نجد غير الفقراء وقودا للمحرقة وغير المساكين حطبا لها ، ولابد من جلسة طارئة حول الموائد المستديرة يتبادل الحكام فيها نخب انتصاراتهم من اجل حرية الشعوب وازدهارها والدفاع عن مصالحها . من يعلمنا الدرس الاول في القيادة السليمة الهادفة الى تحقيق السلام الدائم ، ويلقننا ان الحرب الحقيقية تبدأ بغصن الزيتون والدخول الى عالم الصناعة والزراعة ، والارتقاء بالإنسان الى منزلته الانسانية المطلوبة ومنحه الحرية اللازمة للتعبير عن معتقداته دون خوف او اضطهاد ، وتوفير مستلزمات الحياة الكريمة لكي يعيش الفقراء بأمن وسلام . الى اللقاء .

تابعنا على
تصميم وتطوير