رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
أنانية الفكر وتطهير العقول


المشاهدات 1011
تاريخ الإضافة 2018/05/28 - 5:12 PM
آخر تحديث 2024/05/09 - 12:57 PM

[caption id="attachment_128210" align="aligncenter" width="300"]د. موفق عبد الوهاب د. موفق عبد الوهاب[/caption] تُعد الحرية نوع من الديمقراطية، لذلك علينا إحترام الآخرين وإحترام حريتهم في التعبير عن آرائهم، إذ لكل شخص حرية في إتخاذ أي قرار يتعلق به، ويجب العمل على تشجيع الأشخاص لطرح آرائهم وإحترامهم في كل الأحوال إنطلاقاً من مبدأ الإختلاف في الرأي لا يُفسد للود قضية. فالحوار على وفق هذا المبدأ يجب أن يكون متاحاً ومفتوحاً أمام الجميع وفي نفس الوقت أنت تقول رأيك وأنا أقول رأيي بإحترام على وفق حرية الرأي التي يجب أن تسود، لكن في ظل الإنتشار المضطرد لبرامج التواصل الإجتماعي وسيطرة التكنولوجيا على كل شيء تغيرت كثير من الثوابت التي تنضوي تحت مفهوم حرية الرأي وإحترام رأي الآخر على وفق مبدأ الإختلاف في الرأي لا يُفسد للودِ قضية، وبات كل من يبدي رأيه في أمر ما أو يكتب عن حالة حصلت يظن أنه على صواب وعلى الجميع ألا يعارضوه أو يفندوا ما قاله أو عبَّر عنه، ولا أعلم كيف يفكر هؤلاء الذين يريدون أن نقرأ ونستمع لهم ولا يرغبون بسماع ما يقوله الآخرون ولا يقرأون ما يكتبونه إذا ما كان معارضاً لآرائهم، أما من يتفق معهم فهم مقدسون. لكن الأصح هو على الجميع يجب أن يعي عند طرح قضية ما للنقاش فهذا يعني آراء عدة تختلف من شخص لآخر تبعاً لمعلوماته وعلاقته بهذه القضية فضلاً عن الإختلاف في الثقافة بين شخص وآخر، وطريقة التعبير والحوار ثم أسلوب المناقشة. وسطنا الرياضي في هذه المرحلة يعيش أجواءً تشابه ما ذكرناه في السطور أعلاه، وعلى سبيل المثال كل الآراء تنتفي فائدتها وجدواها عندما يقول رئيس نادٍ أو إتحاد مثلاً رأيه في قضية مطروحة للنقاش حتى إن كان رأيه غير صائب أو غير مقنع للآخرين ويحتاج لتوضيح، إذ تحضر المجاملة وتتغلب لغة المصالح الشخصية لتكون كفة الرئيس هي الأرجح والأصح حتى وإن كان على خطأ، ولا بد من سماع كلمة الرئيس كونه يريد ذلك والبقية عليهم التنفيذ والتقيد فيما يطرحه، وليذهب إتفاق الجميع أدراج الرياح ولا مكان للمشورة والتشاور لتغليب الرأي الصائب. لهذا لم نرَ ولن نجد عملاً منظمًا وصحيحاً ما دامت الأمور تُدار بهذه الطريقة ووصل الحال بنا أن بعض المدربين بدأ يفرض رأيه في الأمور الإدارية التي يختص بها مدير أو مشرف الفريق، ليثبت للآخرين أنه على صواب والبقية لا تفقه أي شيء، والحال ينطبق أيضاً على برامج ومواقع التواصل الإجتماعي التي إنتشرت بكثرة مؤخراً فالكثير من الموجودين ضمن مجموعة ما في تطبيق معين من تطبيقات برامج التواصل والمراسلة السريعة عبر الهواتف الذكية يريد فرض رأيه في قضية رياضية مطروحة للمناقشة، وفي نفس الوقت من يطرح القضية يريد لرأيه أن يتسيد وعلى هذا المنوال يصبح الحوار دون جدوى وتنتفي فائدته وفي بعض الأحيان يصل إلى حد الخلاف في الوقت الذي يكون فيه الهدف من إنشاء هذه المجموعات هو مناقشة القضايا الرياضية وغير الرياضية التي تتطلب وجهات نظر وآراء مختلفة للوصول إلى حلول ناجعة عبر الإستشارة وأغلبية الرأي. لذاعلينا في هذه المرحلة الحرجة تطهير عقولنا من أنانية الفكر إلى فكر جديد وعقول جديدة، وهذا يتطلب وجود أشخاص يتبنون مبادئ الحوار البنَّاء وإحترام الرأي الآخر للوصو إلى الأصوب والأفضل لمستقبل الرياضة العراقية.

تابعنا على
تصميم وتطوير