رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
ثنائية القوي والضعيف في هذا العالم


المشاهدات 1000
تاريخ الإضافة 2018/05/02 - 6:42 PM
آخر تحديث 2018/05/02 - 6:42 PM

[caption id="attachment_157737" align="alignnone" width="277"]احمد الجنديل احمد الجنديل[/caption] أنت تحتاج الى متابعة ذكية، والتقاط دقيق للعبارة، وجهد كبير لتمسك بعنق الحجة والبرهان لكي تقدمه الى القارئ ساخنا شهيا مقنعا، ومع تشابك الأحداث وتلاحق الأفعال، بات من العسير أن تكتب عندما تكون المرجعيات في رصد الخبر متباينة ومتناقضة، والصورة واضحة لديك تارة ومقفلة بالأسرار والفوازير تارة أخرى بفعل التعتيم الإعلامي والتضليل الدعائي ، والتفنن في أساليب العرض والخداع. الحجّة مطلوبة، والبرهان ضروري، والدليل الساطع لا بدّ منه عندما تكون الاحداث التي تتفاعل معها في ميدان المنطق والعقل، والسياسة تسير على طريق الوضوح رغم ما فيها من مصالح واختناقات وتجاذبات، والوقوف على المشتركات الرئيسة والفرعية التي تربط شعوب الارض وحكوماتها، الا ان الحجّة تهرب، والبرهان يفقد اهميته، والدليل لا حاجة لنا به عندما تكون القوة الغاشمة هي المحرك والمسيّر والدافع لمسيرة الحياة على ظهر هذا الكوكب المثقل بكل صنوف اسلحة الدمار الشامل، وأساليب الموت الجماعي، وممارسة الذبح الشامل من أجل الحاق الهزيمة بالشعوب الضعيفة ونهب خيراتها واذلالها واشاعة موجات الخوف وما تمليه القوة من فعل لا يعرف المنطق والعقل والانصاف. عندما يتعرض أحد من المواطنين الى الاعتقال والتعذيب في اقصى الارض تزأر القوة الغاشمة، وتلوح بيد من حديد وتندد بأشد عبارات التنديد عندما يتعلق الامر بمصالحها، رافعة المضمر والمعلن من شعارات حقوق الانسان في وجه الجميع، ومهددة بالعقاب الشديد لأعداء الحرية والتقدم، والويل لمن يقف في وجهها، فهي الآمرة الناهية، وهي من ترفع وتنزل، وعندما تمارس القوة ذاتها ابشع انواع الابادات الجماعية، وتحتل الاوطان بغير وجه حق، وتشرد الشعوب، وتريق الدماء، وتنتهك الاعراض، وتصادر الحقوق فعلى الجميع ان يدفن رأسه في الرمال، ويدعو لها بالمزيد من الخراب والدمار. القوي وحده القادر على امتلاك اسلحة الدمار الشامل، والضعيف وحده المستسلم المستكين الذي لا يملك الاحتجاج والرفض وفق قوانين العقل والمنطق، والقوي وحده من يمتلك شرعية احتلال البلدان بحجة حمايتها والاخذ بيدها الى شواطئ الازدهار والتقدم من خلال ابادة الشعوب ودفعها الى حظائر الموت والفقر والجهل والمرض، وتلقينهم كل دروس الاذلال والعبودية. منطق القوة لا يحتاج الى برهان او دليل ففي جيوبه كل الادلة والبراهين، وتحت سراويله مناهج الحق والباطل التي على الجميع الخضوع لإرادتها رغم معرفتهم بما يدور، وقوة المنطق وحدها التي تحتاج الدقة والاختيار في تقديم البرهان والدليل، وعندما تجتاح القوة ميادين العدل وتقوّض اركانه وأسسه، ويهرب العقل الى دهاليز الخوف المريع تسقط الدنيا في محيط الظلام، ولم يبق في هذا الكون غير عفريت القوة يقذف بحممه على الجميع. الى اللقاء.

تابعنا على
تصميم وتطوير