ازدياد حالات التوحد في ميسان بعد الغزو الاميركي واعمال العنف الطائفي
مجتمع
أضيف بواسطة zawraa
الكاتب
المشاهدات 1586
تاريخ الإضافة 2015/01/14 - 7:27 PM
آخر تحديث 2023/06/02 - 5:27 AM
[caption id="attachment_1607" align="alignnone" width="300"]

ازدياد حالات التوحد في ميسان بعد الغزو الاميركي واعمال العنف الطائفي[/caption]
العمارة/ نينا/ ماجد البلداوي:
تزايدتْ حالات التوحد منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003، وتصاعدت مع أعمال العنف عامي 2006 و2007 ونزوح آلاف العوائل من مناطق سكناها بعد سيطرة تنظيم داعش الارهابي على بعض المحافظات في حزيران الماضي. والتوحد مجموعة اضطرابات عصبية في التطور تشمل أعراضها وجود مشاكل في السلوك الاجتماعي للشخص المصاب، وصعوبة في التواصل مع الآخرين. ويشير مسؤول منظمة ذوي الاحتياجات الخاصة في محافظة ميسان فرات كاظم البديري إلى أن التوحد انتشر خلال السنوات الأخيرة بسبب انتشار عمليات القتل والعنف الطائفي، وأنه يصيب الأطفال في عمر 4 إلى 18 عاما. ومن الأمثلة على الدور السلبي الخطير للعنف على سلوك الأطفال، قصة جاسم سالم (15 عاما) الذي توقف عن الكلام منذ سنتين إثر مقتل والده خنقا من قبل عصابة للسطو المسلح أمام عينيه، بعد أن سرقوا مبلغ خمسين ألف دولار مع مصوغات ذهبية وهددوا عائلته بالخروج من المحافظة خلال يومين. ونزحت والدة جاسم من الموصل مع طفلها وبناتها الأربع ضمن مجموعة من العائلات بفعل انتشار المسلحين في المدينة، لتحط رحالها في مدينة العمارة جنوب العراق. تقول والدة جاسم: إنها راجعت عددا من أطباء الصحة النفسية في البصرة وميسان دون أن يستطيع أحد منهم تشخيص حالة ابنها، غير أن البعض من الأطباء وصف حالته بالصدمة النفسية، بينما قال آخرون إنها نوع من الكآبة أدى إلى تعطل الكلام عنده وعدم قدرته على الاتصال مع المحيطينبه وتطوير علاقات متبادلة معهم. ويعتقد البديري أن نسبة الإصابة -بحسب التقارير والإحصائيات- تتراوح بين 4 و5 %على صعيد المحافظة. غير أن الاختصاصي في الإرشاد التربوي بجامعة البصرة الدكتور عبد الكريم الموزاني يقول إن عدد الحالات المشخصة بالتوحد تزداد باطراد، ومن غير المعروف حتى الآن هل يعود هذا الازدياد إلى حالات العنف والقتل والخطف وخاصة أمام الأطفال أم لا؟ وأوضح الموزاني أن من تداعيات هذا المرض “انعكاسه على سلوك الفرد المصاب اجتماعيا، إذ لايستطيع الاستماع لمحدثه ولا يدرك مشاعر وأحاسيس الآخرين، بل ينكمش على نفسه وقد نجده يلعب لوحده ويتقوقع في عالم خاص، وربما لا يرى بعينيه أشياء تحدث أمامه رغم سلامة عينيه من أية أعراض في البصر”. ويرى الأستاذ المتخصص في التوحد الدكتور حيدر عبد الأمير سلمان إن العلماء يفسرون غموض التوحد ويضعون نظريات افتراضية لاسباب الإعاقة النمائية التي سميت باللغز، وقد بدأوا بدراسة التوحد في علم الأعصاب الحديث ووجدوا أن هذا المرض يشوه حقائق عديدة في السلوك الإنساني، بما في ذلك الحركة والانتباه والتعلم والذاكرة واللغة والمجاز والتفاعل الاجتماعي ويرى إحسان جعفر الظالمي مدرس التربية الخاصة بالتوحد: “ان التوحد هو اضطراب يظهر عادةً لدى الأطفال قبل السنة الثالثة من العمر ويؤثر على نشأة الطفل وتطوره بثلاث طرق اللغة، أو كيفية التكلم والمهارات الاجتماعية، أو كيفية الاستجابة للآخرين والتواصل معهم والسلوك، أو كيفية التصف في مواقف معينة. وأضاف: “هناك ثمة أنواع مختلفة من التوحد أو الذاتوية وتختلف أعراض التَّوَحُّد أو الذاتوية من طفل إلى آخر ولهذا السبب يُقال بوجود اضطرابات طيف التوحد. مبينا ان التوحد أو الذاتوية يصيب الأطفال من كل الأعراق والقوميات ولذلك لا يوجد حالياً علاج يُشفي من التَّوَحُّد أو الذاتوية فالطفل المريض يعيش بقية حياته مع التوحد أو الذاتوية ولكن التحري عن التوحد أوالذاتوية في وقت مبكر يسمح بالاستفادة من كثير من الخيارات العلاجية التي يمكن أن تساعد الشخص على التعايش مع التوحد. وأشار الظالمي إلى إن بعض المصابين بالتَّوَحُّد أو الذاتوية البالغين يستطيعون العمل وإعالة أنفسهم لكن البعض الآخر يكون في حاجة إلى الكثير من المساعدة، ولاسيما أولئك الذين تضررت لديهم العمليات الذهنية أوالذكاء أو الذين لا قدرة لهم على الكلام أو التواصل وإن نوعية الحياة التي يعيشها الطفل المصاب بالتوحد في مراهقته وبلوغه تتوقف على التشخيص المبكر للتوحد أو الذاتوية وشدة التوحد أو الذاتوية وكثافة المعالجة الشخصية التي يتلقاها الطفل. واوضح انه من خلال التشخيص المبكر والمعالجة المُرَكّزة، تتحسن قدرة معظم أطفال التَّوَحُّد أو الذاتوية على إقامة العلاقات مع الآخرين وعلى التواصل وخدمة أنفسهم عندما يكبرون. ويقدم هذا البرنامج المعلومات حول العلامات الباكرة للتَّوَحُّد أو الذاتوية، ومتى ينبغي طلب المساعدة من الاختصاصيين الصحيين. من جانبه أشار مدير مكتب حقوق الإنسان في محافظة ميسان أحمد عاشور اللامي إلى أن المحافظة استقبلت 808 عوائل من النازحين بجميع أفرادهم، وتم إسكانهم في دور غير مكتملة البناء بالاتفاق مع أصحابها. وأضاف اللامي: أنه تم تخصيص عشر مدارس في مركز المحافظة ومدرستين في كل قضاء أو ناحية كمراكز إيواء، مع تزويدهم بالمساعدات المالية الغذائية والمستلزمات المنزلية، وتم تخصيص مركز علاج لبعض الأطفال الذين اكتشفوا أنهم يعانون من مرض التوحد. وقال محافظ ميسان علي دواي لازم انه “ تم اللقاء بوفد من اللجنة العليا لإغاثة وإيواء النازحين التابعة لمجلس الوزراء بحضور ممثل اللجنة الامنية ومدير الهجرة والمهجرين ومنسق خلية الطوارئ بالمحافظة ووعدت اللجنة بتخصيص مبالغ لمحافظة ميسان من أجل المساعدة في تقديم الاحتياجات الضرورية للعائلات النازحة وتمت الموافقة على تخصيص مبلغ 7 مليارات دينار خمسة منها مخصصة للإيواء والسكن ومليارين للدعم الغذائي وتوفير المواد الاغاثية”. وأوضح أن “عدد العوائل النازحة الى المحافظة بلغ 808 عوائل وقد تم تغطية كافة الاحتياجات الضرورية لهم حيث تم اطلاع اللجنة على مخيم النازحين الذي تم تهيئته للنازحين وتوفير الخدمات فيه بمساحة 20 دونما وسعة 1000 خيمة، مضيفا ان المبالغ المخصصة من قبل اللجنة نفذ بها مجمع سكني من الكرفانات إضافة إلى أنشاء مدرسة ورياض أطفال ومناطق خضراء .