رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
نافذة على عالمنا المعاصر


المشاهدات 1206
تاريخ الإضافة 2018/03/14 - 7:20 PM
آخر تحديث 2025/02/05 - 8:12 AM

[caption id="attachment_129610" align="alignnone" width="300"]احمد الجنديل احمد الجنديل[/caption] عندما تنظر من نافذة الأحداث لتطل على هذا العالم الكبير تجد الجميع يتسابق الى صنع الاسلحة وتطويرها تحت ذريعة الحفاظ على الامن والامان والاستقرار ، وترى مشاهد الدمار والخراب تطال الأخضر واليابس بحجة بناء المستقبل الزاهر السعيد . في هذا العالم بدأت مظاهر الفرح تندحر بفعل هيمنة البندقية على غصن الزيتون ، وانتعشت التحالفات الكبرى من اجل انتصار عنصر الخوف على عنصر الامن في سباق محموم للهيمنة على مقدرات الشعوب وثرواتها من قبل الدول الكبرى ، والتحالفات الكبرى . ولكي تسير الحياة على عكاز مكسور ، انتشرت أفكار ، وازدهرت نظريات ، وانبثقت مؤسسات ، وجميعها تهدف الى المزيد من الحرائق والحروب من اجل بقاء الدول الكبرى تتحكم في مقدرات هذا العالم . الأمم المتحدة تتحدث عن كارثة انسانية تلوح في الأفق ، ومجلس الامن لا عمل له سوى اطلاق الانذارات والتهديدات بعد كل جلسة له ، والحكومات تناقش أوضاعها مرة فوق المائدة المستديرة وأخرى تحتها من اجل خلق تحالفات جديدة واتفاقات حديثة تدفع هذا الكوكب الى المزيد من الحروب والخسائر ، والمساهمة في نشر المزيد من الحرائق التي من شأنها التهام تطلعات الشعوب وأحلامها . في هذا العالم المتخم بشعارات حقوق الانسان ، تجد الانسان ذليلا تحت وطأة الحروب ، وعليه دفع فواتيرها رغم انه المتضرر الاول منها ، وفي هذه الدنيا يطالعنا كل صباح نشيد الحرية الخالد وسط سجن كبير خلقته القوى الكبرى ودفعت الشعوب اليه لتمارس حريتها هناك وسط أجواء الرعب والتمزق . نشرات الاخبار تتحدث على الدوام عن الحرب ولا يروق لها الحديث عن السلام ، والبيانات تكتب دائما بقلم من نار ودخان ، والحكومات تجتمع وتخرج دائما متوعدة منذرة مهددة ، دون ان يفكر هذا العالم ولو مرة واحدة بتغيير هذه الاسطوانة المشروخة واستبدالها بأخرى تنشد للسلام والوئام والصفاء والمحبة ، وعن الفائدة التي يجنيها الجميع وهو يتمتع بالحياة الآمنة المستقرة . منذ اندلاع الحرب الكونية الثانية ، وسعير التحالفات يشتد يوما بعد يوم ، مرة يسير تحت يافطة الحرب الباردة ، وأخرى يتحرك بفعل كل انواع الاسلحة التي تأخذ برقبة هذا العالم الى الخراب والدمار ، وتخلف المزيد من الايتام والارامل . نتساءل بمرارة ، ماذا يحدث لو حصل هناك تقدم في التفكير من اجل احلال السلام والعيش بكرامة وحرية يوازي هذا التقدم الحاصل بالمجالات الأخرى للحياة ؟ وكيف يكون العالم عندما ينحصر التفكير في دائرة بناء عالم مشرق سعيد . هذا السؤال الكبير الذي يبحث عن السلام ، ويتطلع الى عالم يسوده الرخاء أصبح أمنية الشعوب وأمل الجميع ، فهل يتحقق الحلم في خلق حياة ترفرف فوقها أجنحة السلام والمحبة ؟ أن العالم يسير نحو الخراب والدمار ؟ . الى اللقاء .

تابعنا على
تصميم وتطوير