“هز الرأس” و“جر الحبل” إلى متى؟
المشاهدات 1198
تاريخ الإضافة 2018/03/12 - 7:31 PM
آخر تحديث 2025/02/04 - 8:12 PM
[caption id="attachment_128210" align="alignnone" width="300"]
د. موفق عبد الوهاب[/caption]
يكاد يتفق الجميع على معاناة الرياضة العراقية من مشكلة ضعف الأداء الإداري في أغلب المؤسسات والأندية والإتحادات، وعلى الرغم من تشخيص هذه المعضلة إلا أن الحلول التي وضعت للتغلب عليها طيلة الأعوام الماضية لم تكن ناجعة، بل كانت مهلهلة وترقيعية بفعل وجود أشخاص لم يحركوا ساكناً في مختلف هذه الأندية والإتحادات والمؤسسات الرياضية، أي أن وجودهم بالإسم فقط دون فعل أو عمل.
واقع الحال هذا بوجود شخوص عاطلة عن العمل وظيفتها الأساس “هز الرأس” بالموافقة من عدمها وتنفيذ ما يُطلب منها لتدعيم موقف على حساب آخر وعقد صفقات حتى عند إتخاذ القرارات المهمة وبعضها مصيرية، لذا يطالب كثير من أهل الشأن والشارع الرياضي منذ مدة ليست بالقليلة بالإصلاح للوصول إلى التغيير المنشود، إلا أن مطالباتهم هذه كانت دون تحديد أية رؤية وهدف، فالتغيير الحقيقي يجب أن يكون مشفوعاً بهاتين المفردتين فضلاً عن وجود أشخاص يستطيعون إقناع الرأي العام بصدق توجهاتهم وقدرتهم على تجسيد هذه الرؤية وتطبيقها على أرض الواقع بـ جدية لتحقيق الهدف المطلوب، وهذا يعني وضع الإتحادات لإستتراتيجية واضحة الملامح للمرحلة القادمة عبر مشروع وطني أساسه التطوير تشترك فيه الأندية كونها الأساس في رياضة الوطن وتعمل على تحقيقه. وكذا الحال بالنسبة للجان العاملة في كل المؤسسات والإتحادات الرياضية، إذ يجب أن يكون عملها على وفق آلية واضحة وليست حبراً على ورق أو غير ملبية للطموح كما هو الحال الآن بسبب الإنقسامات التي ضاعفت من بطء آلية الحركة لعمل هذه اللجان وإزدادت مشاكلها لقلة فاعليتها من جانب وعدم إعتماد قراراتها أو توصياتها بشكل قاطع من جانب آخر، ما يعني إنتفاء الحاجة لها كونها إبتعدت عن هدف تشكيلها، وهنا نشير إلى أن بعض الخلل في الإتحادات وبعضه الآخر في اللجان نفسها التي قد تضم أحياناً شخوصاً ليسوا على قدر المسؤولية أتت بهم المحسوبيات والمجاملات والمصالح الإنتخابية على حساب الصالح العام لذا فإن هذه اللجان بحاجة إلى صعقة كهربائية تعيد إليها هيبتها وديناميكيتها الحركية، فكثير من المشاكل البسيطة كانت التوصيات والقرارات بشأنها مخجلة وفاشلة وعرضة للنقد بشكل واسع من قبل الإعلام والجمهور لذا إنعدمت الثقة بها، لذا يجب إختيار أسماء تتمتع بقوة الشخصية ولديها القبول على نطاق واسع ومنحها كامل الصلاحيات لإتخاذ القرارات اللازمة لتكون متميزة وفاعلة.
آخر القول كيف ننشد التطوير والفجوات بين المسؤول والمسؤول تكبر يوماً بعد آخر!؟ على الرغم من محاولات المخلصين لـ ردم هذه الهوة، ولا أعلم كيف يبتسمون لبعض عندما يجتمعون، وحينما يفترقون الشد والجذب يكون حاضراً وتصريحاتهم تشبه لعبة “جر الحبل”، فـ إلى كل من يهمه الأمر، ألم يحن الوقت للتفكير برجال وأشخاص قادرين على قيادة رياضتنا صوب المجد الذي ينشده الجميع.