سياسة المصالح ولعبة الديمقراطية
المشاهدات 1145
تاريخ الإضافة 2018/03/12 - 6:05 PM
آخر تحديث 2025/02/04 - 2:20 PM
[caption id="attachment_129610" align="alignnone" width="300"]
احمد الجنديل[/caption]
شعارات الديمقراطية المعبأة بصناديق العبودية وصلت الينا تحمل بشائر الخير وسط زغاريد النساء والرجال ، والمقولات الفخمة الرنانة استقبلناها بمحبة وهتفنا للسلام والأمان والحرية ، والوعود الوردية المغرية التي شرّفنا بها أهل السياسة من المفكرين الأفذاذ والقادة العظام صفقنا لها كثيرا حتى أصابنا الدوار ، وعندما تأملنا ما يحدث بعد خروجنا من سباتنا أدركنا ان الديمقراطية تعني المحاصصة ، وشاهدنا شعارات حقوق الانسان تنتحر خجلا أمام شعارات حيتان القرارات الذين احتلوا الاوطان وشردوا الشعوب تحت ذريعة الديمقراطية وخيرها العميم ، والانسان وحقوقه الضائعة .
يهاجمك الذهول وأنت تتفرج على تصريحات كبار السياسيين في العالم وهم يتنابزون بالألقاب ويتقاذفون التهم ويتراشقون بالعبارات ، وتظن نفسك أنك أمام سيرك هدفه تقديم وجبات الترفيه والتسلية للجياع والمحرومين .
الرئيس الذي يدخل الى البيت الابيض ، يرفع عصاه بوجه الشعوب المضطهدة الفقيرة ويقرأ على مسامعهم نشيد الديمقراطية الخالد ، والرئيس الذي يخرج من البيت الابيض مخلفا وراءه بحورا من الدم يرقص على أنغام الديمقراطية ، والرئيس الواقف على أبواب البيت الابيض منتهزا فرصة الدخول اليه حاملا معه مشاريعه الديمقراطية المدهشة التي تتضمن احتلال البلدان والفتك بحياة الشعوب وسرقة خيرات الناس .
هذا التاريخ الذي امامنا يسجل الحقائق دون زيف أو تشويه ، وهذا البيت الابيض يقف شامخا أمام الانظار وعلى صدره نياشين الديمقراطية ، وهذه الشعوب التي تتقاتل فيما بينها ، والبلدان التي تعاني من الازمات والنكبات تسرد لنا فصول مسرحية الديمقراطية التي أوصلتهم الى ما هم عليه من خراب ودمار .
لسنا ضد منهج الديمقراطية ، ولسنا من دعاة الدكتاتورية ، ولكننا ضد الشعارات الكبيرة التي تدفع الشعوب الى الظلام ، وضد المقولات التي تبجل حقوق الانسان في الظاهر وتسعى الى تدميره في الداخل ، ضد شعارات التحرر التي تهدف في النهاية الى العبودية والهيمنة على مقدرات الشعوب .
كل البيوت السود أو البيض تسعى الى مصالحها ، وتهدف الى ما تريد تحقيقه وبكل الطرق المتاحة لها بما في ذلك طريق الاحتلال والتجويع وخلق الازمات وخلق رأي عام ، وكل الكبار من القادة في كل البيوت الكبيرة تسعى الى تحقيق الفائدة الى شعوبها ، ومع استمرار هذه اللعبة وعلى امتداد هذا التاريخ يحاصرنا الغثيان ، ونتساءل ببراءة : لماذا لا نفكر بمصالحنا وشعوبنا ما دام الامر يملك كل هذا الوضوح ؟ ولماذا لا نسير على منهج ديمقراطي لا يعرف التناقض أو الكذب ؟ نعرف ان صقور السياسة في هذا العالم يملكون من المال والقوة ما نفتقر اليه ، ولكن السياسة لعبة تحتاج الى فارس متدرب شاطر يستطيع ان يقدم الكثير من الى وطنه وشعبه .
الى اللقاء .