[caption id="attachment_28173" align="alignnone" width="190"] طارق حرب[/caption] في سلسلة بغداد تراث وتاريخ كانت لنا محاضرة عن الاوائل من ابناء بغداد ممن حصلوا على شهادة الدكتوراه ، اذ تبين لنا ان السيد ناجي يوسف السويدي المولود في بغداد سنة 1882 وأخاه السيد عارف يوسف السويدي كانا من أوائل ابناء بغداد اللذين حصلا على شهادة الدكتوراه في القانون من مدرسة الحقوق ( كلية القانون) في اسطنبول سنة 1905 بالنسبة للاول نحو ما يذكر ذلك الدليل الرسمي للمملكه العراقيه سنة 1936 وانهما تقلدا عدة وظائف عثمانية فلقد تقلد ناجي السويدي في هذا العهد مدعي عام محكمة اليمن عندما كانت اليمن جزءا من الدولة العثمانية وعين مفتشا في ولايات الشام وحلب وبيروت وانضم الى الحكومة العربية في دمشق فكان مستشارا للحكومة ومعاونا للحاكم العسكري في حلب اما عارف السويدي فقد اشغل وظائف في العهد العثماني فلقد استخدم في محكمتي الجنايات والحقوق في اسطنبول وفتح مكتبا للمحاماة في العاصمة العثمانية وعين مدعي عام في ولاية خربوط ومعاونا لمدعي الاستئناف العام في ولاية بتليس ولقد صنفت عائلة السويدي العائلة البغدادية الثانية كون الاب يوسف السويدي اول رئيس لمجلس الاعيان الفرع الثاني للسلطة التشريعية في العهد الملكي سنة 1625 وتقلد اثنان من ابنائها هم ناجي وتوفيق السويدي منصب رئيس الوزراء وهو ما لم يحصل لعائلة بغدادية باستثناء عائلة طالب الكهية والتي تقلد احد ابنائها رئاسة وزراء الدولة العثمانية وتقلد الاخر رئاسة الوزراء في العهد الملكي واشغل ابناء هذه العائلة مناصب كثيرة وزراء ونقيب المحامين ومناصب كثيرة وهذه العائلة من المذهب الشافعي اتخذوا من الكرخ منشأ لهم ومازلنا لحد الان نتذكر بيتهم على نهر دجلة وبجانبه السفينة العائدة لهم والتي نسميها اليخت ومازال بيت توفيق اشهر البيوت التراثية في الكرخ في منطقة الصالحية وكان ابوهم يوسف من الخمسة عراقيين الذين رافقوا الامير فيصل سنة 1921 من جدة الى بغداد لتتويجه ملكا على العراق حيث استقلوا مع السيد محمد صدر الدين ومحسن ابوطبيخ ورايح العطية وعلوان الياسري الباخرة الانگليزية نورث بروك وجد هذه العائله هو ابو البركات المولود في الكرخ سنة 1662 وقد انجبت هذه العائلة الكثير من الاعلام منهم عبد الرحمن زين الدين1785 وكانت ساحة الشهداء في الكرخ تسمى ساحة يوسف السويدي. واشتهرت عائلة السويدي بمجلسها البغدادي الثقافي الذي يعتبر اقدم المجالس البغداديه اذ تعود بدايته الى عنوان هذه الاسره وعماد مجدها شيخ الاسلام الفقيه المحدث اللغوي النحوي المفسر الاديب صاحب المؤلفات الرائعه شيخ علماء عصره الذي انعقدت له المرجعيه بالتدريس والفتوى والقضاء ابو البركات عبدالله السويدي مدرس الحضره الگيلانيه والمدرسه العمريه ورئيس المؤتمر العام الذي عقده الشاه في النجف سنة 1737 وجمع له علماء الفريقين السنه والشيعه لتوحيدهم وكان لهذا الفاضل مجلس من مجالس العلم والادب المشهوره ببغداد وقد تولى صدارة هذا المجلس من بعده انجاله منهم المؤرخ الكبير عبد الرحمن السويدي صاحب كتاب حديقة الزوراء في سيرة الوزراء المتوفي سنة 1795 والشيخ محمد امين السويدي صاحب سبائك الذهب في معرفة انساب العرب وناجي السويدي الذي له المجلس الحافل في محلة خضر الياس وكان مجلسا ادبيا علميا كون صاحبه من فقهاء القانون ومن اعلام الخطابه والبيان والبلاغه وقد كان صاحب هذا المجلس تم انتخابه اول رئيس لنقابة المحامين سنة 1932 الذي اشغل منصب نائب الحاكم العسكري في بغداد 1919 ووزير العدل 1921 ووزير الداخليه 1922 وعضو المجلس التأسيسي لسنةّ1924 الذي وافق على الدستور الملكي ووزير عدل 1925 وعضو مجلس النواب 1925 في دورته الاولى وشغل منصب وزير مرات عديده وكذلك عضوية البرلمان ورئاسة الاحزاب وعضويتها كحزب الامه والتقدم وانتخب عضوا في الاكاديميه في باريس 1939 وعضوية مجلس الاعيان ومنحه ملك الاردن عبد الله رتبة الباشويه وتقلد منصب رئيس الوزراء سنة 1930 كان يعرف في العهد الملكي فقيه الدستور في مقابلة روبين بطاط مفسر الدستور وامتاز بأناقته في ملبسه ولكنه اشترك في انقلاب الگيلاني 1951 وهرب الى طهران والى جنوب افريقيا وتوفى هناك سنة 1842 ونقل جثمانه لبغداد 1949 اما شقيقه الثاني عارف السويدي فانه كان استاذا في كلية الحقوق ببغداد وتولى وظائف اداريه كثيره منها قائمقام الكوت والكاظميه واشغل منصب قاضي في محاكم كثيره منها حاكم صلح بغداد وعضو في محكمة التمييز ومفتش عام وزارة العدل والاخ الثالث توفيق السويدي فقد اشغل مناصب عديده منها رئاسة الوزراء سنة 1929 وسنة 1946 وسنة 1950 ولقد تخرج من مدرسة الاستانه اما رابع اخ في هذه الاسره فهو علي السويدي الذي كان محافظا لاحدى المحافظات العثمانيه واغتاله الاتحاديون لدفاعه عن المسيحيين العرب واخر ابناء يوسف السويدي واخو ناجي وعارف وتوفيق وعلي هو الدكتور المعروف شاكر السويدي.