رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
القاص والروائي العراقي شوقي كريم حسن في ضيافة ثقافة "الزوراء"


المشاهدات 1210
تاريخ الإضافة 2018/03/06 - 4:43 PM
آخر تحديث 2024/04/29 - 1:09 PM

الزوراء / خاص منهلي الأول .. سؤالي الأول هو الجنوب الذي يحكي ياقوتاً . النقد العراقي ظلّ تابعاً لمرجعيات أخرى يحاول تطويع النص لوجوده . من أي النوافذ أتسلل اليك ، وأنت تاريخ نثرت على صفحاته عطر ضفاف الغراف وأريج الشاكرية وعنفوان مدينة الثورة وفجيعة بغداد ؟ ومن أي الأبواب أحاول الدخول اليك وأبوابك متوّجة بذاكرة متقدة بدأت بتأسيس فرقة التمثيل في الغراف واستمر العطاء متدفقا حتى اليوم ، وهو يحمل مسميات توزعت بين القصة القصيرة والرواية والمسرحية والمسلسل الاذاعي والتلفزيوني ؟ وكيف أتابع كل الأقلام النقدية التي كتبت عن قلمك المترع بصنوف العافية في ميادين الفنون والآداب ؟ لقد كتب عنك علي جواد الطاهر وفاضل ثامر ونزار عباس وموسى كريدي وعلي عبد الحسين وصبري مسلم وصالح هويدي وغازي العبادي وباقر جاسم محمد وحسين سرمك وجميعهم يقفون على منصة الريادة في مجال النقد الموضوعي القائم على التوغل في نصوصك وكشف مواطن الابداع فيها . المحطات كثيرة والنوافذ متعددة والأبواب متنوعة، والقاص والروائي شوقي كريم حسن ذاكرة وتاريخ حافل بالفن والخلق والابداع ، وهو انسان قبل كل هذه المسميات ، ترعرع على شواطئ الغراف فعلمته تلك الشواطئ المغمورة بالنقاء كيف يخرج المرء نقيا صادقا شجاعا متحديا وهو يرى سوط الظلم يلهب ظهور الفقراء والمحرومين ، وبدأ يفك طلاسم الحرف ويتابع ما يكتبه عبد الرحمن مجيد الربيعي وموسى كريدي ويوسف الحيدري ونزار عباس وعبد الملك نوري وفؤاد التكرلي ومحمد خضير ومحمد جنداري وجليل القيسي وفهد الاسدي وعبد الخالق الركابي وغيرهم ، وكلما يشتد ساعده على الابحار في ميادين الفنون والآداب يعلو بيرق محبته للفقراء ، فكان يقول : ( الشارع هو ملاذي ومعلمي وتاريخي ) وهكذا ارتبط ضميره وقلمه بأحلام المضطهدين من قومه. عام 1977 افتتاحية مباركة في عالم النشر والتأليف حيث خرج علينا بمجموعته القصصية الاولى ( عندما يسقط الوشم عن وجه أمي ) وفي عام 1983 نشرت مجموعة قصص مشتركة ( أصوات عالية ) وفي عام 1984 كانت مجموعته القصصية ( رباعيات العاشق) وفي العام نفسه نشر ( أناشيد طائر السيسبان ) وروايته الاولى ( مدار اليم) وفي عام 2003 كانت روايته الثانية ( الجذال) ومجموعة مسرحيات ( الوثوب الى القلب ) ، وفي 2005 ظهرت روايته ( فضاء القطرس) بعدها كانت روايته ( شروكية ) عام 2007 ومسرحيات ( غبار الموسيقى) عام 2009 ورواية ( خوشية ) عام 2013 ورواية ( كهف البوم ممر الياقوت ) بعدها مسرحية ( الموازن ) ومجموعة مسرحيات ( ظمأ المفازات ) ورواية ( هتلية ) عام 2016، ومع اطلالة عام 2018 ظهرت روايته الأخيرة ( هباشون ) عن اتحاد الأدباء والكتاب . لديه الكثير من المسلسلات الاذاعية والتلفزيونية ومسرحيات لم تنشر بعد . حاز على جوائز عراقية وعربية في مجالات القصة والمسرح والاذاعة والتلفزيون ، وعضو مكتب تنفيذي ومجلس مركزي لأكثر من عشر دورات في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ، رئيس تحرير ومدير تحرير في امكنة ثقافية متعددة آخرها رئيس تحرير رأينا الثقافية الصادرة في بغداد . كتبت عنه دراسات في الماجستير والدكتوراه في جامعات عربية وعراقية ، كرمته جامعة ذي قار بشهادة الدكتوراه الفخرية . ثقافة الزوراء دخلت بيدر القاص والروائي الكبير الاستاذ شوق كريم حسن وخرجت منه بهذا العطاء . * الكثير يصرح بأن الزمن الحالي هو زمن الرواية بامتياز ، وان الرواية استطاعت أن تضعف الاجناس الادبية الأخرى ، فماذا تقول؟ الرواية جنس ادبي رافق الانسان منذ بدايات تكوين الانسانية لأنه ارتبط بصناعة الخيال ووظف المخيلة لهذا نجد ان ليس ثمة تاريخ يخلو من القص الروائي.. ومن القص خرجت المكونات الاخرى . من القص خرجت القصيدة ومن القص انتجت السينما جمالها لهذا ظلت هي الاهم وفي اعوامنا هذه حلت الرواية محل كتابة التاريخ.. السارد صار مؤرخا صادقا وحقيقيا.. لهذا اصبحت ايامنا هذه ايام الرواية واعتقد انها ستبقى الى زمن طويل تتصدر هذا الحيز الجمالي. * أنت تمتلك تاريخا مشرقا وتجربة كبيرة في المشهد الروائي ، كيف تقيّم هذا المشهد الآن وفق تاريخك وتجربتك؟ السردية العراقية تقدمت بعد التغيير بشكل يثير الدهشة والاستغراب معا الاحصائيات التي نتوافر عليها تفيد اننا انتجنا ٧٢٠ رواية بعد التغيير. وهذا الرقم مدهشا لأنه يشير الى ثورة سردية تسعى الى توثيق ما يحدث.. والتجربة تحتاج الى تفحص نقدي دقيق وغير منحاز.. مع اشارتي الى ان ليس كل هذا الكم يمكن ان نضعه تحت التوصيف السردي.. لكنه مفيد من حيث التوثيق والدربة ايضا. * ماذا تتحدث روايتك اليوم بعد كل الأحداث التي مرت على العراق ؟ استطعت بعد التغيير ان اقدم للمتلقي العراقي والعربي عوالم لم يألفها من قبل ثمة الكثير من المدن والامكنة التي يمكننا التحدث عنها سرديا شخوص خلقت تاريخا هذه المادة غزيرة ولا يمكن نفادها.. كلما تأملت المشهد الاجتماعي اكتشفت ان هناك الكثير والعظيم يحتاج الى مدون جمالي.. يحفر الاعماق ليكشف حقيقة السرد وجمالياته. * هل استطاع المشهد النقدي من مواكبة المشهد الروائي في المرحلة الراهنة ؟ بأسف اشير الى ان ليس هناك ثمة مدرسة نقدية عراقية. وفشل الناقد العراقي من ايجاد حتى ملامح بسيطة لهذه المدرسة.. الناقد العراقي سارق ايدلوجي يتغير بتغير الاحوال بدأت المحاولات النقدية واقعية انطباعية وتحولت الى الواقعية الاشتراكية ثم زحفت باتجاه التفكيكية ونراها اليوم تنبش داخل خرائب الميتاسردية ولا ندري الى اين تذهب في السنوات القادمة.. محاولات الناقد لي عنق النص عله يتطوع ويدخل متن النظرية المعتمدة.. مع وجود بعض يمكن الاشارة اليهم بصدق الانتماء الى المشهد السردي العراقي.. علوان السلمان.. يوسف عبود جويعد.. د فليح كريم الركابي. دكتور جاسم الخالدي.. دكتور سمير الخليل.. وبشير حاجم. * ما هي محفزات الكتابة الاولى لديك؟ لشد ما يدهشني الواقع الذي اتفحصه بدقه وتأمله بمجهرية دقيقة.. قلتها ذات لحظة انا كاتب انتجته ازقة وسجون وخرابات نفسية كبيرة.. لدي خزين معرفي واجتماعي لا ينضب ومتابع لكل التطورات الانسانية التي انتجها مجتمعنا.. المشهد موجود ولكن كيف يمكن تفكيكه واعادة صياغته بإدهاش وتأثير قوي اعتمد هذا التفكيك وعندي ما يرهلني لبناء سردية خاصة بي. * قلم الروائي ينهل من منابع عديدة ، ما هو الينبوع المفضل لديك في كتابة الرواية ؟ منهلي الاول.. نهري الاول. درسي الاول هو الجنوب الذي يحكي ياقوتا.. حكايات المواقد والمضائف.. عيون الحبوبات وهن يملأن رؤوسنا بمدن ونسوة من جمار.. السينما التي كانت تخرج من لهب الكانون لترينا العجب برفقة صوت متعوب حزين.. الافرشة الباردة التي امتلأت بالتنهدات.. الحروب بآثامها وجرائمها وهروباتنا بحثا عن حياة افضل وان كانت وسط الجحيم الذي نسميه الغربة.. الحبيبات اللواتي ذهبن بحسرة الخوف.. كل هذا الاضطراب هو روحي التي تحرك السكون لتأخذ بيدي الى حيث الصراخ الاحتجاجي والذي ما يلبث ان يتحول الى سرد .. سرد موجع احاول التخلص منه سريعا لكنه يلتصق بي مثل قراد. * حصلت على جوائز كثيرة ومنحت شهادة الدكتوراه الفخرية ودخلت روايتك اروقة الجامعات العراقية كأطروحات لشهادات عليا ، فما تقول بعد كل هذا ؟ لا تهمني الجوائز كثيرا ولا الدراسات النقدية وان كنت افخر بها وبمن كتب عني.. ربما اكون الاول الذي اهتمت به النقدية العراقية والعربية.. بشرف كتب عني محي الدين اسماعيل وعبد الله ابراهيم وفاضل ثامر.. وصبري مسلم.. وغازي العبادي وعدنان الصائغ وغيرهم وحصلت على جوائز عراقية وعربية.. ولكني اسعى الى ان اوثق تأريخ عشته.. وآثام مارستها.. وجنون جعلني اجوب خرائب الروح... مشكلتي انني مؤمن بقدراتي لهذا قلت انا موظف كتابة.. موظف ملتزم دقيق لا يريد خيانة وظيفته.. منتجي الثقافي خارج التصور.. ٢٥٠ مسلسل اذاعي٢٠ تلفزيون مئات البرامج الاذاعية.. الكثير من السبوتات التوجيهية.. ولا أدري كم من القصص والمسرحيات.. الانتاج ميزني.. والتجربة جعلتني خائفا. * هناك ظاهرة تجسدت في كثرة الروايات المطبوعة ، هل هذا الكم الهائل من المطبوعات سيفضي الى خلق تطور نوعي في المستقبل القريب؟ انا مؤمن بالكم الذي ينتج نوعا.. هذه قاعدة يجب ان نؤمن بها جميعا ليس هناك في العالم كله ثمة من نوع خالص او كم خالص المشكلة لدينا اننا لا نتوافر على نقد يشير الى النوع وتميزه.

تابعنا على
تصميم وتطوير