رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
دليل تشيخوف


المشاهدات 1145
تاريخ الإضافة 2018/03/06 - 4:39 PM
آخر تحديث 2024/05/02 - 3:33 AM

[caption id="attachment_154472" align="alignnone" width="231"]دليل تشيخوف دليل تشيخوف[/caption] الزوراء / خاص كتابة / روبرت بتلر ترجمة / أحمد فاضل في الرابع من يوليو / تموز عام 2010 فقدت الأوساط الأدبية الأمريكية واحدا من أبرز كتابها هو روبرت بتلر المولود في 21 يناير / كانون الثاني في مدينته نيويورك ، إضافة إلى أنه كان طبيبا ، وطبيب أسنان ، وطبيبا نفسيا ، وكان أول مدير للمعهد الوطني للشيخوخة ومتابعا نشيطا للإحتياجات الاجتماعية وحقوق كبار السن عن الشيخوخة الصحية والخرف ، بتلر كان قد كتب آخر مقالاته عن الكاتب الروسي الكبير أنطون تشيخوف متتبعا مسيرته وأهم الأحداث التي رافقته في حياته بسبب إعجابه الكبير به ولأنه يشبهه كثيرا في عمله كطبيب وكاتب بنفس الوقت ، مجلة الإيكونومست الشهيرة الصادرة في المملكة المتحدة أعادت نشر ذلك المقال لاستعادة ذكرى بتلر الذي كان من أهم كتابها والذي ابتدأ مقالته عن تشيخوف بقوله : كان عمره سنة عندما تم تحرير العبيد في عام 1861 “ كان جده واحدا منهم “ ، وتسعة عندما نشر تولستوي “ الحرب والسلام “ ، و ستة عشر حينما هرب من منزل الأسرة المتواضع في جنوب روسيا بسبب أفلاس والده المستبد والذي كان يعمل بقالا ، في التاسعة عشرة من عمره ينتقل تشيخوف الى موسكو حيث تدرب كطبيب وظهور أولى قصصه الهزلية مقابل المال . في الرابعة والعشرين من عمره ظهرت عليه أولى أعراض مرض السل وفي السادسة والعشرين حثه أحد النقاد المهمين هناك بالأخذ بموهبته على محمل الجد ، وفي الثامنة والعشرين نشر قصته الرئيسة الأولى ، “ السهب “ وقبل بلوغه عامه الأربعة والأربعين وجدوه ميتا . كتب تشيخوف عشر مسرحيات أو نحو ذلك ، لكنه اشتهر بأربع منها هن : “ النورس “، “ العم فانيا “ ، “ ثلاث أخوات “ و” بستان الكرز “ ، أما قصصه القصيرة فقد بلغت 600 قصة ، بدءا من صفحتين حتى يصل بعضها إلى 100 صفحة يغوص أكثرها في تحليل المشهد الروسي متناولا بسخريته الواضحة الحياة الكأداء التي تعصف بالفلاحين ، يكتب كل ذلك بنثر سريع شفاف لا يخلو من العصبية ، القلق ، الغثيان والأرق ويكشف عن عدد لا يحصى من الشخصيات المحاصرين داخل السجون أو تحت رحمة الاقطاع ، أو ذلك التفاوت الطبقي الذي كثيرا ما سلط عليه الضوء ، أو العواطف حينما تتعرض للإنهيار خاصة في قصته “ السيدة صاحبة الكلب “ التي نشرت لأول مرة عام 1899 تتناول القصة طبيعة علاقات الحب خارج إطار الزواج وما يصاحب هذا الحب من رومانسية مثالية وخوف شديد من خيبات الأمل حيث تدور أحداثها حول رجل روسي يعمل في بنك متزوج ولديه أولاد هو غير مخلص لزوجته وذات مرة أثناء رحلته إلى يالطا لقضاء العطلة يصادف سيدة شابة تتمشى على البحر مع كلبها الصغير فيقع في حبها وليقضيا العطلة سويا بينما تنتظره زوجته للقدوم إليها ، تشيخوف يدرس الحالة النفسية لأبطال قصصه دراسة وافية قبل الدخول إلى عالمهم كما في قصته “ الرهان “ والتي كتبها عام 1889 ، تدور أحداثها حول شاب يعمل في بنك ومحامي يختلفان فيما بينهما في الرأي حول أيهما أفضل عقوبة السجن مدى الحياة أم عقوبة الاعدام ، وكلاهما اتفقا على رهان بمليوني روبل على أن يعيش المحامي في عزلة لمدة خمسة عشر عاما وفي أثناء العزلة كان يقضي وقته في قراءة الكتب والكتابة والعزف على البيانو والدراسة وتثقيف نفسه ، ولكنه عانى في البداية من الشعور بالوحدة والاكتئاب الحاد وخلال هذه الفترة خسر المصرفي ثروته وخاف أن تمضي الخمسة عشر يوما ويضطر إلى سداد الرهان فيفكر في قتل المحامي حتى لا يدفع ذلك الدين ، إلا أنه وجد في إحدى مذكرات المصرفي أن المعرفة تساوي أكثر بكثير من المال والأشياء المادية وبالتالي يسقط الرهان . وفاة تشيخوف أصبحت هي أيضا واحدة من أهم القصص التي لم يكتبها هو بل كتبتها زوجته أولغا قائلة : قام أنطون من رقدة مرضه الطويلة ليصرخ عاليا وبشكل غير اعتيادي : “ أنا على شرفة الموت “ ! ما استدعى طلب طبيبه الخاص الذي قام بتهدئته وحقنه بمادة الكافور وأمر بإحضار الشمبانيا له ، فشرب أنطون كأس كامل منه ثم ابتسم لي وقال : “ لقد مضى زمن طويل منذ شربت الشمبانيا “ ، ثم جلس على جانبه الأيسر بهدوء وكان لدي الوقت لأذهب وأستلقي بقربه وناديته ، لكنه توقف عن التنفس وكان ينام بسلام وكأنه طفل “ . ونقلت جثته من مدينة الحمامات بألمانيا التي وصفها له الأطباء كمشفى له إلى موسكو في سيارة مبردة دفن بعدها بجانب والده في مقبرة نوفوديفيتشي .

تابعنا على
تصميم وتطوير