[caption id="attachment_128210" align="alignnone" width="300"] د. موفق عبد الوهاب[/caption] سيكون يوم الأربعاء الـ 28 من شهر شباط الجاري يوماً انتظرناه بفارغ الصبر منذ 39 عاماً، إذ سيشهد ملعب البصرة الدولي المباراة الودية للمنتخب العراقي مع نظيره السعودي الذي يزور العراق لأول مرة منذ بطولة كأس الخليج العربي التي أقيمت في بغداد عام 1979، وهي أول زيارة لمنتخب خليجي عقب هذه السنوات الطوال وستكون بوابة لزيارة منتخبات خليجية وعربية شقيقة أخرى ولرفع الحظر المفروض على الملاعب العراقية إن شاء الله، ولا أريد القول إنه حلم يراود الجميع وتناقلته الأجيال، بل هو حلم ينتظره الجمهور العراقي الذي سيكون على موعد جديد في حب الوطن عندما تتلاقى أمنياته وتمتزج مع أمنيات مختلف أطياف المجتمع الرياضي لنثبت للجميع أننا نستحق ما نطالب به وندعو له. جماهيرنا الوفية أظن أنها فرصتكم لتنافسوا الجماهير الخليجية الأخرى فى أسلوب تشجيعكم لمنتخبكم وترحيبكم بضيفكم لذا اغتنموا هذه الفرصة وإستغلوها لتظهروا تفوقكم، فهذا اليوم سيكون يوم الوطن، ومن أراد إثبات كونه أفضل من الآخر فليثبت ذلك عن طريق الحس الوطني، نعم تشجيع المنتخب الوطني لكرة القدم واجب وطني، نعم إكرام الضيف واجب وطني، نعم نتفق على ذلك لذا يتحتم علينا جميعا الوقوف للتعبير عن حبنا لبلدنا كلٌ من موقعه ومسؤوليته مهما كانت الظروف، فالوطن يسمو فوق الجميع وعلينا أن نتحدى الآخرين وأنفسنا قبل ذلك لإظهار عظمة هذا البلد الذي عانى ويلات الحروب ونثبت أنه ما زال شامخاً بفضل حضارته وتاريخه وشعبه. يوم الأربعاء يوم خاص للعراق، تلك الأرض التي عرفها التاريخ بمواقفها العربية الأصيلة وخيراتها الكثيرة، لكن شاءت الأقدار ألا تذوق طعم الراحة، وما يتوجب علينا اليوم هو أن نقف وقفة رجل واحد ونبتعد عن كل المهاترات الصحفية وإبراز العضلات في هذا الوقت تحديداً، ونعطي عصارة جهدنا ليتوهج إبداعاً ونحن على ثقة بأن جمهور البصرة الرائع المتميز في كل شيء وجماهير المحافظات الآخرى ستزحف لملعب المباراة تاركة خلفها إنتماءاتها لأنديتها لتضرب موعداً مع تجديد الولاء والانتماء والحس الوطني، ولن تبخل في التعبير عن عشقها للوطن، وسنشاهد على مدرجات ملعب البصرة الدولي هذه الجماهير التي تمثل جميع أطياف المجتمع وهي تهتف باسم العراق تحت راية الله أكبر ويقولوا لضيوفهم حللتم أهلاً ونزلتم سهلاً العراق بلدكم أنتم أهل الدار ونحن الضيوف، والبصرة دارك يا الأخضر، وليثبتوا للعالم بأننا شعب واحد قلبه يتسع للجميع ويعشق الحياة والرياضة وكرة القدم.