رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
التشجيع والسقوط الأخلاقي


المشاهدات 1062
تاريخ الإضافة 2018/02/21 - 7:13 PM
آخر تحديث 2024/05/01 - 4:27 AM

[caption id="attachment_128210" align="alignnone" width="300"]د. موفق عبد الوهاب د. موفق عبد الوهاب[/caption] لقاءات، ندوات، مؤتمرات، حوارات، صحف، شاشات، وعود مكتوبة بتواقيع مُصدقة، مواثيق شرف أحياناً، كل هذا تم فعله خلال السنوات الـ14 الماضية مع الروابط جماهيرية من جهات عدة سواء إتحاد الكرة واللجنة الأولمبية أم وزارة الشباب والرياضة فضلاً عن مؤسسات صحفية ومنظمات مجتمع مدني يرتبط عملها بالرياضة، لكن مع الأسف لم تنفع كل السبل والإجراءات التي تم إتخاذها بشأن القضاء على الشغب والتعصب أحياناً في ملاعبنا، وظلَّت المواثيق والوعود كالحبر على الورق، ودُفِنت الإجراءات في مهدها، ولكوّن الجمهور والمشجع هو القاسم المشترك للشغب والتعصب لذا وجب علينا الإشارة والتطرق لموضوع شغل حيزاً من النقاشات وأحدث قلقاً لدى أهل الشأن لخطورته إذا لم يتم معالجته باسلوب صحيح. إذ نحن نعلم جيداً أن التشجيع غالباً ما يكون محفزاً وعاملاً مساعداً على تحقيق الفوز، وفي كثير من المباريات نرى تشجيعًا حضاريًا يصنع الفارق لذلك يُسمى الجمهور اللاعب رقم12دائماً، إلا أن الموسم الكروي الحالي إستجدت ظاهرة تشجيع جديدة شاهدناها عند بعض الروابط الجماهيرية التي إعتادت فئة قليلة منها التغريد خارج السرب، ومن المؤسف حقاً تظهر لنا من وقت لآخر أصوات جماهيرية نشاز نسمع منها السب والشتم والتصغير لتكون هي اللغة السائدة التي تؤثر سلباً في أداء اللاعبين، ولا نسمع منها المعتاد عليه أثناء التشجيع، بل نسمع صيحات مخزية ومخجلة لا تمت بصلة للأخلاق الحميدة سواء كانت موجهة تجاه لاعبي الفرق، الإدارات، حكام المباريات أم لاعبي الفريق المنافس وجمهوره. لذا ليس سهلاً تجاهل ما قام به مشجعو بعض الفرق تجاه منافسيهم من هتافات أمام مسمع ومرأى الجميع لا سيما وأن المباريات تم نقلها عبر الشاشة لذا حتى الذي لم يراها ويسمعها في وقت المباراة يستطيع إعادة مشاهدة المباراة للتأكد من هذه الهتافات والتصرفات التي لا تنم عن الروح الرياضية وكادت ان تؤدي إلى حدوث ما لا يحمد عقباه، ولم يكن ذلك التصرف بجديد على تلك الفئة من الجماهير لتؤكد على أن ما حدث في بعض المباريات يعدُ سقوطاً أخلاقياً في التشجيع الرياضي لتلك الفئة من الجماهير، وعلى الرغم من لغة التهديد بالعقوبات التي أعلن عنها إتحاد الكرة عبر لجنة المسابقات إلا أننا لم نشهد حتى اللحظة أية بادرة بهذا الإتجاه ولم تتخذ لجنة الإنضباط أية قرارات رادعة بحق هذه الفئة أو تلك من الجماهير التي أساءت وتجاوزت في هتافاتها على إدارات وجمهور وحكام مباريات وكيانات أندية، لذا فإن الكرة الآن في ملعب إتحاد الكرة الذي من المفترض أن يتخذ الإجراء المناسب والحازم حال حدوث مثل هذه الهتافات بعيداً عن المجاملات والمحسوبيات، وفي نفس الوقت على هذه الفئة من الجماهير أن تدرك و تعي بأن الرياضة وكرة القدم باتت تمثل جزءً لا يتجزأ من حضارات الأمم وتاريخ الشعوب، وأن كل ذلك يمثل إنعكاساً للثقافة التي تتمتع بها تلك المجتمعات الرياضية.

تابعنا على
تصميم وتطوير